-السلطنة تجنبت الهزات التي حصلت في العالم العربي بالحكمة في التعامل معها
- إيران وواشنطن أصبحتا مقتنعتان بالخروج من أزمة "النووي" .. والسلطنة يهمها استقرار المنطقة
مسقط – العمانية -
أكد معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أن القمة العربية التي عقدت مؤخرًا بدولة الكويت حرصت على ألا تزيد الخلافات بين الدول وما من شأنه أن يجعل التفكير في إحداث توافق بين الدول الأعضاء "من الصعوبة بمكان ".
وقال معاليه في حديث لقناة "روسيا اليوم" ضمن برنامج " قصارى القول " إنّ هذا التوجه الذي تم إقراره أساساً في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة كان خير معين لتوافق الآراء على بعض النقاط الخلافية .
وأشار معاليه إلى أن التوافق العربي كان حول قضايا محددة كالوضع في سوريا والقضية الفلسطينية، لكن هناك قضايا أخرى ليست بحجم القضيتين الأساسيتين كقضية النازحين واللاجئين السوريين خارج وداخل سوريا، مبيناً أن الآراء المختلفة حول سوريا تتقارب كلما صار هناك تقارب في منظور السوريين أنفسهم، مؤكدا أن على الدول العربية أن تدفع باتجاه التوافق لأنّه المعيار الوحيد للخروج مما يعرف أو يسمونه بعملية" الفوضى الخلاقة ".
وقال إنّ مصممي الفوضى الخلاقة اقتنعوا أنها " لم تكن مفيدة .. نشعر أن المنطقة عموماً تتخلص منها قليلاً قليلاً" مبيناً أن هذه الفوضى جاءت إلى المنطقة بالفوضى دون أن تخلق شيئًا جديداً إلى حد كبير في عدد كبير من البلدان " مؤكدا أن السلطنة تمكنت من تجنب الهزات التي حصلت في العالم العربي بالحكمة في التعامل معها وأن السياسة العمانية هي سياسة معتدلة على الدوام داخلياً وخارجياً وأن الناس أصبحوا أكثر فهماً ويدركون أهداف ونتائج الفوضى وهل هي خلاقة أم خلاف ذلك " فالفوضى في جميع ثقافات الشعوب سلبية تحدث آثاراً مدمرة لذا لا يمكن أن نصفها بأنّها خلاقة " .
وحول الاختلاف على منح المعارضة لمقعد سوريا في جامعة الدول العربية والذي لم يحظ بالتأييد وتحفظت عليه دول كثيرة قال معالي يوسف بن علوي إن الائتلاف السوري موجود وهذه حقيقة وأصبح مشاركًا في المفاوضات وأصبح مقبولاً من المجتمع الدولي وله دور واضح لكن الحكومة السورية موجودة كذلك وإن كانت غير موجودة في ردهات جامعة الدول العربية لكن هي التي تدير سوريا وفي هذا الإطار لم يعد هناك موقف فيما اتخذته القمة من إيجاد للائتلاف مكانه في الجامعة في غياب الحكومة السورية "وهذا ليس شيئا سيئا" والائتلاف عليه أن يسمع آراء العرب بدلاً من أن يسمع من طرف واحد وأن يشارك ويعرف ماذا يتوقع من الدول العربية في مجموعة من المسائل التي تخص سوريا .
وفيما يتصل بموقف السلطنة من قيام الاتحاد الخليجي قال معاليه "لنا قناعات وقلنا هذه قناعاتنا في مؤتمر البحرين " وهي مفهومة عند جميع الأخوان " و"نعتقد اننا نستطيع أن نعمل من خلال مجلس التعاون الخليجي كل ما ينبغي أن نعمله ولم يكن لمسألة الخلاف أي علاقة بتفكيرنا لا من قريب ولا من بعيد " .
وقال معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية " هذا خلاف بسيط وحصل على مستوى الإعلام والإعلام ينفخ فيه وتركه للتواصل الاجتماعي والمراقبين ونحن أوضحنا موقفنا للأشقاء بالطرق الثنائية " .
وفيما يتصل بمسألة الملف النووي الإيراني والجهود التي بذلتها السلطنة للتقريب بين طهران وواشنطن قال معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية إن إيران وواشنطن أصبحت لديهما قناعة بأنه لا بد أن يخرجا من هذه الأزمة وكل ما قمنا به جاء بحكم علاقاتنا مع الطرفين وهي علاقات مستقرة وفيها كثير من الثقة ولن تتغير هذه الثقة مؤكداً أن من مصلحة السلطنة المحافظة على الاستقرار والسلم في المنطقة .
وحول نية السلطنة جمع الأطراف في سوريا للتوصل إلى حل للقضية السورية قال معالي يوسف بن علوي بن عبدالله " السوريون لا يحتاجون إلى ذلك .. والقضية أصبحت مفتوحة وعلى منبر الأمم المتحدة وأصبح لها مكان في جنيف وأصبح كبار المسؤولين في العالم يحاولون أن يقربوا وجهات نظرهم " .
وفيما يتعلق بتوجس دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من النوايا الإيرانية أكد معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية " نحن الآن في مرحلة جديدة بمعاييرها لكن توجد بعض الرواسب"وهي تحتاج إلى بعض الوقت لكن المؤكد أن علاقة الجوار والمصالح المشتركة والمتداخلة تفرض على كافة الأطراف أن تتوافق على أهمية الحفاظ على المصالح المشتركة وتنميتها كل ما كان ذلك ممكناً .