مسقط – الرؤية-
افتتحت صباح أمس فعاليات الملتقى الكشفي والإرشادي الأول لذوى الإعاقة الذي تنظمه المديرية العامة للكشافة والمرشدات خلال الفترة من 1 إلى 2 أبريل بالتعاون مع دائرة برامج التربية الخاصة تحت شعار(الكشفية وإدماج ذوي الإعاقة)، وذلك بالكلية التقنية العليا بمسقط.
في بداية الحفل قام خميس بن سالم الراسبي مدير عام الكشافة والمرشدات راعي الحفل والحضور بافتتاح معرض أعمال وأنشطة مدارس التربية الخاصة والتي مثلتها مدرسة الأمل للصم ومدرسة التربية الفكرية ومعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين بالإضافة إلى كشافة ومرشدات بعض المدارس الحكومية والخاصة بمسقط، حيث اطلعوا على نتاجات الكشافة والمرشدات من ذوي الإعاقة والتي تنوعت بين التشكيلات الفنية والوسائل والمشغولات والنشرات التي أكدت نبوغ وتفوق طلبة ذوي الإعاقة.
وتضمن الملتقى حلقات عمل تدريبية مخصصة لهذه الفئة منها استخدامات الحبال والإسعافات الأولية واستخدامات الرباط المثلث ومهارة إقامة الخيمة وتدوير خامات البيئة كما انطلقت أمس الجلسات الحوارية التي استهدفت مدارس التربية الخاصة والمدارس الحكومية والخاصة، حيث قدمت مريم بنت ناصر الأخزمية معلمة التربية الفكرية ورقة بعنوان (الإعاقة العقلية) استعرضت فيها توضيح مفهوم الإعاقة العقلية كواحدة من الإعاقات الرئيسية التي كانت من أولى الإعاقات التي عرفتها المجتمعات كما تناولت المهارات والمفاهيم في اللغة والقراءة والكتابة كالمهارات الاجتماعية في بناء العلاقات والمسؤولية الاجتماعية وتقدير الذات وحل المشكلات وإتباع التعليمات والمهارات العملية كالعناية بالذات والمهارات المهنية كالرعاية الصحية والسفر والتعامل اليومي، واستعرضت أشكال العلاجات الطبية المقدمة لذوي الإعاقة والبرامج التربوية والنفسية والاجتماعية والنفسية والاجتماعية وتحدثت عن الاتجاهات المعاصرة في تغيير نظرة المجتمعات نحو الإعاقة العقلية والحقوق التي تعترف بها المجتمعات المعاصرة للتعامل مع فئة ذوي الإعاقة العقلية كالحق في النمو والتطور والحق في التعليم والحق في الحماية من التمييز والحق العيش مع الأسرة والحق في الرعاية الصحية والحق في الترويح عن النفس والحق الاندماج في المجتمع إلى جانب إحصائيات نسبة انتشار الإعاقة العقلية في السنوات الماضية حيث تقدر نسبة حدوث الإعاقة على المستوى العالمي 10 % من مجموع السكان وهذه النسبة تتزايد في الدول النامية بنسبة 13 - 15 % سنويا .
بعدها قدم عادل بن خلفان الخضوري قائد الكشافة بمدرسة الأمل للصم ورقة عمل بعنوان (الإعاقة السمعية) تناول فيها تعريف الإعاقة السمعية في كونها إعاقة خفية لا تكشف عن نفسها بالمظهر الخارجي وإنما بالنظرة الفاحصة المتأنية التي تعتمد على منهج مدروس للاكتشاف والعلاج، وتحدث عن أهمية الوقاية من أمراض ضعف السمع وذلك بتطعيم الطفل ضد أمراض الطفولة وكيفية عمل الاختبارات السمعية للأطفال الذين يولدون في أسر بها مرضى ضعف السمع والأطفال الذين يتعرضون لولادة عسرة وأسباب ضعف السمع الوراثية المتعلقة بالأسرة وأسباب ما بعد الولادة كالتهاب الأذن وتناول أدوية ضارة بالسمع أو الحوادث التي تتسبب في كسر قاع الجمجمة والمظاهر العامة للإعاقة السمعية والمؤشرات والأعراض التي تدل على وجود صعوبة في السمع كملاحظة الأخطاء في النطق إلى جانب المظاهر العامة للإعاقة السمعية طرق التواصل مع المعاقين سمعيا وأهمها الطريقة اللفظية خاصة لضعاف السمع وتدريب الطفل على الإحساس والوعي وتمييز الأصوات للطفل الذي لديه بقايا سمعية ، وأخيرا الطريقة اليدوية التي تعرف بلغة الإشارة .
مبادرة جيدة
ولمعرفة انطباعات مدارس ذوي الإعاقة عن هذا الملتقى كانت اللقاءات التالية في البداية تحدثت لميس عباس البحرية مديرة دائرة برامج التربية الخاصة قائلة: تنظيم الملتقى يعد من الجوانب المهمة التي تعطي الكشافة والمرشدات من ذوي الإعاقة الفرصة للتعرف على مواهبهم وتعريف المجتمع بقدراتهم وإبداعاتهم، موجهة شكرها للمديرية العامة للكشافة والمرشدات على هذه المبادرة وقالت إنها مبادرة جيدة للاهتمام بفئة ذوي الإعاقة متمنية أن تستمر هذه الملتقيات بشكل سنوي وتوسيعها وتطويرها.
وحول تبني الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع رؤساء ومسؤولي الكشافة في دول الخليج شعار أنشطتها لهذا العام "الكشفية وإدماج ذوي الإعاقة ".وقالت إنها خطوة إيجابية ومهمة لإدماج هذه الفئة وتعريف المجتمع بها متمنية أن تتاح الفرصة للكشافة والمرشدات من ذوي الإعاقة للمشاركة في المخيمات الكشفية والإرشادية التي تقام على مستوى السلطنة .
وأكدت كاذية بنت الصقر بن سيف الخروصية مديرة معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين على أهمية الملتقى وقالت إنه يهدف إلى دمج الطلاب المكفوفين مع المجتمع وتعريفهم بأنشطة هذه الفئة، مؤكدة أن الملتقى مطلب ضروري ومهم لإيصال رسالة المكفوف للمجتمع وتعريفهم بأن الكفيف فرد فاعل ومنتج شأنه في ذلك شأن أقرانه العاديين كما أن الملتقى أسهم في إبراز جهود فريق الكشافة والمرشدات بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين وتعريف المسؤولين والمهتمين بأنشطة هذا الفريق، متطلعة إلى زيادة الاهتمام بهذه الفئة بالتوسع في دمجهم من خلال إشراكهم في المخيمات التي تقام على مستوى السلطنة وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في المخيمات الخارجية، مؤكدة أن هذا الدعم يؤدي الى إكساب الطلاب الثقة بالنفس ويسهم في تطوير إمكانياتهم وتمكينهم من الاندماج مع أقرانهم. موجهة شكرها للمديرية العامة للكشافة والمرشدات للإقامة بهذا الملتقى الذي يؤكد اهتمامها بهذه الفئة وتشجيعهم باعتبارهم جزءًا من هذا المجتمع.
وقالت بتول بنت محسن اللواتية مديرة مدرسة التربية الفكرية الملتقى فكرة رائعة وبادرة كنّا ننتظرها منذ فترة وخاصة تأسيس فريق للكشافة وفريق للمرشدات وهذا يعود لدعم المديرية العامة للكشافة والمرشدات واهتمامها بتأسيس الفرقتين إلى جانب تحمس المعلمين والقادة المسؤولين عن الفرقة لتجد النور في مدرسة التربية الفكرية وقد أثبت فريقا الكشافة والمرشدات كفاءتهما في هذا المجال وأوجد لهم متنفسا لاحتضان مواهبهم ومنحهم الفرصة للاندماج في المجتمع.
وأضافت أن هذا الملتقى يؤدي رسالة بأن هذه الفئة لديها الطاقات والإبداعات التي تحتاج من يحتضنها ويبرزها للآخرين متمنية أن يكون تنظيم الملتقى بشكل سنوي نظرًا إلى ماله من أهمية كبيرة في دمج هذه الفئة في المجتمع وبالتالي توفير الفرص لهم لإبراز طاقاتهم.
فعاليات اليوم
وسيتضمن الملتقى اليوم كذلك محاضرتين تتناولان( الإعاقة البصرية) يقدمهما أحد المختصين من معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، وفي جلسة أخرى ستقدم رضية السعدية من مدرسة الأمل للصم جلسة بعنوان(دمج المعاقين في الحركة الكشفية والإرشادية).
يقام في الساعة الخامسة من مساء اليوم الأربعاء على مسرح الكلية التقنية العليا بمسقط تحت رعاية سعادة مصطفى بن علي عبد اللطيف وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية حفل ختام فعاليات الملتقى الكشفي والإرشادي الأول لذوي الإعاقة حيث سيتضمن الحفل الذي يقام على مسرح الكلية التقنية العليا بمسقط فقرة ترحيبية وعزف لفرقة لموسيقى الكشفية العمانية وكلمة المديرية وكلمة دائرة البرامج الخاصة وعرض فلم وثائقي لأنشطة وبرامج الملتقى إلى جانب مشاهدة أعمال الكشافة والمرشدات في المعرض المصاحب..
يذكر أنّ الملتقى يهدف إلى إدماج كشافة ومرشدات ذوي الإعاقة مع المدارس العادية لتفعيل دورهم لتسهيل عملية الاندماج في المجتمع من خلال إيمانهم بما لدى المعاق من قدرات، والعمل على صقل قدرات وإمكانيات ومواهب طلبة التربية الخاصة وتطويرها، والتوعية وبث روح الاعتماد على النفس والتحدي لجميع الصعاب وتذليلها من أجل أن يصل صوت المعاق للمجتمع.