تويت
ديباجة
"ربما لو لم يكن هذا الجدار..
ما عرفنا قيمة الضوء الطليق!!"
أمل دنقل
لا أخفي أبدا سعادتي بالواقع العماني الذي بدأ يتغير، وإن كان بعض الزملاء والأساتذة يعارضوني في ذلك لأنهم لم يلمسوا تغيرا حقيقيا على أرض الواقع في السياسات والممارسات ولكني أرى أن خيوط النور تصل من نهاية النفق.
شعلة الضوء تلك هي إنكسار أسطورة الصوت المتفرد، ووجهة النظر الواحدة. إن الواقع الجديد فرض حوارا طالت كلماته ليناقش قضايا قد تكون عادية جدا في جوهرها ولكنها كانت حساسة بالمعايير العمانية. في إحدى الندوات مؤخرا كنا نناقش مرسوم اللجنة الوطنية للشباب، نناقشه بمشرط الجراح لا بمساحيق التجميل، وهذا استحقاق يدفعلنا للتفاؤل، على الرغم من وجود الملكيين الذين يحاولون اطفاء الشعلة كل مرة.
ولكن المفارقة أننا وجدنا أنفسنا أمام مأزق حقيقي، حين بدأنا نتحدث عن السياسة في الواقع العماني وكأننا لم نفكر بها يوما. للأسف اكتشفت شريحة كبيرة من الشباب وأنا منهم أننا لم نتعلم السياسة ولم نمارسها لسنوات طويلة وكأنها "تابو" محرم؟ لماذا لم تكن في مدارسنا كمواد التاريخ والفيزياء؟ ولماذا ليس لدينا معاهد سياسية ولا محللون سياسيون ولا صحفيون سياسيون؟!
باعتقادي إن هذا خطأ تاريخي في النظام التعليمي العماني اجتمع مع خطأ إعلامي جسيم جعل من أجيال عمانية كثيرة لا تفرق بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، أجيال ذهبت لتصوت في مجلس الشورى للقبيلة، أجيال أنزوت إلى كل القضايا الهامشية لأنها لم تعرف يوما قيمة السياسة.
والذين قرأوا عنها لم يكونوا أحسن حالا لأنهم لم يمارسوها، وحين فتحت تلك النافذة بدأ سجال عماني جميل في أوله لم يلبث أن يتحول إلى تكالب في الانقسام والتخوين والتعصب، وهذا ما تزخر به الآن منتدياتنا وشبكاتنا الاجتماعية.
لأننا لم نتعود على ضرورة الاختلاف الفكري، لم نكتشف شرف الخصومة السياسية، وصارت آرائنا السياسية كفيلة بقولبتنا اجتماعيا وهذا أخطر ما قد يحصل. تعالوا لنختلف سياسيا، ونطرح أفكارنا بدون عصبيات، لأن الأفكار المخبأة هي الأفكار المخيفة.
ملاحظة:
الصورة للكاتب العماني سليمان المعمري
أقتنصها المصور محمد الحبسي.
http://7shr.blogspot.com/2012/01/blog-post.html