أنقرة – رويترز-
قال رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان، أمس، إنه لن يسمح للنقابات العمالية بتنظيم احتجاج في عيد العمال بميدان تقسيم في اسطنبول؛ حيث نظمت احتجاجات ضخمة العام الماضي في إعلان قد يمهد لوقوع اشتباكات جديدة هناك. واقترحت الحكومة أن ينظم التجمع التقليدي الأسبوع القادم في مكان خاص على أطراف اسطنبول بدلا من وسط المدينة لكن النقابات رفضت الفكرة.
وكانت السلطات قد أصدرت حظرا مماثلا العام الماضي الأمر الذي أدى إلى اشتباكات بين آلاف المحتجين والشرطة لدى محاولتهم اختراق الحواجز حول الميدان الكبير الذي كان في السنوات السابقة مركزا للمظاهرات العمالية.
وتلت أعمال العنف تلك احتجاجات حاشدة انتشرت في أنحاء تركيا في أواخر مايو الماضي، في واحدة من أكبر التحديات لحكم أردوغان منذ قدوم حزبه العدالة والتنمية إلى السلطة في 2002. وقال أردوغان في اجتماع لنواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان: "تخلوا عن آمالكم بشأن ميدان تقسيم"..."الناس لا يريدون أن يروا المحتجين يشتبكون مع الشرطة في الشارع. لا يريدون رؤية مشاهد بالشوارع تهيمن عليها الحجارة والعصي والقنابل الحارقة".
واشتبكت مجوعة صغيرة من أعضاء النقابات العمالية مع الشرطة، أمس، في ميدان تقسيم الذي تحيط به الفنادق والمطاعم والمتاجر، بعدما حاولوا إعلان نيتهم تنظيم مظاهرة يوم عيد العمال هناك برغم الحظر.
وقال اتحاد نقابات العمال الثورية التركية (ديسك) إن حكما للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في 2012 قال إن الحكومة التركية انتهكت مبدأ حرية التجمع بتدخلها في احتفالات سابقة لعيد العمال بميدان تقسيم يعطي النقابات الحق في التظاهر بالميدان. وقال الاتحاد في بيان: "غض الطرف عن هذا القرار هو تجاهل للقانون. نعلن مرة أخرى.. في الأول من مايو سنكون في تقسيم". ومن المرجح أن ينتشر الآلاف من أفراد الشرطة في وسط اسطنبول لمنع ذلك.
واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة العام الماضي بعد مظاهرة لدعاة حماية البيئة ضد إعادة تطوير متنزه غازي المجاور لميدان تقسيم. وبرغم هذه الاضطرابات وفضيحة فساد كبرى تفجرت في ديسمبر حقق حزب العدالة والتنمية -الذي يرأسه أردوغان- فوزا كبيرا في الانتخابات المحلية في 30 مارس. ومن المتوقع أن يترشح أردوغان في انتخابات الرئاسة في أغسطس مدعوما بهذه النتائج.
وقال أردوغان إن الدولة خصصت أماكن يمكن عقد التجمعات الحاشدة بها ومنها أرض مستصلحة تطل على بحر مرمرة حيث نظم حزب رئيس الوزراء تجمعا حاشدا كبيرا في إطار حملاته لانتخابات 30 مارس.
وكان الأول من مايو وهو يوم عطلة تقليدي للعمال في معظم أوروبا قد ألغي كعطلة وطنية في تركيا في أعقاب انقلاب عام 1980، لكن عاد مجددا يوم عطلة في 2010.
وقتل عشرات الأشخاص الذين كانون يحتفلون بعيد العمال في ميدان تقسيم في العام 1977 رميا بالرصاص أو دهسا تحت الأقدام عندما فتح مسلحون مجهولون النار في الميدان.