مسقط – الرؤية-
أجرى المركز الوطني للتوجيه المهني دراسة وصفية لقياس اتجاهات طلاب السلطنة في الصفين العاشر والحادي عشر، نحو التدريب المهني.
وقالت رحمة بنت خميس البلوشية الباحثة في قسم البحوث بالمركز والقائمة على الدراسة: إن التعليم والتدريب المهني أصبح ضرورة ملحة في هذه المرحلة لمواكبة الحاجات الحياتية في المجتمع، بعيداً عن النظرة السلبية لهذا النوع من التعليم, ونظراً لأهمية التعليم المهني وحاجة السوق الفعلية إلى الأيدي العاملة المدربة في الكثير من المهن التي يشغل الوافدون معظمها. ومن منطلق أهمية المرحلة التي يعيشها طلاب الصفين العاشر والحادي عشر؛ باعتبارها مرحلة استكشاف حاجات وميول وقدرات الطلاب لاختيار التخصص الذي يرغبون فيه، أو المهنة التي يرغبون بها؛ باعتبار أن هذه المرحلة يكون فيها تعديل الاتجاهات أكثر سهولة من المراحل الأعلى. كانت الحاجة إلى معرفة اتجاهات طلاب الصفين العاشر والحادي عشر للتدريب المهني في السلطنة لتسهيل عملية التخطيط في التوجيه المهني للاستفادة القصوى من قدرات واستعدادات الأفراد بما ينسجم معهم ويناسب قدراتهم المهنية.
وأضافت البوشية بأن التدريب المهني في السلطنة يواجه الكثير من التحديات؛ منها: قلة الطلب على التعليم المهني خاصة الإناث، وعزوف الشباب عنه، وعدم وجود سلم تعليمي بعد التعليم المتوسط، وقد ظهرت بعض المشاكل بين صفوف المتعلمين تكمن في انتظارهم الوظيفة سنوات عديدة بعد إنهاء الدراسة الأكاديمية؛ فالشباب لا يرغبون إلا بالوظيفة الحكومية أو الإدارية، نظرا للنظرة الاجتماعية المتدنية للوظيفة المهنية، وقلة العائد المادي وكثرة ساعات العمل فيها.
وهدفت الدراسة إلى التعرف على اتجاهات طلاب الصفين العاشر والحادي عشر نحو التدريب المهني وعلاقته ببعض المتغيرات في سلطنة عمان، وتألفت عينة الدراسة من 1168 طالبا وطالبة، 550 طالبا و588 طالبة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن اتجاهات الطلاب نحو التدريب المهني كانت محايدة في الصف العاشر، وإيجابية في الصف الحادي عشر مع وجود فروق في الاتجاهات نحو التدريب المهني وفقا للنوع الاجتماعي لصالح الذكور، كما كشفت النتائج عن عدم وجود فروق في الاتجاهات نحو التدريب المهني بين المحافظات التعليمية وعدم وجود فروق في الاتجاهات نحو التدريب المهني وفقا لمستوى تعليم الأب والأم وعمل الأب في الصف العاشر. أما بالنسبة للصف الحادي عشر، فقد كشفت النتائج عن وجود فروق في الاتجاهات نحو التدريب المهني وفقا لمتغير النوع الاجتماعي لصالح الإناث، ووجود فروق في الاتجاهات نحو التدريب المهني وفقا لمتغير مستوى تعليم الأب. أما بالنسبة لمتغير عمل الأب فقد أوضحت النتائج عدم وجود فروق في اتجاهات الطلاب نحو التدريب المهني يعزى لهذا المتغير.
وأوصت الدراسة بزيادة الوعي والتثقيف الخاص بمراكز التدريب المهني والتخصصات الموجودة فيها من قبل مؤسسات التعليم العالي والتربية والتعليم ووزارة القوى العاملة مع تضمين البرامج الخاصة بالتدريب المهني في خطة التوجيه المهني وغرس الاتجاهات الايجابية نحو التدريب المهني والاستفادة من بعض التجارب العالمية في هذا المجال كالصين واليابان، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بتصميم البرامج الإرشادية لتعديل بعض الاتجاهات السلبية تجاه بعض التخصصات المهنية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة القوى العاملة.