نشعر بالخوف من الإعصار الجديد يا وزارة الصحة..
منذ فترة طويلة لم أشعر بهكذا خوف، ربما آخر ( خوف ) حاد شعرنا به نحن العمانيون كان في شهر يونيو عام الفين وسبعة للميلاد ( 2007 ) عندما تلقفنا في وسائل الإعلام أخبار الإعصار المداري الذي ضرب سواحل السلطنة وأستطاع أن يسجننا في بيوتنا مع حالة من القلق والهلع!! ورغم ان خبر الإعصار المدراي جائنا من قناة الجزيرة وقنوات أخرى مجاورة قبل خمسة ايام من قدوم الإعصار، ، الإ أننا لم نتلقى التحذيرات الحقيقية من اللجنة الوطنية لمواجهة الإعصار سوى قبل يومين فقط من وقوع الكارثة!!،
عموما هذا كله لا يهم، لأن ما سأتحدث عنه اليوم هو ( اعصار أنفلونزا الخنازير ( وما يطلق عليه H1 N1 ) حاليا ) والذي هاجم العالم قبل عدة أشهر، ليصل الى أرض السلطنة في شهر 7 من عام 2009 ، بعد أصابة عدد من الطلاب العمانيين القادمين من الخارج بعد انتهاء الفصل الدراسي ( في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا ).. ورغم ان المرض لم يكن مخيفا، لأننا وبصراحة كعامة الشعوب الخليجية، لا نأبه كثيرا بما تردده وسائل الإعلام، ولا نصدق حتى نرى الشيء بأعيننا ولأن الإعلام العماني الرسمي أستطاع أن يطمئن المواطنين بطريقته التقليدية، التي تعودنا عليها، من خلال الطمأنة وامتصاص الخوف، حيث أستطاع خالد الزدجالي من أستضافة أول ثلاث حالات ( تماثلت للشفاء كما يقول الإعلام العماني ) وأستطاع بذلك التأكيد بأن المرض ليس بتلك الخطورة التي رسمها الكثيرون في مخليتهم.
لكن ما بدأ يتضح لنا من خلال هذه الأيام بأن الوضع أصبح شبه " خطير "، فأرتفاع حالات الإصابة التي تم رصدها من قبل اللجنة الوطنية لمتابعة المرض في وزارة الصحة بلغ ربما ( 1056 حالة ) وربما العدد أكبر بكثير !! في حين أرتفع عدد الوفيات الى تسع حالات - ثمانية ( عمانيين ) وحالة واحدة هي أمراة آسيوية هندية، بعد أن كان عدد المصابين قبل أسبوعين تقريبا يساوي 400 حالة ( معظمها تماثلت للشفاء حسبما قالت وزارة التلفزيون والإذاعة والصحافة العمانية ووزارة الصحة والأدوية والمعدات الطبية ) ولكن رغم ذلك لا يزال الإعلام العماني ساكنا صامتا، خاصة مع قدوم شهر رمضان ( المبارك )، فلا نسمع في الإذاعة أو التلفزيون عن أي مستجدات حقيقة وملموسة حول تداعيات أنتشار المرض، حيث لا نجد تقارير تلفزيونية ولا إذاعية مفصلة حول المرض وآثاره النفسية والصحية ، في حين تضج الصحافة اليومية بعشرات الإخبار والتقارير والمقالات الصحفية والتي أصبحت تشكل حلقة ضغط واضحة على وزارة الصحة.
وهنا أون أشير الى نقطة وهي أن ما قاله الإعلامي القدير خالد الزدجالي في الحلقة التي أستضاف فيها اوائل المصابين بالمرض فيما يخض عدم وجود مخاوف وشكوك حول خطورة المرض، دعانا الى ان نشعر وان نقول بأن فعلا لا شيء يدعوا للخوف، بعكس ما قام به الإعلامي القدير خالد الزدجالي في إعصار جونو عندما بكى أمام المشاهدين وأستطاع بذلك المشهد من رفع حالة الخوف لدى المواطنين وهذا كما أراه من منظوري أمر طبيعي بإعتبار أن حالة الإعصار تختلف عن حالة الأنفلونزا، كما أن بداية ظهور المرض لم يكن بهذا الشكل الذي أصبح عليه الآن، فالمرض ينتشر بسرعة هائلة، والوفيات تتزايد..
وربما خبر وفاة الشاب العماني الذي يبلغ من العمر 25 سنة، زاد من حدة المخاوف لدى المواطنين، وقد رأيت ذلك شخصيا في اعينهم حينما كنت أجري أستطلاعا سريعا للصحيفة التي أعمل بها حول رغبة المواطنين في تعطيل العام الدراسي لأربعة أشهر أخرى، حيث التقيت مع مجموعة من الآباء والأمهات والذي كانوا يشعرون بالأسف على الوضع الذي أصبح عليه " انتشار المرض " خاصة بعد سماعهم لقصة وفاة الشاب العماني، لا سيما بعد ما أكدته وزارة الصحة في تقريرها بأن جسم الشاب المتوفي لم يبدي أي تجاوب للأدوية والعناية الصحية التي منحت له، وهذا بدوره يجعل المواطنين العمانيين في حالة من الخوف والهلع، وربما سيقودهم الى رفع قيمة فاتورة المياه، خاصة مع الدعوات المتكررة من قبل وزارة الصحة للإهتام بالنظافة الشخصية " وغسل اليدين " ولكن هل بإمكان الماء أن يكون الحل الأنسب، خاصة مع كثرة الأدوات والوسائل التي قد ينتقل معها الفيروس، فما أعلمه أن المواطنون العمانيون لا يفعلون ما يفعله " خليل الخنجي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان في بيت عائلته، عندما صرّح في برنامج " على السحور الذي يبثه التلفزيون العماني " حيث قال: في بيت العائلة أطالب من كل شخص يود مصافحتنا أن يغسل يديه جيدا بالماء والصابون وبإستخدام المعقمات الصحية بشكل مستمر،، فهل تستطيع العائلة العمانية البسيطة التي تعودت على البساطة أن تستخدم كل تلك الإحتياطات التي يستخدها رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان؟!!
رسالة الى معالي الوزير ( وزير الصحة )
وهنا أود أن أوجه رسالة الى وزير الصحة الذي أصبح واقفا أمام فوهة الأضواء المسلطة على وزارته، وكأنما أصبحنا نعيش في حالة إختبار حقيقي لوزارة الصحة وللوزير الموقر، لا سيما مع تداعيات انتشار المرض والإجراءات المتبعة، والحملة المستمرة من أجل محاصرة المرض، وهنا أتسائل: هل بإمكان الوزارة أن تكون اكثر شفافية فيما يحدث في محافظة ظفار، فهي نفت قطعيا وجود مرض مجهول في المحافظة في فترة الخريف، وأكدت بأنه لا يوجد داع للخوف من كل تلك الشائعات التي ترددت في الشارع العماني، ولكنكم يا معالي الوزير لم تخرجوا للتلفزيون في هذه الأزمة التي أصبحنا في واجهتها، لم تخرجوا للتلفزيون وبشكل علني لتخبرونا عن الحقائق الكاملة المرتبطة بالمرض وسرعة انتشاره، وعن عدد الوفيات، خاصة مع تزايد حالات الوفاة في محافظة ظفار، هل من الممكن أن توضحوا للشعب العماني الذي أصبح يعيش حالة خوف في كل مكان يذهب اليه ( المسجد، البيت، الدكان، المركز التجاري ) كل مكان، أن توضح له حجم المشكلة وخطورتها بكل شفافية؟!!
وهل يمكن أن توضحوا لنا تفاصيل المرض وخطورته خاصة مع وفاة شاب عماني يبلغ من العمر 25 عاما ( كان بكامل قوته البدنية وعافيته الصحية ) رغم أنكم قلتم بأن المرض قد يقتل الأطفال والكبار في السن، والناس ( قليلي المناعة )، فكيف يمكن لشاب صحيح صحيا وبدنيا أن يتوفى جراء فيروس لا يمكنه أن يقتل سوى " ضعيفي المناعة "رغم أيماني الكلي بأن الحياة والممات بيد الله سبحانه وتعالى، ولا يخفي عليك شيء يا معالي الوزير بأنني أصبحت أشك في الكثير مما تقوله وزارة الصحة، فما قالته وزارتكم حول عدم وجود مخاوف لإنتشار المرض بشكل فظيع في محافظة ظفار شيء، وزيارة وكيل وزارة الصحة وذهابه شخصيا الى المحافظة لتنظيم ندوة يترأسها سعادته شخصيا ليتحدث فيها عن المرض وتداعياته وخطورته شيء آخر، أظن يا وزير الصحة بأن الأمر أصبح مكشوفا وأن الوضع أصبح " خطيرا "..
تركي البلوشي
منذ فترة طويلة لم أشعر بهكذا خوف، ربما آخر ( خوف ) حاد شعرنا به نحن العمانيون كان في شهر يونيو عام الفين وسبعة للميلاد ( 2007 ) عندما تلقفنا في وسائل الإعلام أخبار الإعصار المداري الذي ضرب سواحل السلطنة وأستطاع أن يسجننا في بيوتنا مع حالة من القلق والهلع!! ورغم ان خبر الإعصار المدراي جائنا من قناة الجزيرة وقنوات أخرى مجاورة قبل خمسة ايام من قدوم الإعصار، ، الإ أننا لم نتلقى التحذيرات الحقيقية من اللجنة الوطنية لمواجهة الإعصار سوى قبل يومين فقط من وقوع الكارثة!!،
عموما هذا كله لا يهم، لأن ما سأتحدث عنه اليوم هو ( اعصار أنفلونزا الخنازير ( وما يطلق عليه H1 N1 ) حاليا ) والذي هاجم العالم قبل عدة أشهر، ليصل الى أرض السلطنة في شهر 7 من عام 2009 ، بعد أصابة عدد من الطلاب العمانيين القادمين من الخارج بعد انتهاء الفصل الدراسي ( في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا ).. ورغم ان المرض لم يكن مخيفا، لأننا وبصراحة كعامة الشعوب الخليجية، لا نأبه كثيرا بما تردده وسائل الإعلام، ولا نصدق حتى نرى الشيء بأعيننا ولأن الإعلام العماني الرسمي أستطاع أن يطمئن المواطنين بطريقته التقليدية، التي تعودنا عليها، من خلال الطمأنة وامتصاص الخوف، حيث أستطاع خالد الزدجالي من أستضافة أول ثلاث حالات ( تماثلت للشفاء كما يقول الإعلام العماني ) وأستطاع بذلك التأكيد بأن المرض ليس بتلك الخطورة التي رسمها الكثيرون في مخليتهم.
لكن ما بدأ يتضح لنا من خلال هذه الأيام بأن الوضع أصبح شبه " خطير "، فأرتفاع حالات الإصابة التي تم رصدها من قبل اللجنة الوطنية لمتابعة المرض في وزارة الصحة بلغ ربما ( 1056 حالة ) وربما العدد أكبر بكثير !! في حين أرتفع عدد الوفيات الى تسع حالات - ثمانية ( عمانيين ) وحالة واحدة هي أمراة آسيوية هندية، بعد أن كان عدد المصابين قبل أسبوعين تقريبا يساوي 400 حالة ( معظمها تماثلت للشفاء حسبما قالت وزارة التلفزيون والإذاعة والصحافة العمانية ووزارة الصحة والأدوية والمعدات الطبية ) ولكن رغم ذلك لا يزال الإعلام العماني ساكنا صامتا، خاصة مع قدوم شهر رمضان ( المبارك )، فلا نسمع في الإذاعة أو التلفزيون عن أي مستجدات حقيقة وملموسة حول تداعيات أنتشار المرض، حيث لا نجد تقارير تلفزيونية ولا إذاعية مفصلة حول المرض وآثاره النفسية والصحية ، في حين تضج الصحافة اليومية بعشرات الإخبار والتقارير والمقالات الصحفية والتي أصبحت تشكل حلقة ضغط واضحة على وزارة الصحة.
وهنا أون أشير الى نقطة وهي أن ما قاله الإعلامي القدير خالد الزدجالي في الحلقة التي أستضاف فيها اوائل المصابين بالمرض فيما يخض عدم وجود مخاوف وشكوك حول خطورة المرض، دعانا الى ان نشعر وان نقول بأن فعلا لا شيء يدعوا للخوف، بعكس ما قام به الإعلامي القدير خالد الزدجالي في إعصار جونو عندما بكى أمام المشاهدين وأستطاع بذلك المشهد من رفع حالة الخوف لدى المواطنين وهذا كما أراه من منظوري أمر طبيعي بإعتبار أن حالة الإعصار تختلف عن حالة الأنفلونزا، كما أن بداية ظهور المرض لم يكن بهذا الشكل الذي أصبح عليه الآن، فالمرض ينتشر بسرعة هائلة، والوفيات تتزايد..
وربما خبر وفاة الشاب العماني الذي يبلغ من العمر 25 سنة، زاد من حدة المخاوف لدى المواطنين، وقد رأيت ذلك شخصيا في اعينهم حينما كنت أجري أستطلاعا سريعا للصحيفة التي أعمل بها حول رغبة المواطنين في تعطيل العام الدراسي لأربعة أشهر أخرى، حيث التقيت مع مجموعة من الآباء والأمهات والذي كانوا يشعرون بالأسف على الوضع الذي أصبح عليه " انتشار المرض " خاصة بعد سماعهم لقصة وفاة الشاب العماني، لا سيما بعد ما أكدته وزارة الصحة في تقريرها بأن جسم الشاب المتوفي لم يبدي أي تجاوب للأدوية والعناية الصحية التي منحت له، وهذا بدوره يجعل المواطنين العمانيين في حالة من الخوف والهلع، وربما سيقودهم الى رفع قيمة فاتورة المياه، خاصة مع الدعوات المتكررة من قبل وزارة الصحة للإهتام بالنظافة الشخصية " وغسل اليدين " ولكن هل بإمكان الماء أن يكون الحل الأنسب، خاصة مع كثرة الأدوات والوسائل التي قد ينتقل معها الفيروس، فما أعلمه أن المواطنون العمانيون لا يفعلون ما يفعله " خليل الخنجي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان في بيت عائلته، عندما صرّح في برنامج " على السحور الذي يبثه التلفزيون العماني " حيث قال: في بيت العائلة أطالب من كل شخص يود مصافحتنا أن يغسل يديه جيدا بالماء والصابون وبإستخدام المعقمات الصحية بشكل مستمر،، فهل تستطيع العائلة العمانية البسيطة التي تعودت على البساطة أن تستخدم كل تلك الإحتياطات التي يستخدها رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان؟!!
رسالة الى معالي الوزير ( وزير الصحة )
وهنا أود أن أوجه رسالة الى وزير الصحة الذي أصبح واقفا أمام فوهة الأضواء المسلطة على وزارته، وكأنما أصبحنا نعيش في حالة إختبار حقيقي لوزارة الصحة وللوزير الموقر، لا سيما مع تداعيات انتشار المرض والإجراءات المتبعة، والحملة المستمرة من أجل محاصرة المرض، وهنا أتسائل: هل بإمكان الوزارة أن تكون اكثر شفافية فيما يحدث في محافظة ظفار، فهي نفت قطعيا وجود مرض مجهول في المحافظة في فترة الخريف، وأكدت بأنه لا يوجد داع للخوف من كل تلك الشائعات التي ترددت في الشارع العماني، ولكنكم يا معالي الوزير لم تخرجوا للتلفزيون في هذه الأزمة التي أصبحنا في واجهتها، لم تخرجوا للتلفزيون وبشكل علني لتخبرونا عن الحقائق الكاملة المرتبطة بالمرض وسرعة انتشاره، وعن عدد الوفيات، خاصة مع تزايد حالات الوفاة في محافظة ظفار، هل من الممكن أن توضحوا للشعب العماني الذي أصبح يعيش حالة خوف في كل مكان يذهب اليه ( المسجد، البيت، الدكان، المركز التجاري ) كل مكان، أن توضح له حجم المشكلة وخطورتها بكل شفافية؟!!
وهل يمكن أن توضحوا لنا تفاصيل المرض وخطورته خاصة مع وفاة شاب عماني يبلغ من العمر 25 عاما ( كان بكامل قوته البدنية وعافيته الصحية ) رغم أنكم قلتم بأن المرض قد يقتل الأطفال والكبار في السن، والناس ( قليلي المناعة )، فكيف يمكن لشاب صحيح صحيا وبدنيا أن يتوفى جراء فيروس لا يمكنه أن يقتل سوى " ضعيفي المناعة "رغم أيماني الكلي بأن الحياة والممات بيد الله سبحانه وتعالى، ولا يخفي عليك شيء يا معالي الوزير بأنني أصبحت أشك في الكثير مما تقوله وزارة الصحة، فما قالته وزارتكم حول عدم وجود مخاوف لإنتشار المرض بشكل فظيع في محافظة ظفار شيء، وزيارة وكيل وزارة الصحة وذهابه شخصيا الى المحافظة لتنظيم ندوة يترأسها سعادته شخصيا ليتحدث فيها عن المرض وتداعياته وخطورته شيء آخر، أظن يا وزير الصحة بأن الأمر أصبح مكشوفا وأن الوضع أصبح " خطيرا "..
تركي البلوشي