يُحيي أبناء الشعب الفلسطيني، اليوم، ذكرى يوم الأرض؛ لتأكيد العزم على المُضي قدمًا في مسيرة النضال، والتمسك بالحقوق المشروعة حتى يتم تحرير كامل التراب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
... ثمانية وثلاثون عاما، انقضتْ على حادثة يوم الأرض التي تعد محطة جوهرية في مسيرة النضال الفلسطيني المخضَّبة بالدم والمليئة بالتضحيات، إلا أنها ليست الوحيدة في التاريخ الدموي للكيان الإسرائيلي الطافح بالممارسات الإرهابية والقمعية والمجازر الوحشية ضد الفلسطينيين، وهي مجازر تأبى النسيان مهما تقادمتْ العصور، وتتالتْ الحُقب من دير ياسين والقدس ومجزرة الحرم الإبراهيمي ومخيم جنين..وغيرها كثير في سجل الوحشية الإسرائيلي.
وكما بدأت أحداث يوم الأرض في العام 1976 بمصادرة الاحتلال لأراضي الفلسطينيين في الجليل شمال فلسطين المُحتلة لتخصيصها للمستوطنات، لا يزال الاحتلال -وبعد نحو أربعة عقود- يواصل مسلكه الإجرامي في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لتحويلها إلى مُستوطنات؛ حيث ينشط حاليا في مصادرة أراضي القدس والضفة الغربية لزرع المزيد من المستوطنات، في ظل عجز عربي، وصمت دولي على هذه النشاط الاستيطاني، وغيره من الممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال. وبموازاة ذلك، تعمل إسرائيل على ذر الرمال في عيون العالم من خلال إيهامه بأنها مُنخرطة في المفاوضات مع الفلسطينيين في ذات الوقت الذي تتمدد فيه استيطانيا، وعلى أكثر من محور بالأراضي الفلسطينية؛ حيث إنها تستغل المفاوضات لكسب الوقت لتعزيز وجودها الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة، والمضي في سياسة العدوان والتهويد، وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي العودة.
... ويظل يوم الأرض مناسبة، يوجِّه فيها الفلسطينيون رسالتين؛ أولاهما للاحتلال الإسرائيلي؛ مفادها أنهم باقون على أرضهم، وأنه مهما تزايد بطش الآلة الحربية للاحتلال فلن يتزحزحوا أو يحيدوا. ورسالة ثانية للعالم؛ يُناشدونه فيها الوقوف مع الحق، ونصرة قضيتهم العادلة.