السفير الياباني :عمان المزدهرة اقتصاديا ع

[أخبار السلطنة]

قال السفير الياباني المعتمد لدى السلطنة سعادة سيجي موريموتو

المزيد من التفاصيل

[ابن القانون]

قال السفير الياباني المعتمد لدى السلطنة سعادة سيجي موريموتو إن العلاقات الثنائية بين بلاده والسلطنة قد أحرزت تقدما ممتازا على مدى العقود الماضية، وقال "يرتبط بلدانا اليوم بروابط قوية جدا وقد كان اعتلاء حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد للعرش عام 1970 سببا في بداية الازدهار الحقيقي للعلاقة بين بلدينا في مختلف المجالات".

وأضاف الدبلوماسي الياباني: من خلال التنمية الاقتصادية المستدامة خلال النهضة المباركة، أصبحت عمان دولة حديثة ذات إمكانيات صناعية هائلة. ويسعدني أن أشير إلى أن اليابان قد تعاونت بشكل وثيق مع عمان في عملية البناء والتحديث. وقد ارتبطت كل من اليابان، كأمة تمتلك التكنولوجيا المتقدمة، وعمان الثرية بمواردها البشرية والطبيعية، في مبادرات تكميلية نموذجية للفائدة المشتركة في تبادل السلع والخدمات. وأعتقد أن عمان واليابان هما اليوم شريكان لا يستغني أحد منهما عن الآخر في كثير من المجالات؛ وكسفير لليابان في السلطنة، يسعدني كثيرا أن أشهد ثمار هذا التعاون المشترك.

واوضح أن إحدى أبرز الخصائص التي تميز العلاقات بين البلدين هي أن كلا من اليابان وعمان لديهما أسرة مالكة، وهو الأمر المتجذر في تقاليد كلا البلدين. ويمثل الاحترام والثقة المتبادلين بين الأسرتين المالكتين العمود الفقري للعلاقة الممتازة بين مواطني اليابان وعمان.

واضاف متابعا: أستطيع القول بفخر أن قادتنا يتقاسمون الفلسفة المتمثلة في أن تنمية الموارد البشرية هي أساس بناء الأمة. ومن هذا المنظور نؤكد كلانا على أهمية تعليم وتمكين الشباب والمرأة. وأنا سعيد جدا بأن أشارك بقناعتي بأنه من خلال التوجيه الحكيم لقادتنا، فإن البلدين قد حققت كل منهما دولة حديثة متقدمة؛ بيد أن كلا منهما قد حافظت على تقاليدها القديمة وتراثها.

وتحدث السفير الياباني بإسهاب عن جوانب العلاقات بين اليابان والسلطنة فأوضح قائلا: لقد احتضنت كل من عمان واليابان علاقاتهما التقليدية منذ وقت طويل جدا. وفي الحقيقة، وكما تظهر السجلات التاريخية القيمة، فقد كان هناك اتصال بين اليابان وعمان منذ أكثر من ثلاثة قرون في القرن السابع عشر. كما أن كلا من السلطان تيمور بن فيصل والسلطان سعيد بن تيمور قد زارا اليابان في ثلاثينيات القرن الماضي وعززا من العلاقات بين البلدين ومن ناحية أخرى، فرغم أنه من الناحية الجغرافية تعد عمان هي أقرب بلد في الخليج لليابان، فإنها مازالت من الناحية النفسية بعيدة تماما بالنسبة لمعظم اليابانيين. ومن ثم فإنني أعتقد أنه بالإضافة إلى تبادل السلع والخدمات، فإن تبادل البشر سيكون ذا أهمية كبيرة في المرحلة المقبلة من التعاون بين بلدينا.

وفي هذا الصدد، يمكن أن تلعب السياحة دورا محوريا. فعمان غنية بطبيعتها وتراثها الثقافي، وهو الأمر الذي يثمنه اليابانيون. وأنا آمل من كل قلبي أن يبدأ الطيران العماني رحلات مباشرة إلى اليابان في المستقبل القريب من أجل تعزيز تبادل المسافرين والسائحين بين البلدين. كما أن تبادل الشباب مهم جدا لأنه يمكن أن يوسع من آفاقهم ويوصل بعض الشباب الياباني والعماني إلى تفاهم مشترك. ومن أجل هذا الغرض، أود أن أستمر في تشجيعي لتبادل البرامج التي تشمل برامج المنح الدراسية الوطنية، ومن ثم إتاحة الفرص للطلاب العمانيين للتعرف على اليابان وثقافتها.

وتحدث عن انطباعاته عن الشعب العماني فقال: أما بخصوص الشعب والمجتمع العماني، فقد أقامت عمان في يوم من الأيام عالما تجاريا شمل حافة المحيط الهندي من غرب آسيا إلى شرق أفريقيا. وأعتقد أنه من خلال الاتصال بكثير من الثقافات المختلفة في حافة المحيط الهندي، فقد اكتسب الشعب العماني روحا عالمية. وهذا هو السبب في أن الناس في عمان متفتحو الذهن ويتوددون إلى الغرباء. وقد أدهشني كثيرا كرم الضيافة الذي لقيته هنا وهناك في السلطنة، وهو يذكرني بنفس النوع من كرم الضيافة الذي نوليه أهمية كبيرة في اليابان. ولسعادتي فأنا أرى أيضا تشابهات في المجتمع العماني، حيث، تماما كما في اليابان، ترى الروابط بين أفراد الأسرة قوية والاحترام لكبار السن هو قيمة اجتماعية.

وتطرق السفير الياباني الى دور الاقتصاد في العلاقات بين البلدين فقال: يسرني أن أشير إلى أنه خلال عهد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد تعاونت اليابان وعمان عن كثب في مشروعات تحديث عديدة مختلفة تنصب على تنمية المنشآت الصناعية والمرتبطة بالبنية الأساسية في السلطنة، مثل الموانئ والطرق والجسور – إضافة إلى مصافي النفط ومصانع البتروكيماوينات وشركة ملاحية. كما أنني فخور أيضا أن أقول إن اليابان قد وصلت إلى مكانة الشريك التجاري الأول للسلطنة، وهي الشراكة التي وصل حجمها إلى عشرة بلايين دولار في عام 2008. ومن جانبها، تستورد اليابان نحو 10% من النفط والغاز من سلطنة عمان.

وبناء على هذه الإنجازات، فإن عمان واليابان جاهزتان لتعزيز تعاونهما المستقبلي في مثل هذه المجالات المتقدمة تكنولوجيا مثل الطاقات المتجدةة وتوفير الطاقة إضافة إلى البحث العلمي. وفي المجال الاقتصادي، تعد كل من اليابان وعمان شريكين مهمين يعتمد كل منهما على الآخر.

كما أن لعمان أهمية جيوسياسية خاصة في المنطقة، حيث يقع مضيق هرمز، وهو المعبر الاستراتيجي الدولي، في نطاق مياهها الإقليمية؛ وتستورد اليابان نحو 80% من النفط الذي تحتاجه عبر هذا المضيق. واستقرار المنطقة أمر حيوي للغاية، ليس فقط بالنسبة لليابان، بل أيضا بالنسبة لكل العالم. كما أعتقد أن سياسة حسن الجوار التي تنتهجها عمان هي مساهم كبير في استقرار منطقة الخليج. واليابان تثمن هذه السياسة التي يوجهها السلام. والمبادرة القوية لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد للحفاظ على التماسك والترابط بين دول مجلس التعاون الخليجي تكمل وتعزز هذه السياسة.

وبفضل المساعدة التي قدمتها الحكومة العمانية، شارك أسطول قوة الدفاع عن النفس البحرية اليابانية في عملية مناهضة القرصنة في خليج عدن وقبالة شواطئ الصومال، وهو ما يمكن أن يوصف بأنه جهد مشترك من أجل الاستقرار الإقليمي.

وعمان المزدهرة اقتصادية على حافة شبه الجزيرة العربية هي في حد ذاتها عامل إرساء استقرار كبير في المنطقة. وفي ظل التوجيه الحكيم المستمر لقيادتها، لم تتأثر عمان كثيرا بالأزمة الاقتصادية العالمية.

بيد أنه مازال يجب التوصل إلى سلام الشرق الأوسط لجلب المزيد من الأمن والاستقرار إلى المنطقة. ويعجبني كثيرا جهد الحكومة العمانية في تسهيل بناء الثقة في عملية السلام الثنائية من خلال أنشطة مركز أبحاث تحلية المياه في الشرق الأوسط والذي يقع مقره في مسقط.

وفي ختام حديثه قال السفير الياباني: يسعدني كثيرا أن أعلق على أهمية الذكرى الأربعين للنهضة العمانية في سياق علاقات اليابان المتنامية دائما مع عمان وأتطلع إلى المزيد من الإسهام في الاحتفالات التي ستتم في الأسابيع القليلة القادمة.