# الحبسي: المبادرة تعد خطوة متقدمة في سبيل المشاركة المجتمعية بالتخطيط المستقبلي
# محافظ البريمي: هدف المبادرة زيادة تسارع تبني أفكار التطوير مع إبقاء الطابع العريق
# رئيس اللجنة المنظمة للندوة: نأمل أن تساهم المحاور السبعة في وضع رؤية جديدة للتخطيط الحضري والتنموي
# محافظ شمال الباطنة: التوصيات لن تقتصر على "البريمي" فقط
# محافظ الظاهرة: التجميل والتطوير والإعمار وتنظيم المحلات أهم المحاور
# الندوة تستعرض اليوم 4 أوراق عمل عن النظافة والصحة العامة والنقل والخدمات
البريمي – سيف المعمري:
وصف معالي سلطان بن سالم بن سعيد الحبسي، أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط، مبادرة "البريمي أجمل" بأنها "مشاركة مجتمعية للتخطيط الاستراتيجي المستقبلي لمحافظة البريمي"، وقال إنها ستعتبر ضمن مدخلات الخطط الاستراتيجية لعُمان بصفة عامة.
جاء ذلك خلال رعاية معاليه صباح أمس للندوة الأولى لمبادرة البريمي أجمل بحضور سعادة وكيل وزارة الداخلية وأصحاب السعادة محافظي شمال الباطنة والظاهرة والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة ولاة المحافظة وأعضاء المجلس البلدي ومسؤولي الدوائر الحكومية والخاصة والمشايخ والرشداء بالمحافظة بقاعة القصر الملكي بمنطقة الغريفة بولاية البريمي.
وأضاف الحبسي في كلمته: "تجري حالياً صياغة استراتيجية كاملة لجميع محافظات السلطنة بصفة عامة، ونأمل في الفترة المقبلة إصدار اتفاقيات لجميع المحافظات، وهذه المبادرات ستكون كتخطيط استراتيجي وعمراني وتنموي لجميع المحافظات، حيث تمّ خلال اليومين الماضيين إقرار بعض النطاقات لمحافظتي شمال وجنوب الباطنة كالنطاقات الحضرية والزراعية والنطاقات الأخرى، وهذه سوف يتبعها خطط وتخطيط هيكلي لجميع المحافظات، ثم ستبدأ الجهات المختصة بالعمل من خلال هذه النطاقات، كما إنّ هناك خططا استراتيجية أخرى سيعلن عنها في فترات لاحقة مثل الخطة الاستراتيجية لمحافظة مسندم، وكذلك الخطة الاستراتيجية لجزيرة مصيرة والخطط الأخرى التي يجري العمل بها في المجلس الأعلى للتخطيط، وسوف تراعي هذه الخطط مشاركة كبيرة من المجتمع وسوف تناقش مع جميع فئات المجتمع".
وأوضح أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط قائلاً: إنّ المبادرة التي بدأت بها محافظة البريمي تعتبر خطوة متقدمة في سبيل مشاركة المجتمع بجميع فئاته، والأداء الذي ظهرت به أوراق العمل المقدمة في الندوة، خاصة في ظل التفاعل المتميز من جانب الجهات الأكاديمية بالمحافظة كجامعة البريمي التي ترعى هذه الندوة، بالتعاون مع خبراء ومختصين من الجامعة.
وأشار الحبسي قائلاً: نأمل في المستقبل أن تكون لجميع المحافظات خطة استراتيجية واضحة بحيث يحدد لكل محافظة ميزة نسبية، وبالتالي يجري توجيه خطط التنمية في ذلك الاتجاه، فمثلا إذا كانت للمحافظة ميزة نسبية في المجال السياحي فسوف يتم توجيه خطط التنمية لدعم هذا المجال كقطاع رئيسي في المحافظة، وهو الحال في المحافظات التي تتميز بالبيئات الزراعية أو الثروة السمكية، أو القطاعات التجارية أو الترفيهية، وهو الأمر الذي تتجه إليه محافظة البريمي في التركيز على الجانب الجمالي للمحافظة وهي مشاركة مبدئية من المجتمع في صياغة الاستراتيجية المستقبلية للمحافظة، والمجلس البلدي بمحافظة البريمي أدى دورا كبيرا في هذا الجانب وكان مبادرا قبل أن تبدأ الشركات الاستشارية العمل على مخططاتها المقبلة.
وبدأ برنامج افتتاح الندوة بالقرآن الكريم، ومن ثم كلمة لناصر بن سيف البوسعيدي مدير دائرة الخدمات الصحية بمحافظة البريمي ورئيس اللجنة القانونية بالمجلس البلدي بالمحافظة ورئيس اللجنة المنظمة للندوة تحدث فيها قائلا: إن باكورة فعاليات المبادرة التي يدشنها المجلس البلدي هذه الندوة التي من المؤمل أن تساهم من خلال محاورها السبعة التي سيجري تناولها وعرضها في وضع اللبنات الأساسية لرؤية جديدة للتخطيط الحضري والتنموي في محافظة البريمي من خلال مساهمة مجتمعية، ولقد حرص المجلس البلدي من خلال أعضائه الأهليين والحكوميين، ومنذ انطلاق جلساته الأولى في العام الماضي، على تدارس الاحتياجات الفعلية لهذه المحافظة وتقديم العديد من البحوث والدراسات في هذ الشأن، كما قام أعضاؤه بشكل فردي أو جماعي بزيارات ميدانية للعديد من المواقع الخدمية للاطلاع على الوضع الحالي لتلك الخدمات والتنسيق مع الجهات المختصة والمعنية بتلك الخدمات للوقوف على خطط تلك الجهات لتطويرها وتحسينها، كما إن المجلس البلدي وخلال الفترة المنصرمة تلقى العديد من المبادرات من الأهالي مما يدل على تفاعل مجتمعنا مع المجلس وحرص ورغبة واضحة من هذا المجتمع على المساهمة الفعلية في صياغة مستقبل أكثر تناسقاً وتناغماً بين المجتمع وبين مؤسساته العديدة ونتيجة لهذه الرغبة وهذا التجاوب والتفاعل المجتمعي الذي لمسناه جاءت هذه المبادرة لتكون النافذة التي من خلالها يستطيع المجتمع أفرادا ومؤسسات وبشكل طوعي المشاركة في صياغة جمال ورقي ونظافة مدينته ومحافظته.
وقدم سعادة السيد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم البوسعيدي محافظ البريمي عرض عن مبادرة "البريمي أجمل" تطرق فيه للتعريف بالمبادرة، وقال إنّها مبادرة لصياغة رؤية جديدة للتخطيط الحضري والتنموي في محافظة البريمي من خلال مساهمة مجتمعية والغاية منها زيادة تسارع تبني الأفكار التي تجدد تطوير مدن ولايات محافظة البريمي مع إبقاء طابعها العريق والمنسجم مع الحضارة العمانية والمساهمة في تقديم التوصيات المرتبطة ببناء قدرات المؤسسات الحكومية ومنظومة عملها بتكامل لانسجام العملية التخطيطية والتنفيذية، وأخيرًا قدم محاور المبادرة ومنها المعمار والتخطيط الحضري وواجهات المحلات التجارية والنقل والخدمات والنظافة والصحة العامة والمشاركة المجتمعية وصناعة السياحة والرؤية المستقبلية للمحافظة وثقافة الجودة. وقدم الدكتور أحمد الجمرة من جامعة البريمي ورقة عمل عن مبادرة البريمي أجمل، تحدث فيها عن التخطيط والتصميم الحضري (المفهوم والأهمية) ومستويات عمليات التخطيط الحضري والإقليمي والتخطيط العمراني وتصميم عمراني وما بعد مستويات التخطيط العمراني والمشاركة المجتمعية في عمليات التخطيط والتصميم الحضري، كما عرض المهندس السيد هلال بن حمد بن هلال البوسعيدي ورقة عمل عن مبادئ ونماذج العِمارة العمانية المعاصرة تحدث فيها عن تعريف العمارة ورمز الحضارات والدول وعن العمارة العمانية والهوية المعمارية للسلطنة ومفردات العِمارة المحلية العمانية وعمارة الحداثة وعمارة ما بعد الحداثة والهوية المعمارية للسلطنة – التوازن بين العمارة المحلية والمعاصرة والعوامل التي تساهم في ظهور التصاميم المعاصرة الناجحة، واختتم الورقة بالمعوقات التي تواجه الهوية المعمارية للسلطنة.
وقدم عبد الله بن ناصر النعيمي باحث أكاديمي ورقة عمل عن الجودة بين الثقافة والتطبيق استعرض فيها مفهوم الجودة والجودة ثقافة وفلسفة وأساسيات دعم ثقافة الجودة ومتطلبات تطبيق نظام الجودة ومراحل التطبيق وشهادات الجودة الدولية، وطرق الحصول عليها وأخيرًا توصيات لدعم ثقافة الجودة والتميز في محافظة البريمي. ثم بدأت الجلسات العلمية بالمحور الأول وهو التجميل والمعمار، وترأس الجلسة سعادة السيد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم البوسعيدي محافظ البريمي، حيث استضاف كلا من الدكتور إسلام سلام والدكتور محمد رفعت من قسم الهندسة المعمارية كلية الهندسية بجامعة البريمي حيث استعرضوا ورقة عمل البريمي أجمل وهدفت لعرض توثيقي للوضع الراهن للحالة العمرانية والصورة البصرية لمدن المحافظة وأهم السمات، مع عرض بعض المقترحات كما تطرقوا في الورقة إلى الحديث عن محافظة البريمي ورؤيتها والجهود المبذولة وتوثيق الوضع الراهن على المستوى الإقليمي والمستوى التخطيطي والمستوى التصميمي واختتمت بالمقترحات والمناقشة، ثم بدأ المحور الثاني والخاص بصناعة السياحة، وترأس الجلسة سعادة الشيخ خلف بن سالم الإسحاقي والي البريمي واستضاف في المحور المكرم الشيخ أحمد بن ناصر النعيمي عضو مجلس الدولة ورئيس مجلس إدارة كلية البريمي الجامعية حيث استعرض ورقة عمل عن السياحة في محافظة البريمي وأهمية السياحة وأنواعها والمقومات السياحية بالسلطنة وتصنيف السياحة بالسلطنة وأهم المعالم السياحية في محافظة البريمي وكيف تكون البريمي أجمل في القطاع السياحي واختتم المحور بفتح باب الحوار والمناقشة واختتمت الجلسات العلمية بالمحور الأخير الخاص بواجهات المحلات التجارية والصناعية وترأس الجلسة محمد بن سليمان العزاني حيث قدم المهندس عبد الله بن سلطان الشبلي عضو فريق الجودة بالمديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه لمحافظة البريمي ورقة العمل الخاصة بالمحور بهدف التعرف على أهمية واجهات المحلات التجارية والصناعية في إبراز الطابع الحضاري لمحافظة البريمي والتعريف بدور الأفراد والمؤسسات في التخطيط والتطوير العمراني استعرض فيها أهمية واجهات المحلات التجارية والصناعية في إبراز الطابع الحضاري لمحافظة البريمي ودور الأفراد والمؤسسات في التخطيط والتطوير العمراني واستعراض عدد من المقترحات لتطوير وتحسين واجهات المحلات، منها توحيد تصميم لوحات المحلات وتحديد مكان لوحات المحلات التجارية في خرائط البناء بالنسبة للمباني الجديدة مع توضيح الأبعاد والارتفاع وتصميم لوحات ثلاثية الأبعاد للمحلات التجارية وتناسب حجم اللوحة التجارية مع المساحة المتوفرة على واجهة المحل أو المبنى وطلب تصميم معماري للواجهات قبل تنفيذها وعدم عرض الملابس غير المحتشمة على واجهة المحلات وتنظيم طرق عرض البضائع وأخيرا التصور المستقبلي للمحلات التجارية بالبريمي.
وتستكمل الندوة صباح اليوم باستعراض 4 أوراق عمل قدم المهندس يعرب بن قحطان اليحيائي مدير بلدية البريمي ورقة عمل عن النظافة والصحة العامة وسيقدم محور المشاركة المجتمعية الدكتور محمد بن مسعود الغريبي رئيس قسم التنفيذ ومتابعة التخطيط بالمديرية العامة للإسكان بمحافظة البريمي فيما سيقدم ورقة النقل والخدمات المقدم محمد بن بطي اليعقوبي ضابط شرطة مركز البريمي وفي تختتم الندوة بالمحور الأخير بعنوان الرؤية المستقبلية للمحافظة وسيقدمه سعادة السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ البريمي ومن ثم ستجري قراءة التوصيات الختامية للندوة.
وحول الندوة الأولى لمبادرة "البريمي أجمل"، تحدث سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ شمال الباطنة، قائلاً: لاشك أنّ المبادرة ستخرج بتوصيات طيبة ومن خلال أوراق العمل التي عرضت ستكون هناك توصيات نتمنى أن يكون هناك تنفيذ لهذه التوصيات من قبل الجهات المختصة، وأضاف سعادته: كما إنّ التوصيات التي ستخرج بها الندوة لن تقتصر على محافظة البريمي فقط بل يمكن الاستفادة منها في محافظات أخرى.
أما سعادة الشيخ سيف بن حمير آل مالك الشحي محافظ الظاهرة فتحدث عن المبادرة قائلاً: سعدنا هذا اليوم بتواجدنا بين زملائنا وإخواننا في محافظة البريمي وهناك عدة محاور تطرق إليها المتحدثون من خلال أوراق العمل التي تلامس حاجات الولايات والمحافظات وحاجة المجالس البلدية لنتائجها، وأضاف سعادته: هناك نقاط يستوجب الأخذ بها خاصة ما يتعلق بالأمور المتعلقة بالتجميل والتطوير والأعمار وتنظيم المحلات التجارية والصناعية وجميع هذه المحاور مهمة تستدعي الوقوف عندها والأخذ بها واختتم سعادة محافظ الظاهرة حديثة شاكرًا جميع القائمين على ندوة مبادرة البريمي أجمل والمتحدثين بها متمنياً التوفيق للجميع.
أما سعادة السيد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم البوسعيدي محافظ البريمي رئيس المجلس البلدي بالمحافظة فقد أكد على أن المبادرة جاءت من خلال تدارس المجلس لأوضاع المحافظة ومدنها وتخطيطها للأحياء السكنية والتجارية، فكان لازما على المجلس البلدي أن يزيد من مساهمة المجتمع في اتخاذ القرار، ووضع الرؤى المستقبلية، كما جاءت هذه المبادرة لتعزز التواصل بين المجلس البلدي وبين أبناء المجتمع ومن خلال المؤسسات الحكومية الأخرى.
وحول محاور الندوة قال سعادته: إن أبرز المحاور هو التخطيط الحضري والعمراني حيث ننشد في تخطيط الأحياء السكنية والتجارية القديمة، وتكون لدينا رؤية مستقبلية مميزة وفق متطلبات المجتمع والقطاع الخاص، إضافة واجهات المحلات التجارية وصناعة السياحة وتأثيرها في المدينة والنظافة والصحة العامة والنقل وخدماته.
وأكد محافظ البريمي أن المؤمل من التوصيات التي ستخرج من نقاشنا للمحاور السبعة الرئيسية للندوة أن تكون للمجلس البلدي خطة عمل واضحة لتدرسها ووضع الرؤى خلال الخطة الخمسية الحالية واستكمالها في الخطة الخمسية المقبلة بحيث تكون مرجعية لأهم المتطلبات خلال المرحلة الحالية في محاور الندوة.
أما الشيخ بطي بن محمد النيادي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة البريمي، فقال: إنّ المؤمل من محاور ندوة البريمي أجمل أن تسهم في تنشيط الحراك الاقتصادي الذي تشهده المحافظة نتيجة لموقعها بالقرب من ميناء صحار وميناء خصب خاصة بعد ازدواجية طريق البريمي – محضة – الروضة، إضافة إلى قرب المحافظة من المنافذ الحدودية مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وأشار النيادي إلى أنّ تواجد مختلف شرائح المجتمع بالمحافظة وكذلك عدد من المختصين سيسهم في إثراء الندوة بمجموعة من الرؤى والمقترحات التي ستعزز التطلعات المستقبلية للمحافظة.