التسريبات عن إمكانيَّة فرض إسرائيل تجميدًا جزئيًّا على البناء في المُستوطنات؛ كي تستمر مُحادثات السَّلام الجارية حاليًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين بوساطة أمريكيَّة، أمرٌ غير مُجدٍ؛ لأنَّ هدف إسرائيل من كل هذا هو كسب مزيد من الوقت؛ من خلال الاستمرار في عملية تفاوضية طويلة تكون بمثابة مظلة لها؛ لتنفيذ مُخططاتها التي لا تمتُّ لروح السلام بصِلَة.
وحتَّى لو صحَّت هذه التسريبات، فإنه سيكون مجرَّد وقف مؤقت للبناء في المستوطنات؛ لاسترضاء الحليف الأمريكي، أو لرد مُجاملته بإطلاق الجاسوس الإسرائيلي بولارد المسجون في الولايات المتحدة، بمُجاملة مُماثلة، ومن ثم استئناف عمليات البناء الاستيطاني بصورة أشرس وأشد؛ من خلال قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس.
... إنَّ المستوطنات الإسرائيلية وعمليات الاستيطان المستمرة في الضفة الغربية والقدس، تعد حجر عثرة حقيقيًّا في وجه أية تسوية سلمية مُحتملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل إصرار الاحتلال على التوسيع المستمر لهذه المستوطنات حتى تكون بمثابة شوكة في خاصرة أي دولة فلسطينية تقوم في المستقبل، وتهدد استقلاليتها ووجودها.
إنَّ مُجرد إعلان النوايا الإسرائيلية في وقف البناء الاستيطاني، لا يُشكل أي ضمانة، يُمكن أن يستند إليها الفلسطينيون لمواصلة محادثات السلام، والتي من المفترض أن يُسدل عليها الستار بنهاية هذا الشهر.
فالإعلان الإسرائيلي لا يعدو كونه مناورة أخرى من مُناورات الاحتلال التي خَبِرْنَاها جيدًا طوال عُمر هذا الكيان الغاصب، والذي لا يلتزم بعهود، ولا يفي بوعد، وهو مُجرد تكتيك يضمن لهم استمرار المحادثات حتى العام 2015، وفي غضون ذلك يُقدِمُون على تنفيذ الكثير من المُمارسات التنكيلية بحق الفلسطينيين، وسيواصلون النشاط الاستيطاني بصورة أكثر عنفًا من ذي قبل تحت ستار المفاوضات.