دمشق – وكالات-
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أمس، أنه سيترشح لإعادة انتخابه لفترة جديدة في الانتخابات المقرر إجراؤها في الثالث من يونيو رغم مطالب المعارضة بتنحيه والسماح بالتوصل إلى حل سياسي لانهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاثة أعوام والتي بدأت باحتجاجات مناهضة لحكمه.
وتقدم الأسد رسميا بطلب ترشحه إلى المحكمة الدستورية العليا لخوض الانتخابات الرئاسية التي وصفها أعداؤه الغربيون والعرب بأنّها محاكاة هزلية للديمقراطية وسط حالة الفوضى التي خلفها الصراع السوري.
وأصبح الأسد سابع مرشح للرئاسة فيما يعتبر نظريًا أول انتخابات رئاسية تعددية تجرى في سوريا لكن لا يشكل أي منافس له تحديا حقيقا لإنهاء حكم أسرة الأسد المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.
وجاء الإعلان عن ترشح الأسد على لسان محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب السوري خلال جلسة للبرلمان أذاعها التلفزيون السوري على الهواء مباشرة.
وتلا اللحام رسالة الأسد للمحكمة الدستورية فقال "إن المجلس تلقى من المحكمة الدستورية العليا إشعارا بأن السيد بشار حافظ الأسد.. قدم للمحكمة طلبا بتاريخ 28-4-2014 أعلن فيه ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية." وأوضح اللحام أن الأسد طلب إعلام أعضاء مجلس الشعب بواقعة الترشح أملاً بأن يحظى بتأييدهم.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن حشودا تجمعت للاحتفال بالانتخابات القادمة والمكاسب العسكرية التي حققتها في الآونة الأخيرة قوات الأسد التي حولت بدعم من حلفاء أجانب دفة الحرب التي شكلت قبل 18 شهرا تحديا لسلطة الأسد على العاصمة دمشق.
وقالت سيدة تدعى خديجة هاشم وهي واحدة من نحو 100 شخص تجمعوا في حي المزة بوسط دمشق "بمجرد أن سمعنا أن الرئيس أعلن ترشحه خرجنا إلى الشوارع للاحتفال لأننا لا نستطيع أن نتصور أي مستقبل لسوريا بدون فخامة الرئيس بشار الأسد."
وبعد دقائق من الإعلان عن ترشحه أصدر الأسد بيانا دعا فيه إلى الهدوء وقال "مظاهر الفرح التي يعبر عنها مؤيدو أي مرشح لمنصب رئيس الجمهورية يجب أن تتجلى بالوعي الوطني أولاً وبالتوجه إلى صناديق الاقتراع في الموعد المحدد ثانيًا."
ونقلت عنه وسائل الإعلام دعوته للسوريين للامتناع عن إطلاق الرصاص في الهواء لأنهم يعيشون في جو انتخابات تجريها سوريا لأول مرة في تاريخها الحديث.
وندد زعماء المعارضة في الخارج الممنوعون من الترشح بالانتخابات بوصفها مسرحية تهدف لتمديد حكم أسرة الأسد.
وينص الدستور السوري على وجوب أن يحصل مرشحو الرئاسة على تأييد 35 عضوا من أعضاء البرلمان ولا يمكن لمن أقام خارج البلاد طوال عشر سنوات الترشح لخوض الانتخابات.
وقال الائتلاف الوطني الذي يمثل المعارضة السورية الرئيسية في الخارج إن تصميم الأسد على الفوز بفترة رئاسة اخرى يبين عدم اكتراثه بالتوصل إلى تسوية للأزمة عن طريق التفاوض.
وقال هادي البحرة عضو اللجنة السياسية للائتلاف "نظام الأسد غير شرعي وكل ما يتخذه من إجراءات غير شرعي واعتزام بشار الأسد الترشح لفترة رئاسية جديدة إنما هو رسالة للمجتمع الدولي تفيد بأن رئاسة الجمهورية خارج إطار التفاوض ...الأسد أطلق رصاصة الرحمة على المسار السياسي لحل الأزمة السورية بترشحه للرئاسة مجددا."
وأضاف البحرة أن مساعي الأسد للفوز بفترة رئاسية ثالثة تتعارض مع ما يعرف ببيان جنيف-1 الذي اتفقت عليه القوى الدولية في سويسرا قبل عامين ويفترض انه يشكل الأساس لمحادثات السلام.
كان الحزب السوري القومي الاجتماعي قد دعا الرئيس بشار الأسد إلى ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال نذير العظمة رئيس المكتب السياسي للحزب في مؤتمر صحفي بدمشق إن قيادة الحزب تطالب الأسد بترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية معبرة بذلك عن إرادة جميع القوميين في شتى أنحاء سوريا.
ويشكل الحزب السوري القومي الاجتماعي جزءا من الجبهة الوطنية التقدمية التي تضم أحزابا من بينها حزب البعث.
وكانت المحكمة الدستورية العليا في سوريا قد أعلنت الخميس الماضي اسم ثاني مرشح تقدم بطلب لخوض انتخابات الرئاسة في البلاد وهو حسان النوري.
وقال ماجد خضرة المتحدث باسم المحكمة الدستورية العليا للصحفيين في دمشق " طلب واحد يعود للسيد الدكتور حسان النوري بن عبد الله تقدم بأوراقه وسجل طلبه في السجل الخاص العائد للمحكم، وأصبح لنا مرشحان لرئاسة الجمهورية."
وقالت وسائل إعلام رسمية إن عضوا بمجلس الشعب السوري قدم طلبا لخوض انتخابات الرئاسة الأربعاء الماضي، ليكون أول مُرشح في انتخابات يُرجح أن تُعزز حُكم الرئيس بشار الأسد في بلد دمرته الحرب الأهلية.
وقال الإعلام الرسمي إن ماهر عبد الحفيظ حجار الذي ينتمي إلى المعارضة التي تتغاضى الحكومة عن وجودها تقدم بطلب ترشيح نفسه للرئاسة. ومن غير المُرجح أن يُشكل حجار تحديا حقيقيا للأسد.