تعد تجربة صندوق التنمية الزراعية والسمكية من التجارب التمويلية الناجحة، التي حققت العديد من الأهداف في القطاعات الثلاثة التي تستهدفها: الزراعية، والحيوانية، والسمكية.
والصندوق -وهو يحتفل بمرور عشر سنوات على إنشائه- نجح في تمويل 189 مشروعاً بتكلفة نحو 34 مليون ريال؛ مُحققا بذلك أمنيات الكثير ممن كانوا يبحثون عن التمويل لمشاريعهم؛ حيث إن التمويل كان -ولا يزال- من العوائق الرئيسية التي تقف أمام طموحات اصحاب المشاريع.
.. إنَّ عطاء صندوق التنمية الزراعية والسمكية، ساهم في نقل المعارف والمفاهيم والتقانات إلى المنتجين والمزاعين ومُربي الثروة الحيوانية والصيادين؛ وبالتالي عزَّز الإنتاجية؛ تحقيقاً لرسالته المناطة به في تقديم التمويل لتنفيذ البرامج التنموية للقطاعات الزراعية والحيوانية والسمكية؛ من خلال إجراء البحوث العلمية وصيانة الموارد وتنميتها، وتوطين التقنيات، وتنفيذ البرامج الإرشادية، وتطوير الدراسات والبرامج التنموية، وتنفيذ دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع التنموية الاستثمارية.
ومما يزيد من أهمية أنشطة صندوق التنمية الزراعية والسمكية، أنها متعلقة بقطاعات حيوية ذات ارتباط مباشر بالأمن الغذائي، إضافة إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في توفير مداخيل ترفد الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل للقوى العاملة الوطنية، وتدعيم دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هذه القطاعات الحيوية (الزراعية، والحيوانية، والسمكية)، والمهمة في حياة العمانيين، والضرورية لتنويع اقتصاد البلاد واستدامة مواردها.
ويُنتظر أن يُؤسِّس صندوق التنمية الزراعية والسمكية على هذه النجاحات، للانطلاق لآفاق أرحب في عمليات التمويل والتوسع فيها، مع التركيز -خلال المرحلة المقبلة- على مشاريع نوعية في هذه القطاعات تقوم على الجودة وزيادة الإنتاجية وتوظيف الحزم التقنية في كافة مراحل الإنتاج.
ولا شك أنَّ التوسع في التمويل يستلزم زيادة رأس مال الصندوق؛ حتى يتمكن من مقابلة طلبات التمويل، وفي الوقت ذاته اقتراح مجالات لتمويلها بما يدعم رسالته ويعزز مكانته كصندوق رائد في مجاله على مستوى المنطقة.