ثروات ضخمة في المرادم تنتظر التدوير-
صحار - خالد بن علي الخوالدي-
تستعد الشركة الدولية لتدوير ومعالجة المخلفات لافتتاح أول مصنع في السلطنة لتدوير البلاستيك بمنطقة صحار الصناعية، حيث قامت الشركة بتركيب المعدات والآلات الخاصة بالمشروع، وتنتظر فقط توصيل الكهرباء للمصنع ليبدأ الإنتاج الذي يستهدف تدوير كل أنواع المواد البلاستيكية بالقمامة والمرادم والمخلفات الصناعية بالسلطنة. ولمعرفة المزيد عن المشروع، التقت "الرؤية" غصون الحربي رئيسة مجلس إدارة الشركة الدولية لتدوير ومعالجة المخلفات، وكان معها هذا الحوار..
* نود أن نتعرف من خلالكم على فكرة مشروع تدوير البلاستيك؟
عملية تدوير مخلفات البلاستيك الناتجة عن المنتجات الصناعية والاستخدام المنزلي تعد من العمليات الهامة لتقليل الأضرار البيئية الناشئة عن طريق التخلص من هذه المخلفات من خلال عملية الحرق التي تسبب كثيرا من الأضرار والأمراض الخطيرة، ونرى من خلال الدراسات التي أجريناها على مستوى السلطنة أن هناك ثروات ضخمة من هذه المخلفات، ومن أهم هذه المخلفات على الإطلاق البلاستيك، وخرجنا من دراساتنا بأن المواد البلاستيكية تتواجد بكثرة في السلطنة، فجاءت فكرة استغلال هذه الثروة الاستغلال الأمثل بدلا من حرقها أو طمرها في التربة ما يشكل ضررا بيئيا خطيرا على صحة الإنسان وكل الكائنات الحية.
* وما الأهداف التي يسعى المصنع إلى تحقيقها؟
أهداف كثيرة نسعى إلى تحقيقها وندعو الله أن ييسر علينا في سبيل ذلك، ومنها تدوير البلاستيك من المخلفات الصناعية والتخلص منه بطريقة سليمة وصحية دون الإضرار بالبيئة، والاستفادة من هذه المواد كمواد خام ذات سعر منخفض نسبيا واستخدام البلاستيك الناتج من عملية التدوير في إنتاج منتجات لا يتعامل معها الإنسان، وبعد المسح الذي أجريناه نود أن نستفيد من الكميات المهولة من هذه المخلفات خاصة البلاستيك الذي لا يتحلل بسهولة مثل باقي النفايات. ومن أهدافنا كذلك توعية الناس بأنّ هذه الثروات لابد ألا تترك سدى وبلا فائدة لأنّ عوائدها كبيرة وعلى المؤسسات المعنية أن تشجع الشباب على استغلال هذه الثروات من خلال إقامة مشاريع تدر عليهم دخلا فالمخلفات البشرية متنوعة ولها جدوى اقتصادية بإعادة تدويرها وهذا المشروع هو بوابة للمشاريع المقبلة، وحرام أن يعبث الوافد بهذه المقدرات دون أن يستفيد منها أبناء البلد، ومن ثم تقوم البلد باستيراده من الخارج بعد إعادة تدويره ويباع في الأسواق العمانية بأسعار غالية.
* لماذا تم اختيار منطقة صحار الصناعية لإقامة المشروع؟
من خلال الدراسات التي أجريناها اتضح لنا الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها منطقة صحار الصناعية خصوصًا في ظل توسطها ولايات محافظة شمال الباطنة ذات الكثافة السكانية الكبيرة إلى جانب وجود كل المقومات التي تحتاجها الصناعة من خدمات وبني تحتية من طرق وموانئ، وكما سمعنا قريبا سوف ينتهي العمل في مطار صحار الذي سيمثل دافعا قويا للصناعة وتطورها بصحار، إلى جانب وجود مرادم كبيرة في صحار والولايات المجاورة وهو ما سنعمل من خلاله على تطوير العمل لدينا وهو ما يعزز من وجود المواد الخام التي نحتاجها، وهدفنا ليس ولاية صحار فقط وإنما محافظة شمال الباطنة والتوسع في جميع محافظات السلطنة.
* وما الإجراءات التي سبقت إقامة المصنع بمنطقة صحار الصناعية؟
اتخذنا عددا من الإجراءات قبل اختيار إقامة المشروع في منطقة صحار، ومن أهمها دراسة وضع المخلفات في عموم محافظات السلطنة إلا محافظة ظفار، والمؤشرات في محافظة شمال الباطنة أوضحت أن المخلفات الموجودة تحتاج إلى إعادة تدويرها من خمسة عشر مصنعاً إلى تسعة عشر، حيث توجد مخلفات منزلية بكميات هائلة وتحتاج من يديرها بطريقة علمية مدروسة، واستخلصنا من دراستنا أن هناك مواد أولية مهولة تضمها مرادم السلطنة وتحتاج إلى إعادة تدوير بدلا من الحرق والردم، والحمد الله أن البلديات متعاونة وما على المستثمرين إلا الاستفادة من المعطيات الموجودة.
* وما هي العلميات التي ستتبع في سبيل إعادة تدوير البلاستيك؟
المصنع يعمل آليا بشكل كامل بعد تغذية القواطع حتى النهاية وستجري العمليات في المصنع من خلال فرز مكان استلام المادة الخام حسب النوع والحجم واللون ومن ثم تدخل إلى جهاز تقطيع لتقطيع المواد الضخمة إلى قطع صغيرة وصولا إلى تجانس نسيج المادة الخام وتقليل الحجم الكبير وبعدها تنقل المادة الخام المتجانسة إلى قواطع دوارة عالية السرعة حيث ستقطع إلى حجم 11 مم مع الماء بعدها تنقل ميكانيكيا إلى خط الغسيل الذي يتكون من ثلاثة أحواض غسيل ووحدة فرك وتنظيف حيث يتم فرك المادة ميكانيكيا على أحجار إسفلت أسود للتأكد من تنظيف سطح المادة بشكل جيد، ثم تنقل المادة التي جرى غسلها وتنظيفها ميكانيكا إلى ماكينة نزع المياه حيث تجفف بقوة الدفع المركزي والهواء وتنقل المادة المجففة ميكانيكيا إلى منطقة التحبيب حيث يتم صهرها وتشكيلها كحبيبات بلاستيكية لبيعها كحبيبات بلاستيكية معاد تدويرها.
* هل هناك تنسيق بين شركتكم والجهات المختصة عن المرادم بصحار لتزويدكم بالمخلفات ؟
زرنا بلدية صحار وكل المؤسسات الحكومية ذات العلاقة لنمضي في نفس الاتجاه ولا يوجد اختلاف وتضارب بيننا فيما يخص المرادم والحمد الله أبدى الجميع استعداده وتعاونه الكامل، ونحن نستهدف في بداية المشروع مادة البلاستيك بكل أنواعها عدا قناني المياه حاليا، لأنها من الاستهلاك الآدمي المباشر وهو ما يحتاج إلى خط خاص ومواصفات خاصة تختلف عن البلاستيك ذو الاستخدام الخارجي.
* وماذا عن القيمة الاستثمارية للمشروع ومساحته ومنتجاتها؟
تبلغ القيمة الإجمالية للمشروع شاملة المعدات وكل المصاريف نحو مليوني ريال عماني والمساحة الإجمالية التي يقام عليها المشروع تصل إلى (15500) م2 خمسة عشر ألف وخمسمائة متر مربع، وينتج المشروع حبيبات بولي ايثلين (PE) منخفضة الكثافة ومعاد تدويرها بلون داكن لأغراض الاستخدام الصناعي في صناعة جميع المنتجات البلاستيكية خاصة المنتجات البلاستيكية الخاصة بالمواد الغذائية وسيكون إنتاج المصنع المتوقع (8-12) طن يوميا.
* وما هي الأسواق المستهدفة؟
السوق العمانية تحتاج إلى منتجاتنا، فمن خلال الدراسات تبين أن أغلب هذه المواد يتم استيرادها من الصين وغيرها، ومن هنا فإن الإنتاج سوف يوجه للسوق المحلي أكثر منه للتصدير، والفائض من الإنتاج إذا لم يستوعب محليا سنقوم بتصديره، وهناك طلبات للمنتج من المصانع المحيطة بحسب حاجة كل مصنع من الألوان التي تنتج حيث أن المصنع ينتج حبيبات البلاستيك بألوان مختلفة هي الأبيض والأسود والأصفر والأحمر والأزرق وكل مصنع يحتاج إلى لون معين، ونتوقع تعاونا بين مصنعنا والمصانع الأخرى بعد أن يبدأ العمل في المشروع.
* وماذا عن إضافة المصنع للمجتمع؟
المواد البلاستيكية من المواد صعبة التحلل وتشكل خطورة على الإنسان والبيئة، ولأن أرض السلطنة صخرية تزيد فترة تحلل هذه المواد، لذا فإنّ المواد البلاستيكية تأخذ سنوات حتى تتحلل ومع مرور الوقت تتحول إلى غازات سامة إذا لم يتم تدويرها وتخليص المجتمع منها، ومن هنا فإنّ المصنع سيقوم بدور تخليص البيئة والمجتمع المحيط من أخطار هذه المواد وما قد تسببه من أثر سلبي.
* وعن دور المصنع في مجال السلامة المهنية والبيئية؟
عملية التدوير بمصنعنا ستتبع القواعد الصارمة التي تطبقها الحكومة العمانية لحماية العمال من أي مواد سامة او حاويات ملوثة خلال عملية التدوير، ونحن ملتزمون لأقصى حد بتزويد العمال بأدوات وملابس الحماية اللازمة لتجنب أي مخاطر على العين أو الجلد أو الأذن أو التنفس إضافة إلى تزويد مصنعنا بوحدة معالجة مياه لتنقية المياه المستخدمة في غسيل البلاستيك معاد التدوير من كل المواد الخطرة أو الملوثة عن طريق تقطير الماء الناتج عن خط الغسيل.
* كيف تقيمون مشروعات الاستثمار في السلطنة ؟
سلطنة عمان دولة جاذبة للاستثمار في كافة المجالات التجارية والاقتصادية والمستثمر يجد القاعدة الصلبة التي يمكن أن ينجح من خلالها لتنفيذ مشروعه وأفكاره ونلاحظ أنها تستقطب استثمارات من مختلف دول العالم رغم أن الكثير من هذه الاستثمارات تستغل المواد الخام الطبيعية بشكل سيئ، حيث تقوم بعض الجهات بتجميع النفايات وتصديرها للخارج دون أن تستفيد الدولة، على أن ترد إلى البلد بأسعار مضاعفة بعد تدويرها، أما مشروعنا فإنّه يستهدف في المقام الأول استغلال هذه الثروة الكبيرة من النفايات وإعادة تدويرها ليستفيد منها المجتمع المحلي بأسعار أقل، وأرى من وجهة نظري ضرورة اختيار المستثمرين بحيث تعطى الأولوية للمستثمرين الجادين لأنهم يمكن أن يكملوا المشوار، على العكس من المستثمرين الذين يهربون من البلد بمجرد أن تصادفهم عقبة أو مشكلة، فالاستثمار في أي مشروع ليس طريقا مفروشا بالورود وإنما تكتنفه عقبات وعراقيل لا يتحملها إلا من لديه الرغبة الصادقة والجادة في الاستفادة من المعطيات المتوفرة.
* وما هي خططكم المستقبلية لتطوير المشروع؟
نطمح إلى وضع مواقع خاصة لكل نوع من أنواع المخلفات كما هو موجود في عدد من الدول المتقدمة بحيث يمكن الاستفادة من هذه المخلفات بسهولة، وسننظم فعاليات لتوعية المجتمع بما نقوم به عبر وسائل الإعلام.