الرؤية - شريف صلاح-
تصوير/ راشد الكندي-
أختُتم، أمس، بفندق الكراون بلازا منتدى عمان الأول للتصميم، تحت رعاية الشيخة سلمى بنت مستهيل المعشني، وبرعاية مجلة "الرؤيا" إعلاميًّا، والذي أقيم في الفترة من (1-3 أبريل)، بتنظيم وإشراف "مؤسسة هالة لتنظيم المؤتمرات والندوات"، بمشاركة وإشراف المحاضر الدولي وأستاذ تصميم الأزياء العالمي البروفيسور مروان حرز الله صاحب النظريات الثلاث التي أحدثت ثورة في عالم تصميم الأزياء، فضلاً عن مؤلفاته في مجال تصميم الإزياء وإعداد مناهج متخصصة.
وهدف المنتدى إلى تقديم محاضرات قيّمة وورش عمل تعمل على صقل قدرات المواهب المتطلعة لاحتراف تصميم الأزياء، وتحفيزهم لتقديم أفضل ما عندهم في إطار منظومة الاحتراف المتكاملة في تصميم الأزياء، وستكون محاضرات البروفيسور مروان حرز الله بمثابة خارطة طريق لهؤلاء، لاسيما وأنه يملك في سجله خبرات عقدين من الزمان في مجال تطوير وصقل المواهب. وكانت انطلاقته في بريطانيا العام 1983 في ميدلسبره بجانب كونه مؤسس أول معهد متخصص لتعليم الأزياء عن بعد، وهو الذي أطلق أول مبادرة عالمية لتنمية الموهوبين بتصميم الأزياء من ذوي الإعاقة حيث فاجأ المتخصصين بقدرته على استثمار المسرح الصامت في لغة التواصل مع فئة الصم.
وقالت هالة البلوشية مصممة الأزياء العُمانية وصاحبة عدد من خطوط الموضة ومطلقة المبادرة الأكاديمية التعليمية -في كلمتها أمام الحضور إن حبها في مشاركة خبراتها للمتطلعين لاحتراف تصميم الأزياء وإتاحة الفرصة لهم للالتقاء بأستاذة وخبراء متخصصين في مجال تصميم وتعليم أسس تصميم الأزياء، هي من أهم العوامل التي جعلتها تفكر في إطلاق وتنظيم هذا المنتدى الدولي في السلطنة وهي مبادرة تتسق مع رؤية حضرة مولانا جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- بما وفره من دعم للشركات الصغيرة والمتوسطة، فهي رؤية توقد شعلة لتقديم الأفضل.. وأضافت: "تزخر السلطنة بالأفكار البناءة والموهوبين الذين يأملون في اقتناص الفرص للنهوض بمكاتهم الفكرية وبلورة روح الابتكار والإبداع لديهم. وفي هذا الإطار يأتي منتدى عُمان الدولي لمصممي الأزياء لتحفيز تلك القيم وإيجاد السبل والبيئة الملائمة للنهوض بمواهب وإبداعات المنخرطين في هذا المجال الذي أصبح علماً يدرس وثقافة تتحدث عن نفسها".
وأوضح دكتور سامي الزدجالي -محاضر في مجال التسويق الاجتماعي وأحد المشاركين في المنتدى أنّ الأزياء التقليدية من أهم المظاهر الثقافية للشعوب فهي ومنذ القدم الهوية التي تميز بلدًا عن آخر ومجتمعًا عن غيره. وتلازم الإنسان ذكورًا وإناثًا وأطفال وشباب وكهول منذ المولد إلى الممات. ومنذ نشأة اللباس وتطور الحضارة الإنسانية تطور اللباس ليصبح زياً يمثل هوية الشعوب ومظهراً حضاريًا يدل على تقدم الأمم.
واليوم وفي عصر العولمة والإنترنت -حيث أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة- نعاني من معدومية الرؤية الواضحة لملامح الأزياء التقليدية والتي تمثّل ملامح الإنسان في شتى بقاع الأرض. وهذه الأزياء والخليط من الثقافات التي دخلت علينا فجأة من كل حدب وصوب، أثرت على تواجد الأزياء العربية والعمانية على وجه الخصوص، منها ما طاله التغيير ومنها ما انسحب من بين الناس ومنها ما اختفى تمامًا وبقي في ذاكرة المسنين فقط وهو آخذ في الاندثار. من خلال هذا المنتدى، لن نركّز على أساسيات هذه المهنة التي ليست تجارة فحسب، بل هي أداة مؤثرة في عقول البشر وأيضاً ثقافة شعوب أو إندثارها! بل التركيز أيضاً على الجانب أهمية الأزياء في التعريف بحضارات الشعوب وتاريخها وهي فرصة لنا كعمانيين أن نبّين جمالية أزياءنا العمانية وخلطها بالحاضر دون المساس بهويتها الوطنية. وفرصة ليتعّرف العرب على ملامح الأزياء العمانية والتي هي عبارة عن مجموعة عواطف وشجون بقت في خاطر المرأة أو الرجل على مر مئات السنين على أرض مجان!