إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المواهب ثروة (2)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المواهب ثروة (2)


    بدر بن أحمد الحبسي-
    إنَّ الموهوبين وذوي العقول المبدعة والأذكياء في مجتمعنا، يحتاجون منا كثيراً من الجهد لاستثمار أوقات الفراغ لديهم، وتوجيه طاقاتهم وقدراتهم التوجيه الأمثل؛ حفاظاً عليهم من الانحراف.
    ونحن نعلم أنَّ المتفوقين عقلياً أو الموهوبين هم الثروة الحقيقية لمجتمعنا؛ فهم الطاقة الدافعة نحو التقدم والبناء وقيادة المستقبل في شتى الميادين؛ حيث تمثل رعاية الموهوبين استثماراً طويل الأجل يضمن توافر أهم عناصر التقدم والرقي؛ وهي القوى البشرية القادرة على القيادة الفكرية والعملية والتكنولوجية في الحاضر والمستقبل.
    ومهمَّة إيجاد برامج تشغل أوقاتهم وأفكارهم وعقلياتهم من المهام الكبيرة المناطة بالدولة، خاصة وأن هناك أطفالًا وطلابًا يُوجد لديهم أوقات فراغ أثناء الدراسة؛ فكيف بالفراغ الطويل الذي واجه هؤلاء أثناء العطل الصيفية.
    ومن هُنا، نقول إن التوعية والاهتمام والتثقيف لهؤلاء يقلل من مخاطر قد تضرهم أولاً وتضر بالمجتمع ثانياً؛ فالموهوبون أصحاب عقول متفتحة وذكاء نسبي وأحياناً خارق وإذا لم تتح لهم فرص اكتشاف قدراتهم ومعرفتها وكيفية تطويرها ذاتياً، فإن إهمالها وردمها سيؤدي بالمقابل إلى ضياع واندثار الموهبة، وقد تنقلب وتأخذ طابعاً سلبياً؛ إذ نجد أن الكثير من الأحداث أو المجرمين الكبار في الأصل هم أشخاص لهم قدرات عقلية عالية ومتميزة، ولكنهم لم يجدوا من يقوم بتوجيه هذه القدرات، وقد وُجد في الكثير من الدراسات أن الموهوب وتحت ضغط الجو العام قد يضطر إلى تكييف نفسه بالتخلي عن موهبته وإهمالها وأحياناً تحويلها إلى العمل الإجرامي، كما أن نسبة عالية من الطلاب الذين تسربوا من التعليم هم طلاب يتمتعون ببعض المواهب، ولكنهم لم يستطيعوا أن ينسجموا مع معطيات التعليم التقليدي لأنه لم يلبِ رغباتهم وقدراتهم الخاصة؛ فتسربوا بدافع الملل والضجر، ومنهم من تسرَّبوا من الأسرة أيضاً بنفس هذه الطريقة؛ لأنَّ الأسرة لا تلبي جميع احتياجاتهم ورغباتهم ولم توجههم التوجه الصحيح.
    ومن هُنا، وجب على الوالدين والمعلمين والمجتمع مهمَّة عُظمى في رعاية الموهوبين كتنظيم الوقت داخل المنزل؛ من أجل تحديد وقت للتعرف على علوم جديدة ووقت لممارسة الأنشطة..وغيرها من الممارسات، ويجب عليهم تحاشي العقاب؛ لأنَّ الموهوب لديه الحساسية المفرطة؛ فالتعزيز أسلوب مهم في تربيتهم ورعايتهم، خاصة اللفظية والنفسية، وعليهم بناء العلاقة الأخوية المبنية على الاحترام المتبادل؛ فالموهوب يحتاج إلى شخصية متفتحة وقادرة على فهم دقائق التفاصيل، ويجب إسنادهم المراكز القيادية في المدارس ومنحهم الرعاية والاهتمام، وعلى المعلمين وطلابهم الموهوبين الاطلاع على تجارب رعاية الموهوبين وإنجازاتهم محلياً وعربياً وعالمياً، ويجب تدريب الموهوبين على مهارات التفكير الإبداعي والبحث والاستقصاء وأسلوب حل المشكلات...وغيرها الكثير من المهمات التي تعترض طريق الموهوب.
    أيضًا لا ننسى دور الإعلام في تقديم الدعم والرعاية للموهوبين، فإنَّ للإعلام التربوي خاصَّة والإعلام الرسمي عامَّة، دورًا كبيرًا في كشف مواهب وإبداعات الأطفال والشباب؛ فعلى الإعلام الإسهام في تحقيق سياسة التعليم العام وتعليم ورعاية المتفوقين والمبدعين والعمل على غرس تعاليم الشريعة الإسلامية، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة لديهم، والتعريف بجهود الدولة تجاه الوطن وأبنائه وتبني قضايا ومشكلات الطلاب الموهوبين ومعالجتها إعلامياً، وإبراز دور المدرسة بوصفها الوسيلة الأساسية للتربية والتعليم في الاهتمام والرعاية لهذه الفئة. إنَّ حياتنا اليوم بحاجة إلى أن نحقق إعلاماً علمياً وعملياً يقوم بتحقيق تلك الأهداف السامية الذي وضع من أجلها، وبما يساهم في عمليات التثقيف الأخلاقي والاجتماعي والإنساني والتربوي والتعليمي لدى الموهوبين.
    ومن هُنا، نؤكد أنَّ اهتمامنا بذوي العقول والمواهب يحد من انتشار الجريمة والانحراف، وتزايد عدد الأحداث، ويساعد على التخفيف من الكوارث والإعاقات...وغيرها من الأمور؛ فالطفل الموهوب ليس طفلاً معجزة، فما أكثر أبناءنا الموهوبين حولنا، ونحن لا نعرف مواهبهم.. إنها دعوة لاكتشاف هؤلاء من أجل جيل أكثر قدرة على مواجهة تحديات المستقبل، والله ولي التوفيق.
يعمل...
X