مسقط - صالح البلوشي -
تصوير / خميس السعيدي-
أكد معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة، أهمية تطوير خدمة زراعة الأعضاء في السلطنة، خاصة فيما يتعلق بزراعة الكلى؛ نظرا للزيادة المضطردة في أعداد المحتاجين لهذه الخدمة.. وقال -لدى افتتاحه، صباح أمس، بالمستشفى السلطاني، حلقة عمل عن زراعة الأعضاء من المتوفين دماغيًّا، الذي تنظمه المستشفى، مُمثلة في قسم الكلى، بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء، بإشراف من المكتب التنفيذي لمجلس وزارء الصحة بدول الخليج العربية- إنَّ من أهم المُسببات للفشل الكلوي؛ هي: الأمراض المزمنة كالسكري والضغط.. مُضيفا بأنه لابد من الإشارة إلى أن الوقاية والحد من مضاعفات هذه الأمراض سيُقلل عدد المرضى المحتاجين لزراعة الكلى.
وبيَّن معاليه أن عمليات الكلى التي تجرى حاليا بالمستشفى السلطاني؛ هي: عملية واحدة كل أسبوعين.. مُوضحا بأن أحد أسباب قلة هذه العمليات؛ هو: عدم وجود متبرعين بعدد كافٍ. وقال معاليه إن أحد أهداف هذه الحلقة هو توعية المواطنين والمقيمين أولاً بأهمية اتباع أنماط حياة صحية لتقليل المخاطر التي تؤدي إلى الفشل الكلوي، وثانيا: حث أقارب المصابين بالفشل الكلوي على التبرع بالأعضاء؛ نظرا -كما هو معروف علميا- لأن نتائج زراعة الأعضاء من الأقارب تكون أفضل من الأعضاء المنقولة من المتوفين دماغيا. مضيفا بأنه نظرًا للنقص الشديد في عدد المتبرعين بالأعضاء، وبالتنسيق مع الجهات المعنية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، نسعى لإيجاد آلية للاستفادة من أعضاء الذين ثبت وفاتهم دماغيًّا، بعد اتخاذ كافة الإجراءات العلمية والقانونية المعتمدة في هذا المجال.
وكانت حلقة العمل قد افتتحت بتلاوة من آيات القرآن الكريم، ثم ألقى الدكتور عيسى السالمي مدير عام المستشفى السلطاني رئيس قسم أمراض الكلى بالمستشفى السلطاني ورئيس لجنة تطوير خدمات الكلى بالسلطنة، كلمة ترحيبية؛ رحَّب فيها بمعالي الدكتور وزير الصحة والحضور والمحاضرين، وأشار إلى أهمية التبرع بالكلى من المتوفين دماغيًّا في السلطنة؛ بسبب ارتفاع نسبة أمراض الكلى خلال العقدين الأخيرين؛ وذلك بسبب زيادة أمراض السكري والضغط في المجتمع.
وأوضح السالمي أن حلقة العمل تهدف إلى تشجيع وتوعية المواطنين على ثقافة التبرع بالأعضاء البشرية بعد الوفاة، وسوف تساهم هذه الثقافة ونشرها بين المواطنين في مواجهة تجارة الأعضاء البشرية، وما يترتب عليها من مخاطر جسيمة لمستقبلي الأعضاء.. مضيفا بأن منظمة الصحة العالمية منعت تجارة الأعضاء بين الدول واعتبرتها محرَّمة دينيا ودوليا سنة 2014، إضافة إلى منعها أيضا في إعلان إسطنبول عام 2008 ووقعت عليهما السلطنة.
ثم قدَّم المكرم الشيخ خلفان بن محمد العيسري عضو مجلس الدولة، كلمة؛ أشاد فيها بجهود الوزارة في تقديم الرعاية الصحية والعلاج المتطور في السلطنة، مع الاستمرار في تطوير خدمات العلاج لتواكب المستجدات والتقنيات الحديثة لتصل إلى مستوى الجودة العالمية. ثم ذكر دور الإسلام في الحفاظ على الأرواح وإسعاف المرضى.. مُسترشدا بقول الله سبحانه: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". ويدخل في ضمن هذا: زراعة الأعضاء مع الالتزام بضوابط شرعية، وأخلاقيات المهنة في هذا المجال. وختم بالحديث عن دور الوزارة في توعية المجتمع عن الأضرار المترتبة على اتباع نمط الحياة المعاصرة غير الصحية.. طالبا من الوزارة التكثيف في مجال التوعوي من باب "الوقاية خير من العلاج".
حضر الافتتاح: الدكتور فيصل شاهين مدير عام المركز السعودي لنقل الأعضاء، والمكرم خلفان العيسري عضو مجلس الدولة، وسعادة محمد البوسعيدي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية بوشر.
والجدير بالذكر أنَّ حلقة العمل تهدف إلى نقل الخبرات من المركز السعودي في مجال زراعة الأعضاء من المتوفين دماغيًّا على كل المستويات، مع دراسة إمكانية تفعيل وتطبيق هذا البرنامج بالسلطنة.