مسقط – الرؤية-
كشف مسح أولى أجراه مكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني -ممثلاً في فريق إخصائيي الحياة البرية بمحمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى- عن استمرار ظهور الكائن الحي العجيب المسمى بـ"شرغوف الماء" أو كما يُسمى محليًّا في ولاية هيماء بـ"الشبشب" في البرك المائية التي شكلتها الأمطار المتفاوتة التي هطلت على محافظة الوسطى في الآونة الأخيرة. ويُعد "شرغوف الماء" من فصيلة القشريات التي يشملها التنوع الأحيائي الثري للمنطقة، ومكونًا من مكونات التوازن البيئي للطبيعة.
ويقول متعب بن عبدالله الغافري إخصائي أول حياة برية في محمية الكائنات الحية والفطرية: "شرغوف الماء" أو "روبيان الماء" أو كما يُسميه السكان المحليون في ولاية هيماء في محافظة الوسطى بـ"الشبشب" من أقدم الكائنات الحية على الإطلاق؛ حيث دلَّت الحفريات والمستحاثات الجيولوجية على وجود هذا الكائن منذ ما يقارب الـ200 مليون سنة؛ أي أن هذا الكائن كان يعيش في نفس الفترة الزمنية التي كانت تعيش فيها الديناصورات، وأيضا من المذهل أن شكل هذا الكائن لم يتغير رغم مرور ملايين السنين على وجوده، وقد تم وصفه لأول مرة في العام 1800، وهو ينتمي إلى عائلة (Triops) أي ثلاثية الأعين نظرا لوجود ثلاثة أعين مركبة في مقدمة الرأس وكأنك تنظر إلى كائن فضائي قادم من كوكب آخر".
ويضيف: ويتغذى شرغوف الماء على الكائنات الميكروسكوبية فهو يحتوي على زعانف يوجد بها الكثير من الشعيرات الدقيقة والتي تعمل على اصطياد الطعام بطريقة فلترة المياه حيث تقوم بتحريك الزعانف (يصل عددها الى 50 زعنفة تختلف باختلاف الأنواع) والتي تعمل على خلق تيار مائي يمر من اسفل الجسم وصولا الى الفم الذي يحتوي على شعيرات لتنقية المياه واستخلاص الغذاء. كذلك يحتوي الفم على فكين كبيرين يساعدان على تقطيع الاكل عند التغذي على الكائنات الأخرى، وتساعد قرون الاستشعار على البحث عن الفريسة والتواصل مع البيئة المحيطة.
وأردف: "إن شراغيف الماء تعيش وتتكاثر في البرك المائية المؤقتة التي تتكون بعد سقوط الامطار مباشرة؛ حيث إنه بعد جفاف هذه البرك المائية تموت مخلِّفة وراءها أعدادًا كبيرة من البيض الميكروسكوبي (أي التي لا تُرى بالعين المجردة)، والذي يظل في حالة سكون لمئات السنين غير متأثر بالحرارة الشديدة او نقص في المياه، مع قدرتها العالية على مقاومة الإنزيمات الهاضمة، ويكون لها الاستطاعة بعد هطول الأمطار ووصوله لحد مناسب أن تستشعر البيوض مستواه، وبذلك تتمكن بعدها من كسر حالة السكون وتفقس عائدة للحياة من جديد. ومن جانب آخر، فإن دورة حياة شرغوف الماء تتكون من خمس مراحل ابتداء من مرحلة الفقس كمرحلة أولى وصولا إلى مرحلة البلوغ، كما أنها تنمو ليصل طولها إلى اكثر من 10 سم، وكلها تحدث خلال فترات زمنية متقاربة إلى أن تصل شراغيف الماء إلى مرحلة التزاوج بعد أسبوع واحد فقط من فقس البيض، وبذلك تبدأ دورتها الطبيعية بالتكاثر وذلك لضمان حفظ النوع واستمراريته".
ويتابع الغافري: وجد فريق الإخصائيين بمحمية الكائنات الحية والفطرية ان شرغوف الماء في حالة وضعه في المياه الصافية التي تقل فيها نسبة الغذاء يتحول وبشكل غريب الى مهاجمة بعضه البعض مما يؤدي الى اكل الشراغيف الصغيرة بواسطة الأكبر منها حجما، حيث يحتوي الجسم الداخلي للشرغوف على كمية كبيرة من البروتينات التي تعتبر مصدرا جيدا للغذاء. وعلى الرغم من ان الشرغوف من الكائنات التي تتغذى على الكائنات الاخرى، إلا انه لا يحتوي على سم لقتل الفريسة بل يستخدم فكه القوي للقضاء عليها لذلك بالإمكان اصطياده والإمساك به دون خوف. والغريب في الأمر أنه في حالة إخراجه من الماء يتظاهر بالموت ويبقى في حالة سكون مدة طويلة من الزمن وعند ارجاعه الى الماء يعود للحركة من جديد".
وجدير بالذكر أن شرغوف الماء يعتبر محميًّا بموجب قوانين حماية الانواع في العالم ويعتبر لدى بعض الدول هو مهدد بالانقراض نظرا لتدمير بيئاته الحاضنة بسبب الزحف العمراني والصناعي. ويأمل مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني في الفترة القادمة -ممثلا في فريق إخصائي الحياة البرية في محمية الكائنات الحية والفطرية- لإجراء البحوث اللازمة للتعرف عن كثب على هذا الكائن العجيب وأنواعه المختلفة.
مسقط – الرؤية-
كشف مسح أولى أجراه مكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني -ممثلاً في فريق إخصائيي الحياة البرية بمحمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى- عن استمرار ظهور الكائن الحي العجيب المسمى بـ"شرغوف الماء" أو كما يُسمى محليًّا في ولاية هيماء بـ"الشبشب" في البرك المائية التي شكلتها الأمطار المتفاوتة التي هطلت على محافظة الوسطى في الآونة الأخيرة. ويُعد "شرغوف الماء" من فصيلة القشريات التي يشملها التنوع الأحيائي الثري للمنطقة، ومكونًا من مكونات التوازن البيئي للطبيعة.
ويقول متعب بن عبدالله الغافري إخصائي أول حياة برية في محمية الكائنات الحية والفطرية: "شرغوف الماء" أو "روبيان الماء" أو كما يُسميه السكان المحليون في ولاية هيماء في محافظة الوسطى بـ"الشبشب" من أقدم الكائنات الحية على الإطلاق؛ حيث دلَّت الحفريات والمستحاثات الجيولوجية على وجود هذا الكائن منذ ما يقارب الـ200 مليون سنة؛ أي أن هذا الكائن كان يعيش في نفس الفترة الزمنية التي كانت تعيش فيها الديناصورات، وأيضا من المذهل أن شكل هذا الكائن لم يتغير رغم مرور ملايين السنين على وجوده، وقد تم وصفه لأول مرة في العام 1800، وهو ينتمي إلى عائلة (Triops) أي ثلاثية الأعين نظرا لوجود ثلاثة أعين مركبة في مقدمة الرأس وكأنك تنظر إلى كائن فضائي قادم من كوكب آخر".
ويضيف: ويتغذى شرغوف الماء على الكائنات الميكروسكوبية فهو يحتوي على زعانف يوجد بها الكثير من الشعيرات الدقيقة والتي تعمل على اصطياد الطعام بطريقة فلترة المياه حيث تقوم بتحريك الزعانف (يصل عددها الى 50 زعنفة تختلف باختلاف الأنواع) والتي تعمل على خلق تيار مائي يمر من اسفل الجسم وصولا الى الفم الذي يحتوي على شعيرات لتنقية المياه واستخلاص الغذاء. كذلك يحتوي الفم على فكين كبيرين يساعدان على تقطيع الاكل عند التغذي على الكائنات الأخرى، وتساعد قرون الاستشعار على البحث عن الفريسة والتواصل مع البيئة المحيطة.
وأردف: "إن شراغيف الماء تعيش وتتكاثر في البرك المائية المؤقتة التي تتكون بعد سقوط الامطار مباشرة؛ حيث إنه بعد جفاف هذه البرك المائية تموت مخلِّفة وراءها أعدادًا كبيرة من البيض الميكروسكوبي (أي التي لا تُرى بالعين المجردة)، والذي يظل في حالة سكون لمئات السنين غير متأثر بالحرارة الشديدة او نقص في المياه، مع قدرتها العالية على مقاومة الإنزيمات الهاضمة، ويكون لها الاستطاعة بعد هطول الأمطار ووصوله لحد مناسب أن تستشعر البيوض مستواه، وبذلك تتمكن بعدها من كسر حالة السكون وتفقس عائدة للحياة من جديد. ومن جانب آخر، فإن دورة حياة شرغوف الماء تتكون من خمس مراحل ابتداء من مرحلة الفقس كمرحلة أولى وصولا إلى مرحلة البلوغ، كما أنها تنمو ليصل طولها إلى اكثر من 10 سم، وكلها تحدث خلال فترات زمنية متقاربة إلى أن تصل شراغيف الماء إلى مرحلة التزاوج بعد أسبوع واحد فقط من فقس البيض، وبذلك تبدأ دورتها الطبيعية بالتكاثر وذلك لضمان حفظ النوع واستمراريته".
ويتابع الغافري: وجد فريق الإخصائيين بمحمية الكائنات الحية والفطرية ان شرغوف الماء في حالة وضعه في المياه الصافية التي تقل فيها نسبة الغذاء يتحول وبشكل غريب الى مهاجمة بعضه البعض مما يؤدي الى اكل الشراغيف الصغيرة بواسطة الأكبر منها حجما، حيث يحتوي الجسم الداخلي للشرغوف على كمية كبيرة من البروتينات التي تعتبر مصدرا جيدا للغذاء. وعلى الرغم من ان الشرغوف من الكائنات التي تتغذى على الكائنات الاخرى، إلا انه لا يحتوي على سم لقتل الفريسة بل يستخدم فكه القوي للقضاء عليها لذلك بالإمكان اصطياده والإمساك به دون خوف. والغريب في الأمر أنه في حالة إخراجه من الماء يتظاهر بالموت ويبقى في حالة سكون مدة طويلة من الزمن وعند ارجاعه الى الماء يعود للحركة من جديد".
وجدير بالذكر أن شرغوف الماء يعتبر محميًّا بموجب قوانين حماية الانواع في العالم ويعتبر لدى بعض الدول هو مهدد بالانقراض نظرا لتدمير بيئاته الحاضنة بسبب الزحف العمراني والصناعي. ويأمل مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني في الفترة القادمة -ممثلا في فريق إخصائي الحياة البرية في محمية الكائنات الحية والفطرية- لإجراء البحوث اللازمة للتعرف عن كثب على هذا الكائن العجيب وأنواعه المختلفة.