المنتدى الاقتصادي العماني البرازيلي يستعرض المناخ الاستثماري في السلطنة وآفاق الشراكات الاقتصادية

[جريدة الرؤية]

نائب رئيسة البرازيل: المنتدى يعكس جدية البلدين لتوطيد العلاقات التجارية والاستثمارية
الجابري : إمكانية توظيف منطقة الدقم كمركز لإعادة التصدير إلى الشرق الأوسط و شمال أفريقيا
ساو باولو (البرازيل) - الرؤية – العمانية -
بدأت أمس في مدينة ساو باولو البرازيلية أعمال المُنتدى الاقتصادي العماني البرازيلي الذي تُنظّمه الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء)، بالتنسيق مع سفارة السلطنة في البرازيل والغرفة التجارية العربية البرازيلية، بهدف تعزيز التطلّعات الإيجابية لجذب الاستثمارات الأجنبية ذات الجدوى الاقتصادية إلى السلطنة. ويترأس وفد السلطنة المشارك معالي يحيى بن سعيد الجابري، رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يرافقه عدد من المسؤولين الذين يمثلون عددا من مؤسسات القطاع العام والخاص تضمن كل من وزارة الزراعة والثروة السمكية، والصندوق العماني للاستثمار، والمنطقة الحرة بصلالة، وشركة ميناء صحار، والمنطقة الحرة وشركة ميناء الدقم، وشركة عمان للحوض الجاف، وشركة النفط العمانية، وواحة المعرفة مسقط. وعقد المنتدى تحت رعاية معالي الدكتور ميشيل تامر، نائب رئيسة جمهورية البرازيل الاتحادية وبحضور عدد من المسؤولين. والذي قال إن إقامة هذا المنتدى يأتي نتيجة لزيارتنا الى سلطنة عمان في العام الماضي حيث تم خلالها مناقشة فرص التعاون بين البلدين مضيفا ان المنتدى يعكس مدى جدية البلدين في توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية وان هناك عدد من الفرص للدخول الى أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وما يؤكد ذلك هو الاستثمار الذي قامت به شركة فالي.
من جانبه أكد معالي يحيى بن سعيد الجابري، رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أنه تم خلال المنتدى التطرق إلى أهمية توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية وتعريف رجال الأعمال من الجانب البرازيلي بالمناخ الاستثماري في السلطنة وبالتحديد في منطقة الدقم وإمكانية توظيفها كمركز لإعادة التصدير إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منوها إلى أن لدى البرازيل شركات متقدمة في مجال النقل البحري، والخدمات اللوجستية، حيث يتمتع البلدان بشراكة اقتصادية قوية وسنعمل على تطويرها من خلال تبادل الخبرات والمعرفة."
استعراض المناخ الاستثماري
واشتمل جدول أعمال اليوم الأول على تقديم عدد من العروض المرئية تمّ خلالها استعراض المناخ الاستثماري للسلطنة من بنية أساسية مُتقدّمة وافتتاح عدّة مناطق صناعية وتجارية وإنشاء موانئ قادرة على استيعاب استثمارات ضخمة ومدّ شبكة طرقات مُتكاملة، حيث تمّ التطرق إلى المشاريع المُستقبلية للسلطنة ضمن رؤيتها الاقتصادية للعام 2040م وما ستُحدثه من تقدّم على جميع الأصعدة، كما تم عرض مجموعة من الأفلام الترويجية القصيرة عن السلطنة في عدد من القطاعات المستهدفة. وأعقب جلسات المنتدى عقد لقاءات ثنائية من الجانبين العماني والبرازيلي لبحث سبل التعاون الاقتصادي والاستثماري بين عدد من رجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب الشركات البرازيلية وبين ممثلي الوفد العماني من القطاعين العام والخاص.
حضور لافت
وحول الحضور الذي حظي به المنتدى صرح سعادة الدكتور خالد بن سعيد الجرادي، سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية البرازيل بأن المنتدى شهد حضور عدد كبير من رجال الأعمال في البرازيل وأصحاب الشركات في قطاعات الأغذية والاستزراع السمكي آملا أن يخرج المنتدى بشراكات تجارية تساهم في إثراء الاقتصاد الوطني وألقى سعادته كلمة ترحيبية بمناسبة افتتاح المنتدى الاقتصادي العماني البرازيلي أعربَ خلالها عن التقديرِ لأن يكونَ هذا المنتدى تحتَ رعايةِ معالي الدكتور ميشيل تامر، نائبِ رئيسةِ جمهوريةِ البرازيل الاتحادية الصديقة، مشيرا إلى أن هذه الرعايةُ الكريمةُ تمثّلُ رمزًا قويًّا، ودليلاً صادقًا على الحِرْصِ التامِّ على توطيدِ أواصرِ التعاونِ بينَ البلدَيْن، وتعميقِ وشائجِ التقاربِ بينَ الشَّعْبين.
وأكد على اعتزاز السلطنةَ بعلاقةِ الشراكةِ الاستراتيجيةِ التي تَربِطُها بالبرازيل، مذكرا بأن هذه العلاقةٌ خطتْ في السنواتِ الماضيةِ خطواتٍ موفَّقةً، وشَهِدَتْ محطاتٍ مهمّةٍ، كان أبرزُها الزيارةَ الكريمةَ التي قامَ بها معالي الدكتور ميشيل تامر للسلطنةِ خلالَ العامِ الماضي، إذْ تمخَّضَتْ عنها نتائجُ مثمرةٌ، ووُقِّعَتْ خلالَها مذكراتٍ مهمّةٍ، ضمت مذكرةُ اللجنةِ المشتركةِ، ومذكرةٌ للتّشاوُرِ السياسيِّ، وأخرى للتّعاونِ الرياضيِّ، ورابعةٌ بين غرفةِ تجارةِ وصناعةِ عمانَ والغرفةِ التجاريةِ العربيةِ البرازيلية، كما تمَّ التوقيعُ على النّظامِ الأساسيِّ لتأسيسِ مجلسِ رجالِ أعمالٍ بينَ البلدين، وقال إن المنتدى المقام في مدينةِ ساوباولو، القلبِ الاقتصاديِّ النابضِ بالحيويةِ والثراءِ في البرازيل، ما هوَ إلا ثمرةٌ من ثمارِها الطيبةِ، كما أنَّ التبادلَ التجاريِّ بينَ البلدينِ أصبحَ في تصاعدٍ مستمرٍ، حتى وصلَ العامَ الماضي 2013م مبلغًا قدرُه مليارٌ ومائةٌ وواحدٌ وسبعونَ مليونَ دولارٍ أمريكي، وما زالَ أمامَ البلدينِ فرصًا كبيرةً، وآفاقًا عديدةً، لتعزيزِ التكامُلِ الاقتصاديِّ، وتوسيعِ التبادلِ التجاريِّ، وتنميةِ التعاونِ الاستثماريِّ؛ لذا فإنَّنا سنواصِلُ العملَ، بعونِهِ تعالى، معَ كلِّ الجِهاتِ المعنيّةِ في البلدينِ؛ لتقديمِ نموذجٍ متكاملٍ لتعاونٍ إيجابيٍّ وطيدٍ على جميعِ المستوياتِ، يَنعَمُ بخيراتِهِ الشعبينِ الصديقين".
وأضاف "إنَّ انعقادَ هذا المنتدى الاقتصاديِّ، إنّما يمثلُ خُطوةً مهمةً في الاتجاهِ الصحيحِ؛ لتحقيقِ ما يطمحُ إليه البلدان، لذا فإن وفدُ السلطنةِ المشاركِ فيهِ برئاسةِ معالي يحيى بن سعيد الجابري، رئيسِ هيئةِ المنطقةِ الاقتصاديةِ الخاصّةِ بالدُّقم، التي تعدُّ مِن أكبرِ المناطقِ الاقتصاديةِ في العالم، وعضويةِ ممثلينَ من جِهاتٍ حكوميةٍ وخاصةٍ عدةٍ، سيَحْرِصُون - دون أدنى شك - على أنْ يجعَلوا الصورةَ جليَّةً أمامَكم بشأن الفُرَصِ المتعددةِ، والإمكاناتِ الكبيرةِ، التي تشتملِ عليها القطاعاتُ والمناطقُ التي يُمثّلُونَها، وفي المقابلِ سيكونُ المنتدى فرصةً سانحةً للاستماعِ إليكم، والتحاورِ معكم حول كلِّ ما مِن شأنِهِ الارتقاءُ بمُستوى العلاقاتِ إلى ساحاتٍ أرحبَ من الشَّراكَةِ والاندماج.
لقاءات ثنائية
وقد اشتمل جدول أعمال المُنتدى على لقاءات ثنائية بين أعضاء الوفد العُماني وعدد من الجهات الحكومية المعنية بالاستثمار والتجارة الخارجية والصناعات البرازيلية بغية التعرّف على أحدث التوجهات الاستثمارية العالمية وربطها مع ما يُمكن للسلطنة أن توفره وعقد عدد من الزيارات الميدانية لأعضاء الوفد مع بعض من أكبر الشركات البرازيلية في الصناعات التحويلية والغذائية. وحول تنظيم إثراء المُنتدى والتطلعات التي يعول عليها من تنظيمه في جمهورية البرازيل، أوضح عزّان بن قاسم البوسعيدي، مدير عام البحوث والدراسات والخدمات الآلية الذي يترأس فريق إثراء خلال الزيارة إنّ تنظيم المنتدى الاقتصادي العماني
البرازيلي الذي يهدف الى فتح آفاق استثمارية جديدة مع البرازيل يأتي لإبراز السلطنة كوجهة اقتصادية جاذبة للاستثمارات الخارجية. وأكد مارسيلو سلوم، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، أن السلطنة تعتبر من أهم الدول التي تسعى جمهورية البرازيل إلى تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية معها حيث إنّها تتمتع بميزة تنافسية بسبب موقعها الاستراتيجي مما سيسهم في تسهيل عملية الدخول في الأسواق العالمية كما ستعمل الغرفة على تنظيم زيارة وفد تجاري إلى السلطنة خلال الربع الأخير من هذا العام.