يشهد القطاع الصحي في السلطنة نقلات كبيرة، وتطورات متلاحقة على الصعيدين النوعي والكمي، وذلك في إطار الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بالإنسان العماني، من منطلق أنّ الصحة تأتي في مرتبة مُتقدِّمة في سلم أولويات الاهتمام بالتنمية البشرية..
وتكرس وزارة الصحة جهودًا كبيرة في سبيل الوفاء بالتزاماتها تجاه توفير الرعاية الطبية للمواطنين والمقيمين، والارتقاء بالخدمات الصحية المُقدَّمة لهم..
وفي هذا الصدد تحرص الوزارة على تطوير برامجها وتحديث استراتيجياتها لمقابلة الزيادة الكبيرة في الطلب على الخدمات الصحية، وتعتمد الوزارة منهجية التخطيط الاستراتيجي، من خلال خطط التنمية الخمسية، بهدف بلورة رؤية واضحة وانتهاج مسار سليم في تحديد المشكلات ورصد الاحتياجات والعمل على تلبيتها بما يسهم في رفع المستوى الصحي العام للسكان.
وقد أثمر ذلك عن العديد من النجاحات للنظام الصحي في السلطنة، ما رشحه إلى شهادات تقدير عالمية في أكثر من حقل ضمن حقول الرعاية الصحية المتعددة، واعترافًا بالإنجاز العماني في مجال التنمية الصحية وتحسين الحالة الصحية للمجتمع بشكل مباشر وغير مباشر.
إنّ الواقع الماثل، والأرقام التي أوردها معالي وزير الصحة في حديثه لوكالة الأنباء العمانية أمس، يؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك حجم التطور الذي تحقق للخدمات الصحية في بلادنا، وهي نجاحات يجب التأسيس عليها للتخطيط للمزيد من التطور المستقبلي في خدمات هذا القطاع الحيوي الذي يتعلق بصحة وحياة المواطن، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الخدمات الصحية ومنها الكوادر البشرية المؤهلة، ومقابلة الطلب المتزايد على الخدمات الصحية مع تزايد النمو السكاني المتسارع، إضافة إلى العبء الذي يشكله التنوع الكبير في الطبيعة الجغرافية للسلطنة والحاجة إلى توصيل الخدمات الصحية الأساسية إلى جميع السكان علاوة على التغير الذي حدث في الخريطة الوبائية في السلطنة؛ بظهور مجموعة من الأمراض غير المعدية كالسكري وأمراض القلب والشرايين والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسمنة، المرتبطة بتغير نمط الحياة، وهي أمراض تتطلب رعاية مستمرة مما يتسبب في تعاظم الإنفاق على الصحة، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة تقديم الخدمات الصحية؛ نتيجة التطور المستمر في تكنولوجيا الرعاية الطبية من أجهزة ومعدات ..
إنّ كل هذه التحديات تفرض التخطيط المنهجي لمقابلة الاحتياجات المستقبلية للقطاع الصحي، وهذا بالفعل ما شرعت وزارة الصحة في الاستعداد له من خلال إستراتيجيتها المتمثلة في "الصحة 2050 ".