مسقط - أفراح سعيد جمعة السلطية-
بدأ العمل بنظام معلومات الطلاب (SIS) لدى مركز القبول والتسجيل بالكليات, خلال العام 2004/2005م, وتم تدشينه رسميا بتاريخ 6/3/2006م. وهو يعنى بمعالجة وتخزين البيانات المتعلقة بتسجيل الطلاب ونتائجهم في مختلف المقررات الدراسية, واستخراج كشوف العلامات باللغتين العربية والإنجليزية, وإعداد الجداول الدراسية, إضافة إلى تخزين بيانات الطلاب وخطط متطلبات التخرج والخطط الدراسية لكل طالب, كما يوفر ميزة التسجيل عن بعد من خلال الإنترنت, ويتيح لعضو هيئة التدريس ومرشد الطالب الإطلاع على الحالة الأكاديمية للطالب وغيرها من الجوانب الأكاديمية المتصلة بالطالب والمقررات الدراسية.
واستنادا إلى الاستطلاع الشهري الذي تطرحه اللجنة الإعلامية بالجامعة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك", فإنّ 20% من الطلاب يؤيدون هذا النظام, في حين يعارضه 80%.
وبدورها، طرحت "الرؤية" عدة أسئلة على أطراف القضية، حول نظام تسجيل الغياب للطلاب، ومدى قبول أو رفض الطلاب له، وسر الأوراق المعلقة في اللوائح التي تحمل بين طياتها أسماء مئات الطلاب ممن تجاوزت نسب غيابهم 10%.
يقول محمد الحراصي - موظف في مركز القبول والتسجيل بكلية صور-: "أصبح غياب الطلاب ظاهرة منتشرة لأسباب كثيرة, فمنهم من يتغيب بعذر طبي أو لظرف طارئ أو قد يكون بسبب الأنشطة الطلابية, ومنهم من يتغيب دون عذر ولمرات عدة. لذلك لجأت الكليات لإيجاد وسيلة للحد من الغياب المتزايد الذي قد يكون بدون أسباب مقنعة, من خلال النظام الإلكتروني للغياب (SIS) الذي أصبح قضية تؤرق طلاب الكليات".
وتقول بثينة بنت عبد الله الفورية: "أنا طالبة مشاركة في الأنشطة الطلابية, وكثيرًا ما أتغيب عن محاضراتي ويتم تسجيلي غائبة, ولا يوجد هناك أيّ مساعدة أو تقدير لظروفي من قبل الهيئة التدريسية, فأفاجأ بأن اسمي من ضمن الأسماء المتجاوزة لـ 10% مما سبب لي مشكلة فقد أوشكت على الحرمان من مادة الرياضيات على نهاية الفصل الماضي".
وتقول إيمان بنت جمعة المخينية – موظفة في القبول والتسجيل: " هذا النظام يأتي في مصلحة الطالب, حيث يخدم الطالب كونه يعرف متى وأين تغيب حتى يأخذ في حسبانه النسبة التي غابها حتى لا يواجه مشاكل بعد ذلك ويتم حرمانه من مقرراته الدراسية. وتضيف: " كما يساعد النظام على التنظيم حيث يلم المدرس بغياب الطالب أكثر من القبول والتسجيل كونه يقوم بإدخال بيانات الغياب يوميا".
ويشاركها الرأي الطالب محمود الفارسي بقوله: "من خلال هذا النظام يعرف كل طرف ما عليه من حقوق وواجبات, حيث تستمر العملية أكثر سلاسة للسيطرة على الغياب بشكل كبير لخوف الطالب من الحرمان, وعدم دخول الاختبارات النهائية في حالة تعدي النسبة المسموح بها".
وعن سلبيات نظام (SIS) الإلكتروني، يقول بهاء الدين: " نظام SIS نظام ممتاز وعادل ويضمن للطالب حقوقه، ولكن كوننا أستاذة يتوجب علينا إدخال بيانات الغياب يوميًا, مما قد يسبب مشكلة كبيرة لدينا فقد يأتي الطالب بعد يوم أو يومين من غيابه عن المحاضرة بعذر طبي, مما يلزم الأستاذ بمراجعة القبول والتسجيل لتغيير بيانات الطالب".
وتشير إلى ذلك الطالبة وفاء المشيفرية بقولها: "كثيرا ما يتم تسجيل الطالب بأنّه غائب حتى وإن أحضر أعذارًا طبية, فلا يتم النظر إلى تلك الأعذار إلا إذا أوشك حرمانه من المادة".
ويضيف الفارسي قائلا: "لابد من وجود استثناءات للأعذار التي تحصل لظروف طارئة للطلاب, ويجب مراعاتهم في حالة إحضارهم دليلاً يثبت الحالة الطارئة".
وتقول الطالبة زمزم بنت ناصر المعمرية: "نظام SISلتسجيل الغياب هو نظام ذو وجهين متناقضين من حيث التزام الطلبة بحضور المحاضرات, ومن جهة أخرى الطالب الذي يتغيب بعذر طبي فهو يعتبر منسحبا من المادة وهذا ما يجعله متأخرا في مسيرته العلمية".
وتضيف: "البعض أجاد فن التملق مع الهيئة التدريسية حتى يحذف له الغياب ويخرج مبتسما, بينما أصحاب الأعذار والذين لديهم الرغبة التامة في الدراسة فلا يجيدون فن التملق, ويقعون ضحية للانسحاب من المادة".
وتؤيدها الرأي الطالبة أماني بنت جمعة العلوية –طالبة في كلية الرستاق- بقولها: " موقفي حيادي تجاه النظام. نظام SIS نظام جميل ولكنه يقيد الطالب أحياناً, خاصة إذا كان الغياب بسبب ظروف صحية أو طارئة".
ويقول الطالب معاذ البطاشي من معارضي النظام يقول: "أنا ضد النظام الإلكتروني لأنّ الطلاب أصبحوا يحضرون محاضراتهم لتسجيل الحضور فقط لا لفهم الدروس, كما ظهرت عادة سيئة لدى الطلاب ألا وهي اختلاق الأعذار".
وتشاركه الرأي الطالبة عائشة بنت سليمان آل عبد السلام بقولها: " بالتأكيد أنا ضد النظام الإلكتروني في كونه يثير جو السلبية أكثر من التحفيز, كما يدفع الطلبة لفقد مقرراتهم الدراسية في أوقات حرجة مثلما حدث معي". وتضيف: "النظام ليس عادلاً لعدم التزام جميع المعلمين به, وحدثت أخطاء في نسب الغياب في أوقات عدة".
وتقول أماني العلوية من مؤيدي النظام: "لا أؤيد الآلية التي يتم من خلالها عرض نسب الغياب في لوحة الإعلانات؛ إذ إنّ على الأستاذ إشعار الطالب شفهياً عندما تصل نسبة غيابه إلى 5% ومن ثم تحذيره عن طريق إنذار كتابي في حالة وصوله إلى 10% وعندما تصل إلى 20% يتم طرده. منعاً للإحراج ومن أن يفاجأ باتصال من مركز القبول والتسجيل بأنه قد تم طرده وحرمانه من المقرر والاختبار النهائي".
وتضيف بثينة الفورية: "كثيرا ما اتعرّض للإحراج من قبل الطالبات عندما أصادف طالبة تخبرني بأنّ نسبة غيابي في المادة الفلانية قد وصلت إلى كذا وكذا".
وتخالفهم الرأي زمزم المعمرية حيث ترى أن الآلية التي تتخذها الكلية في الإعلان عن الأسماء ونسب الغياب هي طريقة جيدة إن لم يكن الغياب يردع الطالب فربما كرامته وعزة نفسه هي التي تمنعه؛ فيخجل من أن يجد اسمه معلقًا على لوحة الإعلانات, حيث يشعر بالفخر بأنّه من ضمن النوادر الذين لم تعلق أسماؤهم على اللوحة.
ويؤكد محمد الحراصي أنّ الآلية التي تتبعها الكلية للإعلان عن الأسماء الذين تجاوزت نسب غيابهم عن الـ10% ما هي إلا طريقة تنصب في مصلحة الطالب؛ حتى يتبادر في داخله الشعور بالخجل نوعاً ما هذا وإن وجد, ولكن من يكترث؟ أسبوعيا نقوم بالإعلان عن هذه الأسماء لتصل أحياناً لما يقارب مائة طالب وطالبة.