دمشق- رويترز
فرضت قوات نظامية سورية، أمس، سيطرتها على قريتين قرب الحدود مع لبنان، بعدما طردت مقاتلي المعارضة منهما؛ مما يُساعد الرئيس السوري بشار الأسد على تأمين طريق يربط دمشق بحلب وساحل البحر المتوسط، بحسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية.
وسيدفع سقوط قريتي فليطة ورأس المعرة، وهما من أواخر معاقل المعارضة في المنطقة المقاتلين واللاجئين على الأرجح، إلى عبور الحدود إلى لبنان مما يهدد بتفاقم زعزعة الاستقرار في لبنان.. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا": "أعادت وحدات من الجيش والقوات المسلحة اليوم الأمن والاستقرار إلى بلدتي رأس المعرة وفليطة في القلمون بريف دمشق.. تم القضاء على آخر فلول المجموعات الإرهابية المسلحة وتدمير أسلحتها وأدوات إجرامها في رأس المعرة وفليطة".
وأفادت المعلومات الواردة من عرسال في البقاع الشمالي بحدوث حركة نزوح كثيفة من بلدتي فليطة ورأس المعرة في جبل القلمون السورية، بعد سقوط هاتين البلدتين بقبضة الجيش السوري.. وقد وصل عدد النازحين الى بلدة عرسال حتى ظهر اليوم حوالى 700 نازح سوري معظمهم من العائلات. وقام الجيش اللبناني الذي انتشر في جرود عرسال بالتدقيق في الهويات وضبط الحدود ومنع المسلحين من الدخول الى لبنان عبر جرود عرسال.
وتحرز الحكومة السورية مكاسب مضطردة على طول الطريق السريع وحول دمشق وحلب في الشهور القليلة الماضية وتستعيد زمام المبادرة في صراع دخل عامه الرابع هذا الشهر.. ويحتاج الأسد إلى تأمين الطريق لنقل المواد الكيماوية إلى خارج سوريا عبر الساحل في إطار اتفاق مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. وصعدت الحرب في سوريا من التوترات الطائفية بين الشيعة والسنة في لبنان.
وفي سياق مختلف، حثت فاليري آموس مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، الحكومة السورية، أمس الأول، على إنهاء القيود التي لا داعي لها على الوصول إلى المناطق التي تشتد فيها حاجة السوريين إلى المعونات بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية. كما عبَّرت عن قلقها بشأن جماعات المعارضة خاصة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تقول إنها لن تسمح للأجانب بالعمل في سوريا.
وقالت آموس: بعد إطلاع مجلس الأمن على أن المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، لا تزال لا تصل إلى الكثيرين في سوريا "الترتيبات الإدارية التي وضعت للتصريح لقوافلنا في غاية التعقيد".. وأضافت بأن الإجراءات المختلفة التي تطبق على قوافل المساعدات والتي تشمل وكالات تعمل بشكل جماعي وأخرى بشكل فردي تجعل من الصعب على عمال الإغاثة تسليم إمدادات الإغاثة. وحتى عندما توافق الحكومة السورية على الشحنات فلا يزال من الصعب وصولها إلى المناطق المحاصرة.
وتابعت المسؤولة الدولية: "حتى إذا حصلنا على موافقة الحكومة في دمشق فإن لدينا أمثلة لأفراد على الأرض يؤيدون الحكومة.. سيمنعوننا من عبور نقاط تفتيش معينة أو سيمنعوننا من تسليم المساعدات".
وفي حين تقع على الحكومة المسؤولية الأساسية فيما يتعلق بتسليم المساعدات في أنحاء سوريا قالت اموس إن جماعات المعارضة أيضا لعبت دورا في جعل توصيل المعونات عملية صعبة ومعقدة. وذكرت اموس أن عدد الجماعات التي تعمل في سوريا تكاثر وهو يتراوح بين معتدلة إلى متطرفة مرتبطة بالقاعدة. وأضافت بأن بعضها "صغير لكنه مؤثر فيما يتعلق بمواقعها".