تويت
فارس العوفي *
وهب الله الإنسان الروح التي أودعها بالجسم؛ ليحيا بها حياته، بالقدر الذي اختاره الله له من العمر، وجعل له القلب النابض الذي تعمل كل خلايا الجسم ومكوناته بنبضاته، وزوَّده بالعقل كمرحلة ثالثة ليبدأ مسيرة الإعمار والخلافة في هذه الأرض... محاور ثلاث تشكل مثلث الحياة للإنسان في هذا الكون المليء بالمعجزات والألغاز التي هي من تدبير رب الكون ومسيِّره سبحانه وتعالى.
الروح والقلب هما عطية الله وتدبيره، وتحت قدرته وعظمته. أما العقل المفكر فهو العطية الوحيدة والضلع الوحيد الذي بيد الإنسان، أعطاه الله مفاتيح بواباته ونوافذه، له الحرية المطلقة في استخدامها كيفما شاء، والإنسان هو المتحكم في أفعاله الصادرة منه وآلية تطبيقها، ولذلك فهو المسؤول عن تنمية فكره المرتبط بالعقل الذي وهبه الله إياه ليكون المرشد والموجه لتلك الأفعال والأفكار.
ومن ذلك المنطلق، نجد أن هناك مجموعة من الفيتامينات التي تحرك وتنشط تلك الخلايا الدماغية، والتي تساعد وتعمل على تنمية وتطوير فكر الإنسان، وتعتبر التحديات والصعوبات التي تواجه الإنسان في حياته هي من أشد وأقوى الفيتامينات التي تنشط وتحرك ذلك العقل، كيف لا وهي التي تجبر الإنسان على إيجاد حلول وطرق فعالة لتخطيها واجتيازها، والمقولة المشهورة والمتداولة دائما (الحاجة أم الاختراع).. وهذه الأم هي تلك التحديات والصعوبات التي كلما زاد تقدم الإنسان وتطوره، زادت التعقيدات والحاجة إلى إيجاد حلول أكثر فاعلية تتناسب مع حجم ذلك التطور بحد ذاته.
ومن الفيتامينات المهمة كذلك في هذا المجال، والتي تعمل على تحريك خلايا الدماغ: التدريبات والتمارين والألغاز، والتي تجعل من الفرد الإنساني في حالة تفكير عميق في تحدي تلك الأنشطة وإيجاد مفاتيح حلولها؛ لذلك من المهم جدا أن يستمر الإنسان في توفير وتخصيص جزء من وقته في إنجاز مثل هذه الأنشطة كشراء الدوريات والمجلات والكتب التي تتضمن بعض من هذه الألغاز والتمارين، ناهيك عن أهمية الحضور والمشاركة في الدورات والورش التدريبية والمسابقات التي يتم تنفيذها سواء على مستوى المؤسسات الحكومية أو مؤسسات القطاع المدني.
ومن منطلق ذلك كله، نجد أنه من المهم جدًّا على الإنسان بشكل عام والمبتكر بشكل خاص أن يعيد تجديد وتنشيط خلاياه الدماغية بمثل هذه الفيتامينات، التي تعمل على توسيع مدارك عقله وخياله بشكل سليم، ليحقق الغايات والأهداف التي يطمح لها في أقصر وقت ممكن وبشكل فعال؛ لأن الخلايا إن لم تجد ما ينشطها ويحفزها فسوف تبدأ في الذبول والموت تدريجيا مما قد يؤثر بشكل سلبي على العقل البشري، ولنجعل حياتنا دائما حياة مليئة بالتفاؤل والأمل من خلال تسيير توجهاتنا الفكرية بشكل ايجابي سليم، وذلك بقلب صورة التحديات والصعوبات والمعوقات من لونها الأسود والأبيض إلى صورتها الحقيقية الملونة بنظرتنا لها على أنها فتن واختبارات جعلها الله أمامنا لتبني عقولنا وشخصياتنا بالشكل السليم.
* مدرب مخترعين معتمد
[email protected]