لكن ما فآجأني اليوم وفي صباح يوم الأربعاءما نشرته الصحف العمانية عن وفاة مؤلف ذلك الكتاب الذي لا أتذكر منه سوى الصورالأبيض والأسود، تلك الصور البيضاء فقط التي ألهمت الكثيرين من الأوروبيين والأجانبلخدمة العمانيين في الطب، المفآجأة هو أن يكون ذلك الكتاب لـ " دون بوش الذيمات صباح الأمس من تاريخ هذه التدوينة، تاركا وراء الذكريات والحب والرحمةوالتقدير لأجدادنا الذين خدمهم وجلس الى جانبهم ومنحهم من وقته ومن صحته ومنتضحياته الكثير.
دون بوش أو دونالد بوش كما كان يعرف، عمل في عمان وخدم البسطاء من أهلها في وقت كانفيه امراض مثل : " الكوليرا، الحصبة ، والملاريا " تحصد أرواح العمانيينبالمئات. وحسب ما يقول أحد الزملاء المقربين منه انه كان خلال فترة عمله احيانايعاين أكثر من 200 مريض يوميا دون توقف. فأي رحمة وأي صبر يملأ قلبك ايها الطبيبالإنساني وانت الذي مت مصارعا للمرض، صبرت وتعبت من أجل الكثيرين في عمان اولئكالاجداد الذيم لم نرهم، أولئك الأجداد الذي انجبوا ابناء عمان الحاليين الذي بنواالبلاد وقادوا السلطنة واحفادهم الذي يكملون المسير.
لا تستوعبك الكلمات الآن، فنم ايها الإنسانوأغمض عينيك بعيدا عن تعب الدنيا وعن آهات المرض، فأصدقاؤك الذين أحبوك وعرفوكيقيمون الصلوات من أجلك في الكنيسة البروتستانية بغلا في محافظة مسقط وجواقات الترتيل تقرأ الدعوات الأخيرة لروحك فيبيتك في قرية حرامل العمانية .
رحمك الله ايها الإنسان الذي قادني اليككتاب.