إبراء – الرؤية-
يسعى مركز الاستكشاف العلمي بـ"تعليمية شمال الشرقية" إلى إيجاد بيئة ترفيهية تعليمية ذات طابع تشويقي، وتحقيق أهداف التعلم الإلكتروني؛ بما يخدم المناهج الدراسية، ودعم المواهب العلمية للطلاب وابتكاراتهم، وإيجاد وجهة علمية ومعرفية لأبناء المجتمع المحلي شرائحه، كما يستخدم أدوات ومكونات التكنولوجيا وتقنية المعلومات.
وقالت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم -أثناء افتتاح مركز الاستكشاف العلمي، الذي يحتضن اختراعات الطلاب ومبتكراتهم، وينمّيها؛ كونه يجمع بين المعرفة والمهارة والتطبيق، ويشكّل بيئة تربوية وتعليمية خصبة لتلقي مزيد من المعارف والعلوم- إنه يأتي استمرارا لنهج الوزارة في الاهتمام بتدريس مواد العلوم والرياضيات، ويتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي.
وقال الشيخ الدكتور كهلان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة، بعد زيارة للمركز؛ في إطار أحد احتفالات المحافظة التعليمية: يجد الزائر لهذا المركز تطبيقات عملية للعلوم، ويتفاعل معها بما يكشف له كيف يمكن أن تحول حقائق العلم إلى تطبيقات وصناعات ووسائل نافعة ومفيدة، ولا ريب أن هذا يساعد طلاب العلم على فهم ما تعلموه، مما يحفز لديهم روح التعلم والابتكار والبحث العلمي ويقودهم للابتكار والإبداع؛ فتكون النتائج مزيدا من الإقبال على التعلم ومعرفة فوائده في الحياة ومنافعه للإنسان.
وأكد فيصل بن علي البوسعيدي رئيس مركز الاستكشاف العلمي، أن إقامة مركز الاستكشاف هو بادرة محافظة شمال الشرقية لجميع طلاب العلم والمعرفة والباحثين، وأن يكون بيئة حاضنة لمواهبهم وأفكارهم العلمية، وقد وُجد هذا المركز ليستمر وينمو بما سيضاف إليه من مراحل تطويرية قادمة، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال الدعم من وزاراتنا الموقرة ومؤسسات القطاع الخاص الذي يستفيد من مخرجاتنا البشرية.
وأضاف: أن هذا المركز يتكون من قاعتي الاستقبال والمكتب الإداري لموظفي المركز وهو في مقدمة المركز، ويتم من خلالها استقبال ضيوف المركز وتقديم عرض مرئي حول محتويات المركز، إضافة إلى توزيع النشرات والكتيبات الخاصة بالمركز. أما المكتب الإداري، فهو خاص بمشرفي المركز والموظفين للإشراف على المركز وتفعيل خطة المركز وتنظيم الفعاليات والمناشط والحلقات العلمية. وقاعة للعلوم وهي عبارة عن قاعة علمية متكاملة تخدم المواد العلمية (الفيزياء والكيمياء والأحياء) مزودة ببعض الأجهزة والأدوات المخبرية التي تشجع الطالب على إجراء التجارب العلمية لاكتشاف مكونات المعادلات العلمية ودلالتها ونتائجها، وتتيح هذه القاعة للطالب فرصة الإبداع والاكتشاف والملاحظة العلمية الدقيقة؛ وذلك من خلال الحقائب والأجهزة العلمية التي تم شراؤها من الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا.
وقاعات أُخَر كقاعة الجيولوجيا وهي عبارة عن بيئة جيولوجية متكاملة تبين أنواع الصخور وأماكن تواجدها في البيئات المختلفة؛ حيث تم تصميمها لتكون بيئة جيولوجية بمحتوياتها، وهي تمكن الزائر من معاينة أنواع الصخور وملاحظة أوجه الاختلاف، وتشمل القاعة الأدوات والمواد والمجسمات والأجهزة الإلكترونية العلمية التي ترتبط بجميعها بمراحل تطوير الجيولوجيا العمانية.
وقاعة التكنولوجيا؛ حيث تهدف هذه القاعة إلى توظيف تقنية المعلومات في اكتساب المعرفة والنظريات العلمية، وإدخال هذه التقنية في صلب هذه العملية، وتضم هذه القاعة أدوات متنوعة من الأجهزة العلمية التفاعلية التي تبيِّن آلية عمل الكمبيوتر وعمل الإنترنت وأجهزة علمية أخرى تحاكي الواقع الافتراضي، وتقدم العديد من المعارف والمفاهيم المرتبطة بالتكنولوجيا. وقاعة التعليم الإلكتروني والتي تعتمد على تقنية التعلم الإلكتروني؛ وذلك من خلال تزويد هذه القاعة بأجهزة كمبيوتر ونظارات تفاعلية، إضافة إلى العديد من البرمجيات التعليمية التفاعلية ذات الارتباط الوثيق بالمناهج الدراسية وبطريقة مشوقة وجذابة وتحاكي الواقع الافتراضي.
وقاعة التراث؛ وهي: قاعة تجمع في تشكيلتها مكونات التراث العماني، إضافة إلى دقة التصميم، وتضم القاعة بعض الأدوات اللازمة لها من أجل توظيفها في دعم التوجه نحو الاهتمام بالتراث العماني، كما أن القاعة تجد اهتمامًا من قبل أبناء المجتمع الزائرين لها.
وقاعة المعرفة الكبرى؛ وهي: القاعة الرئيسية الكبرى في المركز؛ حيث تم تأثيثها وتزويدها بكل الأدوات اللازمة لتنفيذ الورش التدريبية والفعاليات العلمية والمعارض؛ حيث ستستخدم هذه القاعة لتنفيذ العديد من الفعاليات والورش التدريبية العلمية للطلاب في العديد من المجالات، والتي تنمي لدى الطلاب مهارات الابتكار والإبداع لديهم، وسيتم تنفيذ هذه الفعاليات والورش العلمية عبر خطة تنفيذية توضع طوال العام الدراسي، وتشرف إدارة المركز على تنفيذها بشكل متواصل بالتنسيق مع العديد من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة.
كما أن في المركز توجد قاعة السينما العلمية؛ وهي: عبارة عن قاعة تم تهيئتها لعرض الأفلام العلمية والبرامج التربوية الهادفة للزوار، وتهدف هذه السينما إلى نقل المعرفة للزائر بصورة تفاعلية ثلاثية الأبعاد، وهي قاعة مزودة بأجهزة تشغيل متنوعة سواء الصوتية أو المرئية، إضافة إلى جهاز عرض عالي الجودة ونظام صوتي متكامل. كما أنه يمكن استخدامها لإقامة بعض المحاضرات والورش التدريبية للطلاب، وسيتم عرض العديد من الأفلام الثلاثية الأبعاد بشكل تفاعلي مشوق؛ حيث تتميز هذه الأفلام بقدرتها على عرض الحقائب العلمية باستخدام نظم ثلاثية الأبعاد لتقريب المفاهيم العلمية بصورة تفاعلية واضحة ورائعة.
وفي إطار التعاون مع ذوي الاختصاص والخبرة، يقول رئيس الوفد التربوي من سنغافورة: أعجبنا كثيراً بطريقة تعليم وتعلم العلوم والتكنولوجيا المنفذة بالمركز عن طريق معلمين وإداريين متحمسين وشغوفين، وأنا واثق تماماً بأنه سيكون هناك نجاح باهر، وأتمنى ان ينتشر مثل هذا المركز في كل أرجاء عمان، ويقود لمزيد من الاكتشافات العلمية.
كما يحرص المركز على التعاون الجهات الحكومية والخاصة المعنية بمجالات الابتكار؛ بهدف تنمية القدرات الابتكارية والبحثية للطلاب؛ من خلال إقامة العديد من الفعاليات والبرامج وحلقات العمل التدريبية التي تستهدف الطلاب والمعلمين، والعمل على نشر الوعي بأهمية المبتكرات العلمية ودورها في تقدم ورفاهية المجتمع، وغرس مفاهيم الملكية الفكرية، والثقافة العلمية بين طلاب المدارس، والعمل على ربط الأنشطة المدرسية بما يتعلمه الطلاب من معارف ومعلومات ومهارات علمية من خلال المناهج الدراسية المتنوعة.
ويأتي هذا المشروع العلمي بدعم من وزارة التربية والتعليم وداعم رئيسي ممثل في الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، إضافة إلى مساندة من قبل بعض شركات القطاع الخاص؛ وذلك في إطار الخدمة المجتمعية لتبني الكثير من المبادرات المشاريع المهمة بالمجتمع والتي من شأنها تخدم جميع شرائح المجتمع.