مسقط – الرؤية-
نظم فريق صدى الشباب الثقافي بمحافظة الظاهرة بالتعاون مع جماعة الوعي القانوني جلسة حوارية بعنوان: "الشائعات.. نظرة تحليلية في الجانب الأخلاقي والاجتماعي والقانوني" بقاعة محاضرات (2) في جامعة السلطان قابوس تحت رعاية سعادة محمد بن سالم الوهيبي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية مسقط.
وتأتي الجلسة ضمن برامج حملة "ما صحيح" التوعوية للحد من الشائعات، واستضافت الجلسة مجموعة من الشخصيات المجتمعية التي لها شأن وخبرة في المجال الأخلاقي والاجتماعي والقانوني وهم: الدكتور صالح بن محمد الفهدي (مؤسس ورئيس مركز قيم) ، والدكتورة ريا بنت سالم المنذرية (نائبة اللجنة الوطنية للشباب) ،والفاضل نصر بن خميس الصواعي (وكيل ادعاء عام) ، وأدار الجلسة الإعلامي المبدع سعود بن عبدالعزيز الفارسي.
وفي بداية الجلسة، تحدث الدكتور صالح الفهدي مشيراً إلى أن الشائعات موجودة منذ القدم وذكر مثالاً على ذلك بحادثة الإفك، وأضاف "الأساس يكمن في تنظيم سلوكيات حياة الإنسان، فإذا كانت ضعيفة سنرى الكثير من السلوكيات الخاطئة ومنها ترويج الشائعات، وأود أن أشير بمناسبة قرب شهر رمضان، إلى أن رمضان مدرسة تجدد القيم والأخلاق ويجب أن يستغله الشخص في تقوية إيمانه، كما أناشد الأسر تربية الأبناء على القيم والأخلاق والنبيلة ومن القيم أيضاً كيفية التعامل مع الأخبار".
وذكرت الدكتورة ريا المنذري في حديثها أن كل ما ينطلق من ممارسات مجتمعية منبعه وأساسه من الأسرة، والأنشطة والفعاليات المقامة تساهم بشكل واضح في تغيير الممارسات المجتمعية ولعل من تلك الممارسات هو تداول الشائعات. كما أن المؤسسات المحيطة بحاجة إلى أداء دورها، ومنها المساجد، حيث يبدأ تأهيل دور المسجد من اختيار المواضيع المناسبة لخطب الجمعة التي يجب أن تلامس قضايا المجتمع.
وعن درجة الوعي لدى المجتمع قالت: "الوعي مسألة معتمدة على الشخص نفسه ولا يمكن التكهن بوعي المجتمع إجمالا، والشباب بحاجة إلى رحابة الصدر والتوجيه غير المباشر في توعيتهم بثقافة التعامل مع الأخبار، فالمسؤولية لا تحمل فقط لمرسل الخبر بل والمتلقي أيضاً، فيجب أن يكون لدى الجميع الوعي الكافي بذلك".
وحول حملة "ما صحيح " التي ينظمها فريق صدى الشباب قالت الدكتورة ريا : "إن كل فرد في المجتمع مسؤول، وحملة "ما صحيح" تقوم بجهود جبارة ورائعة في تثقيف المجتمع بآلية التعامل مع الأخبار والحد من انتشار الشائعات، وحراك صدى الشباب مدعاة للفخر، وحملة ما صحيح تنبهنا جميعا لبعض السلوكيات غير الصحيحة، لكن هذه الجهود بحاجة إلى تكاتف من المؤسسات المجتمعية والحكومية".
وقال نصر الصواعي عن التعامل مع مروجي الشائعات: "الأخبار الصحيحة تأخذ مجراها والأخبار غير الصحيحة تأخذ مجراها أيضاً، فمن الممكن أن يعاقب الشخص على نشر الخبر الصحيح، فمثلاً لو نشر خبر صحيح ومسيء لشخص معين وقدمت الشكوى ضده فسوف يعاقب ناشر الخبر، كما أن الأخبار التي تمس القيم والأخلاق العامة ولو كانت صحيحة يعاقب عليها القانون ، والشخص الذي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في نشر أخبار غير صحيحة ومخالفة لقانون النشر يعاقب بالسجن أو الغرامة، وأشير هُنا إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون عبارات "كما وصلني" أو "منقول" لا تعفيهم من المسؤولية، فالكل يُتعامل معه بدءاً من صاحب الرسالة وناشريها، وهناك العديد من القضايا التي وصلت إلى هيئة الادعاء العام بخصوص مروجي الشائعات في هذا الجانب وتمت ملاحقتهم ".
وعن حملة ما صحيح، قال الصواعي: "المؤسسات القانونية على استعداد لتقديم المشورات القانونية، والحمد لله بدأت الشائعات تقل في ظل جهود فريق صدى الشباب بحملته التوعوية في الحد من تداولها".
وذكر فريق صدى الشباب التوصيات التي خرجت بها الجلسة الحوارية وتمثلت في الجوانب الأخلاقية والاجتماعية والقانونية، وتلخصت في أهمية التعليم وجعله أساس وقاعدة في تحضر البلد وتطوره و تنشئة جيل واعي يراعي كلماته وغرس أهمية اختيار القدوات، وأهمية تقوية الجانب القيمي والديني في المجتمع، وضرورة جعل خطب الجمعة ملامسة لواقع المجتمع.
أما عن الجانب الاجتماعي فأوصت الجلسة بضرورة تنشئة الفرد تنشئة صحيحة بداية من الأسرة قبل المجتمع، وأهمية إيجاد مؤسسات تربوية مساندة للأسرة كالمساجد، والمطالبة بتكاتف الجهود وجعل حملة "ما صحيح" مسؤولية مجتمعية ، كما أكدت على أهمية ربط المؤسسات الرسمية بواقع المجتمع ولا بد أن تكون حاضرة على مواقع التواصل الاجتماعي للتقليل من نشر الشائعات.
وفي الجانب القانوني أكدت الجلسة على أهمية الدراية بالجانب القانوني، وإتباع المقولة السائدة: "ما ترضاه لنفسك يجب أن ترضاه للآخرين".
وتقديراً للجهود التي بذلت في سبيل إثراء الجلسة الحوارية من أجل التوعية بخطورة انتشار الشائعات، فقد كرم فريق صدى الشباب جميع المتحاورين في الجلسة ومدير الجلسة سعود الفارسي شاكرين لهم تلبيتهم الدعوة، وقدم فريق صدى الشباب هدية تذكارية إلى راعي الجلسة الحوارية سعادة محمد بن سالم الوهيبي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية مسقط ، وكذلك هدية تذكارية لجماعة الوعي القانوني بجامعة السلطان قابوس.