الرؤية - خالد بن علي الخوالدي-
نظمت دائرة الخدمات الصحية بولاية صحار ممثلة بمركز فلج القبائل الصحي بقاعة مجان، المؤتمر الوطني عن "أسباب وعلاج الاحتراق الوظيفي" تحت رعاية سالم بن حسن باعلوي مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة شمال الباطنة وبحضور مديري الدوائر والأطباء وبعض العاملين الصحيين بالمؤسسات الصحية التابعة للمحافظة. ويهدف المؤتمر لتسليط الضوء على كيفية إدراك وجود حالة الاحتراق الوظيفي ومعرفة أعراضها وكيفية التغلب عليها بتحسين أنماط الحياة واستخدام بعض التمارين التي تخفف منها.
وألقت الدكتورة نجاة بنت محمد الزدجالية مديرة دائرة الخدمات الصحية بولاية صحار كلمة عما وصفته بـ"المرض الصامت الذي يقتل العمل الإبداعي وروح المبادرة"، وقالت : "كان المحلل النفسي هربرت فرويد في عام 1974 أول من أدخل هذا المصطلح، حيث لاحظ أن الذين يعملون في المهن والخدمات الإنسانية أكثر عرضة لحالات الاحتراق الوظيفي لتعاملهم اليومي مع عدد كبير من الناس وعدم قدرتهم على تحقيق كل ما هو متوقع منهم وأن العاملين في مهنة التدريس، والمهن الطبية هم الأكثر عرضة لحالة الاحتراق الوظيفي".
وأشارت الدكتورة نجاة إلى أن الاحتراق الوظيفي قد يكون أحد أسباب مشكلات انخفاض الأداء وكثرة الغياب والأخطاء وضعف الانتماء والعدوانية والتخريب وقد أظهرت دراسة استكشافية أجرتها بها جامعة الملك سعود عن ظاهرة الاحتراق عند الموظفين بمدينة الرياض عام 2001 وشملت عينة الدراسة 654 موظفًا وموظفة يعملون في القطاع الحكومي والخاص وشملت الدراسة احتواء أربعة أبعاد للاحتراق الوظيفي وهي الإنهاك العاطفي، والشعور بتدني الإنجاز الشخصي، وفقدان العنصر الإنساني في التعامل مع الآخرين، والقسوة تجاه الآخرين.
وأوضحت الزدجالية أن الدراسة أظهرت أن العينة تعاني أكثر من الإنهاك العاطفي بما نسبته 48% تقريبا يعانون من مستويات متوسطة وعالية منه، كما أظهرت الدراسة أن للإناث النصيب الأكبر من الاحتراق الوظيفي مقارنة بالذكور وكذلك الموظفين الأطول خبرة والأكبر سنًا أقل احتراقًا من غيرهم لذلك لابد من استحداث استراتيجيات جيدة للتعامل مع الأفراد والعوامل المؤثرة في نفسياتهم في بيئة العمل، ما يؤدي إلى تحسين صحتهم النفسية والفيسيلوجية والسلوكية وينعكس على ارتفاع أدائهم وتحسين ورفع إنتاجية العاملين بشكل عام.
وشهد المؤتمر مناقشة خمسة أوراق عمل، الأولى تناولت الاحتراق الوظيفي وتأثيره، أما الورقة الثانية بعنوان العلاج بالإدراج الذهني، والورقة الثالثة حول كيفية التغلب على القلق باستخدام طريقة الإدراج المعرفي السلوكي، أما الورقة الرابعة فاستعرضت تقنيات العلاج بالاسترخاء، والورقة الأخيرة كانت حول تقنية العلاج بالتركيز.
وفي ختام المؤتمر كرم راعي المؤتمر سالم باعلوي المدير العام المحاضرين ومنظمي المؤتمر.