بانكوك – وكالات -
دعت الولايات المتحدة الجيش التايلاندي أمس، إلى احترام "المبادئ الديمقراطية" والالتزام بما أعلنه عن عدم قيامه بانقلاب بعد إعلانه الأحكام العرفية في البلاد يوم الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الأميرال جون كيربي "نراقب الموقف عن كثب. ننتظر أن يصدق الجيش التايلاندي حين قال إن هذا ليس انقلابا وأنه أمر مؤقت." وأضاف "من المهم أن يحترم الجميع هناك المبادئ الديمقراطية."
وأعلن قائد الجيش التايلاندي الجنرال برايوت تشان أوتشا الأحكام العرفية، وقال إنها ستظل قائمة إلى أن يعود النظام والأمن وإنه يتحتم على الجانبين المتنازعين سياسيا إجراء حوار. وقال للصحفيين "ندعو الجانبين إلى الحضور والحديث والتوصل لطريقة لانقاذ البلاد." وقال إن الجيش تحرك لاعادة النظام واستعادة ثقة المستثمرين بعد أكثر من ستة شهور من الاضطرابات السياسية تراجع فيها الاقتصاد وإن الجيش سيتخذ اجراءات ضد كل من يستخدم السلاح ويضر بالمدنيين.
ولم يتم إبلاغ وزراء الحكومة بخطط الجيش قبل الإعلان عن الأحكام العرفية في التلفزيون.
وتمر تايلاند بأزمة سياسية منذ الإطاحة برئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا وتسعة من وزرائها في السابع من مايو بعد ان قضت محكمة بأنها أساءت استخدام السلطة.
وقال ناشط مؤيد للحكومة إن الفصائل السياسية المتناحرة في تايلاند لم تتفق أمس على وقف احتجاجاتها خلال محادثات استهدفت انهاء الأزمة بعد يوم من اعلان الجيش الأحكام العرفية.
ورغم أن الجيش نفى ان يكون تدخله المفاجيء بمثابة انقلاب فإن قائده الجنرال برايوت تشان أوتشا يحدد فيما يبدو جدول الأعمال من خلال اجبار الجماعات والمنظمات ذات الدور المحوري في الأزمة على الدخول في محادثات.
وتضمنت القضايا التي اثيرت خلال الاجتماع كيفية إصلاح النظام السياسي - وهو مطلب للمحتجين المناهضين للحكومة - وانهاء المظاهرات التي أطلقت شرارة العنف وعطلت العمل وأبعدت السياح.
وقال تيدا تاورنسيث وهو زعيم جماعة "القمصان الحمراء" السياسية المؤيدة للحكومة "عندما سئلوا عما اذا كان بإمكان كل جماعة وقف الاحتجاجات لم يصدر أي تعهد من أي جانب.. لم تكن هناك نتيجة واضحة."
وقال الأمين العام للجنة الانتخابات بوتشونج نوتراونج الذي حضر المحادثات إن كل الأطراف ستجتمع مرة أخرى اليوم. وأضاف "طلب قائد الجيش منا العودة إلى منازلنا والتفكير في الاشياء التي ناقشناها للتوصل إلى حل من أجل البلاد."
وتشهد تايلاند صراعا منذ عشرة أعوام بين رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا وبين المؤسسة الملكية.
ويعيش تاكسين في المنفى منذ عام 2008 لكنه ما زال يمارس نفوذا هائلا خاصة في الآونة الأخيرة من خلال حكومة تديرها شقيقته ينجلوك. ويحظى تاكسين ملياردير الاتصالات السابق بتأييد الفقراء في الريف والحضر.
وقبل أسبوعين أجبرت محكمة تايلاندية يانجلوك على التنحي كرئيسة للوزراء لكن حكومتها الانتقالية لا تزال في السلطة رغم اعلان الأحكام العرفية والاحتجاجات المستمرة منذ ستة اشهر والتي اتسمت أحيانا بالعنف بهدف الإطاحة بحكومتها.
ودفعت الاضطرابات البلاد إلى حافة الركود بل وأثارت المخاوف من حدوث حرب أهلية. ويعارض المحتجون المناهضون للحكومة إجراء انتخابات من المرجح أن يفوز فيها الموالون لتاكسين. ويريدون تنصيب رئيس حكومة "محايدا" للاشراف على اصلاحات انتخابية تهدف إلى انهاء نفوذ تاكسين.
من جهتها ترى الحكومة أن اجراء انتخابات عامة هو السبيل الأمثل للمضي قدما واقترحت اجراءها في الثالث من أغسطس. وكان المحتجون المناهضون للحكومة عطلوا انتخابات في فبراير شباط والتي ألغيت في وقت لاحق وتعهدوا بتكرار ذلك.
وقال تيدا إن المحادثات تناولت ما إذا كانت الاطراف ستقبل برئيس حكومة انتقالي وما هي الإصلاحات التي يمكن تطبيقها.
وقال متحدث باسم الجيش إن كل الاطراف ستنصرف للتفكير في الأمر. وقال نائب المتحدث باسم الجيش وينتاي سوفاري للصحفيين "لم يتم التوصل إلى نتيجة. الأمر اشبه بواجب منزلي سلم لكل طرف لانجازه."
وتقول مصادر عسكرية إن من المعتقد أن قائد الجيش يفضل أن يعين مجلس الشيوخ رئيسا مؤقتا للوزراء يتولى الإشراف على الإصلاحات. وقتل 28 شخصا وأصيب 700 منذ تفجر احدث فصل في الصراع على السلطة بين تاكسين والنخبة الملكية أواخر العام الماضي. وما زال المحتجون المناهضون للحكومة والمحتجون المؤيدون لها يتظاهرون بأعداد كبيرة لكن الجيش حصر احتجاجاتهم في مواقع تظاهرهما المنفصلة ولم ترد انباء عن حدوث اضطرابات خلال الليل.
وقال قائد الجيش الجنرال برايوت تشان إنه فرض الأحكام العرفية لاستعادة النظام وتقول الحكومة الانتقالية انها لا تزال تدير شؤون البلاد.
ودعت الولايات المتحدة الجيش التايلاندي لاحترام "المباديء الديمقراطية". وكانت واشنطن قطعت المساعدات عن جيش الدولة الحليفة لها بعد الاطاحة بتاكسين عام 2006 في أحدث حلقة من الانقلابات العسكرية المتكررة في تايلاند.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الاميرال جون كيربي "نراقب الموقف عن كثب. نتوقع ان يصدق الجيش التايلاندي في قوله ان هذا ليس انقلابا وانه أمر مؤقت." وتقول منظمات حقوق الانسان إن اعلان الأحكام العرفية يماثل الانقلاب.