مسقط - الرؤية
نظَّمت الشركة العمانية لإدارة المطارات زيارة إلى المملكة المتحدة؛ وذلك للاطلاع على تجربة إدارة وتشغيل مطار هيثرو؛ من حيث إدارة الأصول والممتلكات والورش والمخازن والمجال الجوي؛ وذلك خلال الفترة من 15-17 من مايو الجاري.
وتضمَّنت الزيارة التي نظمتها الشركة العمانية لإدارة المطارات، وشارك فيها وفد من الشركة العمانية لإدارة المطارات واللجنة الفنية المشرفة على مشروع تطوير المطارات التابعة لوزارة النقل والاتصالات والطيران العماني: الاطلاع على عمليات التشغيل التجريبي لمبنى 2 بمطار هيثرو، والذي أطلق عليه "مبنى الملكة"، وتم إعادة بنائه من جديد، والمتوقع أن يُفتتح في 4 من شهر يونيو المقبل؛ حيث تعد هذه التجربة فرصة لأعضاء الوفد متابعة عمليات التشغيل التجريبي ومعرفة ما إذا كانت هناك صعوبات قد تواجه عملية التشغيل خاصة مع قرب البدء بعملية التشغيل التجريبي لمطار صلالة.. وتأتي هذه الزيارة في إطار اهتمام الشركة العمانية لإدارة المطارات للاطلاع على التجارب والخبرات للشركة العالمية المتخصصة في مجال إدارة وتشغيل المطار من جهة، وأيضا بحث مجالات التعاون والشراكة فيما بين الشركة وإدارة مطار هيثرو من جهة أخرى؛ كونه يُعتبر من أكبر المطارات العالمية من حيث الحجم والسعة وأعداد المسافرين، هذا بجانب التاريخ الطويل لمسيرة وتجربة المطار والتي تمتد لسنوات طويلة.
كما تستهدف الزيارة إطلاع الوفد على طبيعة هذه المطارات وطرق إدارتها وتشغيلها خاصة مع قرب البدء بتشغيل مطار صلالة واكتمال الجزء الأكبر من مطار مسقط الدولي؛ وبالتالي فهناك العديد من الخطوات والبرامج التي يجب القيام بها قبل البدء بعمليات التشغيل الفعلي واختبار الأنظمة والبرامج ومرافق المطار بدء من دخول المسافر لأرض لمطار وحتى إقلاع الطائرة، وهذا ما تحاول الشركة -بالتعاون مع اللجنة الفنية- ترجمته من خلال تكثيف برامج الزيارات لمطارات عالمية، والمشاركة في المعارض والفعاليات الدولية المتخصصة بمجال المطارات والوقوف على المكامن والنقاط بالنسبة لتشغيل وإدارة المطارات الجديدة. وقام الوفد -الذي يرأسه الدكتور جمعة بن علي آل جمعة رئيس مجلس إدارة الشركة العمانية لإدارة المطارات- في اليوم الأول للزيارة، بجولة في الجانب الجوي لمطار هيثرو؛ حيث استمع الوفد إلى شرح مفصل حول آلية تشغيل مواقف الطائرات المتصلة بالمبنى لجميع فئات الطائرات كما شاهدوا حركة المناولة الأرضية لإحدى طائرات بوينج 747. وزار الوفد في نفس اليوم برج المراقبة حيث قدمت شركة ناتس "NATS" عرضا حول طبيعة عمل برج المراقبة وآلية مراقبة حركة الطيران في مطار يعتبر من أكبر المجالات الجوية ازدحاما في العالم، وطرق التنسيق بين مراقبي الحركة الجوية والشركة المشغلة للمطار. واستمعت اللجنة لكل من جون براودلف مدير شركة ناتس في مطار هيثرو ورد بالدوين مدير أول ساحة المطار عن تجربتهم في إدارة الجانب الجوي لمطار هيثرو، والاستفادة من تلك التجارب في عمليات تشغيل مطاري مسقط الدولي وصلالة الجديدين.
والتقت اللجنة مع المهندس شون هوركان كبير المهندسين في مطار هيثرو؛ والذي قدم شرحا مفصلا لتجربة مطار هيثرو في إدارة الأصول بالإضافة للنهج الذي تتبعه إدارة المطار لإضافة مرافق وأنظمة وأصول المبنى رقم 2 الجديد لاستراتيجية إدارة الأصول. وقام أعضاء اللجنة الفنية في اليوم الثاني -على هامش الزيارة، التي نظمتها الشركة لزيارة مبنى الملكة- بزيارة لشركة ويلسون جيمس المسؤولة عن جميع الأعمال اللوجيستية لمطار هيثرو؛ حيث قدم كل من مارك دوبسون الرئيس التنفيذي، وشون كيلي مدير العمليات، عرضا مرئيا مفصلا للعمليات اللوجيستية وطرق إدارتها في المطار. وبعدها، اطلع الوفد على المرافق التي تقع إدارتها تحت شركة ويلسون مثل لعب الأطفال ومركز الأعمال اللوجيستية الهندسية الثقيلة لجميع أعمال التشييد في موقع المطار الذي يشغل مساحة تزيد على 12 ميلا مربعا.
وتضمنت فعاليات اليوم الثالث مشاهدة العمليات التجريبية الأخيرة لجميع مرافق وأنظمة وعمليات التشغيل في المبنى الجديد رقم 2 والذي سمي بـ"مبنى الملكة" تكريما للملكة إليزابيث ملكة بريطانيا. فشهدت العمليات التجريبية مشاركة ما يقارب الـ3000 متطوع قام بدور المسافرين؛ ليكونوا جزءًا من العملية التجريبية للتأكد من اكتمال جاهزية المطار. واستعرض كل من جون هولاند كاي الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو ونيل كلارك رئيس المعلومات وبارين وودهيد مدير مشروع وعمليات المبنى 2 تجربتهم بدءًا من بداية أعمال التشييد والإنشاء إلى فترة جاهزية العمليات والإعداد للافتتاح والتشغيل وما بعد الافتتاح.
كما التقى وفد اللجنة الفنية سالي بلاك وول مديرة الجاهزية بمطار هيثرو، والتي قدمت شرحا مفصلا عن جميع الجوانب والإعداد للعمليات التشغيلية، وبدون شك فإن الفريق الفني استفاد من كل المشاهدات واللقاءات وإمكانيات التطبيق والتنفيذ بالنسبة لمطاري مسقط الدولي ومطار صلالة.
وقد حققت الزيارة استفادة ونتائج جيدة؛ منها: التأكد من الانتهاء من أعمال الإنشاء والتشييد قبل الشروع في العمليات التشغيلية التجريبية لضمان خلو الموقع من المخاطر، والتأكد من سلامة المتطوعين والمشاركين مشاركة جميع الموظفين في التدريب التعريفي بشكل موسع لضمان سلاسة وصولهم لمواقع العمل ومعرفتهم التامة لطرق وآلية تشغيل الانظمة . وهذه أحد الدروس المستفادة من الصعوبات التي واجهها الافتتاح الشغيلي لمبنى رقم 5 لمطار هيثرو قبل 6 سنوات بجانب التأكد من بدء العمليات التشغيلية التجريبية بشكل متدرج بدءا باختبار كل جزئية على حدة ومن ثم التوسع بعد التأكد من نجاح كل عملية لضم جميع المرافق والانظمة والعمليات التشغيلية حتى الوصول إلى العمليات التشغيلية التجريبية الشاملة، والتي من خلالها يتم اختبار وتجريب كل مرافق وعمليات وانظمة المطار مجتمعة في وقت واحد لمحاكاة العمليات التشغيلية الفعلية بعد الافتتاح.
ويُشار إلى أنه أنه سيسبق افتتاح مبنى مطار صلالة الجديد فترة "جاهزية العمليات والانتقال"، والتي تمتد من تاريخ انتهاء أعمال الإنشاء والتشييد حتى اليوم المقرر للافتتاح ويتخلل التدريب التعريفي الشامل لجميع موظفي المطار والذين سيقارب عددهم الـ2700 موظف من جميع الجهات المعنية بتشغيل المطار، إضافة الى التدريب على إجراءات العمل القياسية والتي يزيد عددها على 265 إجراءً، كما ستتدرج العمليات التجريبية ابتداءً بالعمليات التجريبية المبسطة، وانتهاءً بالعمليات التجريبية الشاملة، والتي تتطلب وجود أكثر من 1000 متطوع كمسافرين وأكثر من 2600 حقيبة لمحاكاة العمليات التشغيلة، والذي صمم المطار لاستيعابها. وكشرط أساسي لهذه العمليات، فإنه يتوجب تدريب جميع المشغلين على الأنظمة والأجهزة قبل البدء في العلميات التجريبية لضمان نجاح تلك العمليات وسلاسة الانتقال الى العلميات التي تليها، وهي تعتبر الأكثر تعقيدا وتتطلب هذه العمليات التي ستستغرق أشهر جهود كبيرة من الإعداد والتخطيط والدعم اللوجيستي والإشراف والتنسيق بين الجهات.