الرؤية- مركز البحوث -
بعد مرور أسبوعين على غرق العبّارة الكورية، تذكرت رئيسة كوريا الجنوبية أن تقدم اعتذارًا على خلفية "فشل" الدولة في إنقاذ الضحايا وسوء تقدير الموقف في بدايته، غير أنّ هذا الاعتذار لم يشفع لأقارب مئات من الركاب في أن يخفف عنهم آلامهم وينتشلهم من الحزن الذي غرقوا فيه كما غرق ذويهم في قاع المحيط.
وقدمت بارك كون هيه رئيسة كوريا الجنوبية اعتذارها، قائلة إنّ الحكومة فشلت في منع الكارثة وإن رد فعلها الأولي لم يرتق لمستوى الحدث. وقالت بارك خلال اجتماع لمجلس الوزراء: "كيف لي أن أعتذر عن الفشل في منع وقوع الحادث وعن الاستجابة الأولية غير الكافية من أجل تخفيف الآلام ومعاناة أقارب الضحايا ولو للحظة". ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن بارك قولها "أنا أتأسف للشعب وأشعر بحزن شديد لفقدان الكثير من الأرواح الغالية"، مؤكدة أنها ستنشئ وكالة حكومية مسؤولة عن التعامل مع مثل هذه الحوادث الكبيرة وأنه سيتم وضع ما يسمى بوزارة السلامة الوطنية تحت مسؤولية مكتب رئيس الوزراء وأمرت بمراجعة كاملة لنظام السلامة في كوريا الجنوبية.
ويكافح عمال الإنقاذ الرياح والأمواج العاتية للبحث عن مئات المفقودين ومعظمهم من التلاميذ. ويعمل خفر السواحل وأفراد البحرية وغواصون في المنطقة التي وقع بها الحادث على بعد نحو 20 كيلومترا قبالة الساحل الجنوبي الغربي للبلاد. وقالت تقارير إعلامية إن فرق الانقاذ أخذت تدق على هيكل السفينة أملا في تلقي استجابة من محاصرين بداخلها لكنها لم تسمع شيئا.
وانقلبت العبارة التي كانت تحمل 475 من الركاب وأفراد الطاقم أثناء رحلة من ميناء إنشيون إلى جزيرة جيجو. وانتشل خفر السواحل خمس جثث أخرى ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 14 شخصا. وجرى إنقاذ 179 راكبا ليبقى مصير 282 شخصا مجهولا وقد يكونون محاصرين في العبارة.
وقالت باك يونج سوك وهي والدة طالبة من ركاب العبارة في ميناء جيندو حيث تتركز جهود البحث انها شاهدت جثة معلمة ابنتها وهي تنقل الي الشاطيء. واضافت قائلة "لو كان بمقدوري ان اعلم نفسي الغطس لقفزت في الماء وحاولت العثور على ابنتي".
وقال مسؤول في خفر السواحل إن قبطان السفينة لي جون سيوك (69 عاما) يخضع للتحقيق وسط تقارير غير مؤكدة أفادت بأنه كان بين أول من قفزوا من العبارة الغارقة.
وصرح مسؤول بأن السلطات تحقق فيما إذا كان القبطان قد غادر السفينة مبكرا وأن من بين الاتهامات الموجهة إليه تهمة انتهاك قانون يحكم سلوكيات طواقم السفن. وقال كثير من الناجين للاعلام إن لي كان أول من تم إنقاذه لكن لم يره أحد وهو يغادر السفينة. ولم يعلق خفر السواحل ولا الشركة التي تدير العبارة على الأمر. وقال خبراء إن المياه الضحلة نسبيا مازالت تمثل خطرا كبيرا على 150 غواصا حتى في ظل ظروف الطقس المثلى كما إن الوقت ينفد أمام العثور على أي ناجين.
وقال ديفيد جاردين سميث من الاتحاد الدولي للانقاذ البحري "فرص العثور على ناجين ليست صفرا" لكنه أضاف أن الظروف بالغة الصعوبة. وقالت الحكومة إنها لم تستبعد بعد إمكانية العثور على ناجين. ولا يوجد تفسير رسمي بعد لغرق العبارة لكن مسؤولين نفوا تقارير أفادت بأن السفينة التي صنعت في اليابان قبل 20 عاما انحرفت بشدة عن مسارها. ونقلت قناة (واي.تي.ان) عن مسؤولين في التحقيق قولهم إن العبارة خرجت عن مسارها المعتاد وحين ضربتها الرياح تحركت حاويات كانت تحملها على السطح. وقالت وسائل اعلام صينية إنه كان من بين ركاب العبارة صينيان وروسي وفلبينيان. وذكرت السلطات الكورية إن الفلبينيين بخير لكن مصير الآخرين مازال مجهولا.