إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتخابات الرئاسة المصرية.. "تعبُّد إلى الله" عند مؤيدي السيسي و"حرام شرعاً" لدى "الإخوان"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انتخابات الرئاسة المصرية.. "تعبُّد إلى الله" عند مؤيدي السيسي و"حرام شرعاً" لدى "الإخوان"


    الرؤية - أحمد عمر-
    على الرغم من الإطاحة بحكم الرئيس المصري السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وزوال ما كان يسمى بـ"الدولة الدينية" التي تستخدم الدين في تبرير القرارات والهجوم على المعارضة، إلا أن توظيف الدين وقضايا الجنة والنار لا يزال قائما في البلد الذي يعد معظم سكانه من المعتدلين.
    ففي تصريحات متفرقة، يرى بعض من أنصار المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي -القائد السابق للجيش- أن تأييد السيسي رئيسا لمصر عمل يمكن أن يمثل تعبدا إلى الله وتقربا منه، الأمر الذي يعتبره مراقبون استغلالا للدين وتوظيفا له لخدمة أهداف سياسية لا علاقة لها بالإسلام.
    وبحسب مقاطع فيديو على الإنترنت، يظهر تصريح لياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر والقيادي بحزب النور السلفي -الذي حل ثانيا في انتخابات البرلمان عام 2012 وأيد الخارطة الطريق التي وضعها الجيش مع القوى السياسية بعد الإطاحة بمرسي- قال برهامي إن "دعم حزب النور للمشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية جاء حفاظا على الدين وحقوق الناس"، مضيفا: "إننا نتعبد إلى الله باختيار السيسى لرئاسة الجمهورية.... عدم اختيار السيسى يفتح الأبواب نحو مزيد من الدماء".
    وهذا ليس التصريح الأول للرجل الذي أبدى مواقف متباينة في كثير من الأوقات فضلا عن الفتاوى المثيرة للجدل، فقد أكد برهامي -وهو طبيب أسنان في الأصل- أن تأييد حزب النور والدعوة السلفية للسيسي جاء نتيجة لاقتناعهما بأن السيسي "يحب دينه ويذكر الله كثيرا ويخاف من حساب يوم القيامة". ولم يكتف بذلك بل اعتبر أن السيسي "ملتزم دينيا"، مما قد يثير قلق المعارضة الليبرالية التي ناهضت حكم جماعة الإخوان المسلمين.
    وخلال مقابلة تليفزيونية الأسبوع الماضي، أبدى السيسي التزاما بالدين خلال حديثه، وقال إنه في حال فوزه بالرئاسة، سيعمل على ترسيخ الدين في المجتمع، لكنه لم يفسر كيفية القيام بهذا الدور.
    كما نشرت صحيفة مصرية مستقلة على صدر صفحتها الأولى تقريرا بعنوان "السيسي يقابل الله مرتين"، وزعم آخرون أنه من نسل النبوة، وينتمي إلى "الأشراف"، وهو وصف يطلق على من يدعي أن نسبه يعود إلى سلالة آل البيت.
    لكن وفي المقابل، لم يتوقف أنصار جماعة الإخوان عن استخدام نفس السلاح، فكثيرا ما يردد الإخوان، وقطاع واسع من الإسلاميين، أن الأزمة المصرية ليست سوى جزء من "مؤامرة" على الإسلام، وأن السيسي أحد وسائل هذه المؤامرة. وذهبوا إلى أبعد من ذلك، في توصيف الإطاحة بمرسي، بأنها "ابتلاء من الله" و"محنة" تسهدف "تمحيص" التجربة الإخوانية وصمودها في وجه "العلمانية"، على حد قولهم.
    ومع تصاعد هذا التوظيف للدين في اللعبة السياسية والانتخابات في مصر، أفتى الشيخ يوسف القرضاوي بحرمة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة يومي 26 و27 مايو الجاري، ودعا القرضاوي -وهو مصري قطري يُعتقد أنه المرجع الديني لجماعة الإخوان المسلمين- المصريين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية.
    وخلال مؤتمر له في الدوحة، شنَّ القرضاوي هجوما شرسا على السيسي؛ حيث وصفه بأنه "رجل إسرائيل" الذي "سفك الدماء وسجن الأبرياء".
    وذكرت صحيفة "العرب" القطرية في تقرير لها عن المؤتمر الذي أقيم لدعم فلسطين، أنه انتقد ما سماه "التواطؤ العربي مع إسرائيل"؛ حيث قال إن اليهود سعداء بالمرشح الأكثر حظاً في الفوز برئاسة مصر (السيسي). وأضاف القرضاوي: "اليهود يعتبرونه سيسيهم لا سيسينا". ونقل موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قول القرضاوي: "إيهود باراك يقول أيدوا السيسي، السيسي بتاعنا، السيسي راجلنا".
    ولم يكتف القرضاوي بذلك، بل اعتبر أن وجود السيسي في الحياة المصرية يمثل "مصيبة" على البلاد، مضيفا أن السيسي يحمي مصالح إسرائيل وأنه لن يدخل في مواجهة مع الإسرائيليين من أجل القضية الفلسطينية. وتابع القرضاوي في المؤتمر: "من يوم ما جالنا (السيسي) ما شوفناش (لم نشهد) غير الدماء والاعتقال وهتك الأعراض وكل شيء سيئ". وزاد: "مصر تخسر كل شيء... هذه مصيبة كبرى".
    والقرضاوي كثيرا ما ينتقد الحكومة المصرية والسيسي وزير الدفاع السابق، وساهمت تصريحاته في حدوث شرخ كبير في العلاقات السياسية بين قطر ودول الخليج، مما دفع السعودية والإمارات والبحرين إلى سحب سفرائها في مارس الماضي من قطر، متهمة الدوحة بأنها لم تحترم اتفاقا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهم، وهي التهمة التي تنفيها قطر.
يعمل...
X