إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الربيع المسرحيّ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الربيع المسرحيّ


    لا يفترض على كل الأشياء أن تركب قطار الثورات ولها أن تتأثر به وبصخبه ,فالمسرح لا يستطيع لوحده أن يقود حراكا سياسيا وأن يؤثر في وعي المجتمع,والمسرح نفسه أحوج ما يكون إلى ثورة اجتماعية وفكرية وثقافية تتطلب التركيز على التأمل وطرق أبواب الفلسفة وتناول قضايا جدلية أكثر من أي تبعية لحزب او حركة سياسية معينة.


    إن أي ربيع مسرحي يرتبط حدوثه بعوامل لا يجب علينا حصرها في حراك سياسي فحسب,صحيح أن أي عمل ابداعي يجب أن يتحرر من رقابة أية سلطة سياسية وهذا مطلب أساسيّ لكن الربيع المسرحي يجب أن يظهر أيضا في أساليب معالجته للمفاهيم الخاطئة ونوعية القضايا التي يتناولها وفي استقطابه لنوعية جمهور مسرحي مختلف عير الذي ألفناه:جمهور الأسرة,جهور الشارع,جمهور العمال,جمهور طلاب المدرسة,جمهور الأطفال.
    ومسرح يغير من الفكرة التي يتخيلها البعض أن دوره لا يعني مجرد الحياة وسط مجتمع ما وإنما العمل على تغيير المجتمع بشكل ايجابي و يقدم لمكونات هذا المجتمع خط سيره نحو مستقبل مشرق.


    كان البعض يزعم أن المسرح خلقته ثلة نخبوية لإلهاء المواطن عن المطالبة بحقوقه ورسم سريالي بعيد كل البعد عن الواقع ورسم لأوطان لم تتشكل بعد,لكن أصوات الحرية خرجت على الخشبة قبل أن تخرج في الشارع,ومن أهل المسرح من قدموا أرواحهم فداءً للوطن في ساحات الربيع العربي وأنتقلت عباراتهم إلى حناجر الثوار.
    ثار المسرح لسنوات بل لعقود وكشف عن أوجاع المجتمع بتعرضه لظواهر اجتماعية وسياسية سلبية وأخرى مشرقة في طرح متجدد ومستمر وتغلغل في كنه الانسان في تعامله مع هذه الظواهر مستخدما لغة مباشرة وأخرى رمزية ووظف الكوميديا الساخرة لخدمة هذه الأهداف وكشف النقاب عن ممارسات أنظمة سياسية قمعية تجاه مواطنيها وعل الجانب الآخر شكل عنصرا من عناصرل المتعة والفرجة في حياة الناس ومصدر إلهام للكثيرين.


    سيكون هناك ربيع للمسرح لو وجد هذا الفن ضمن أولويات الثقافة في حكومات أوطاننا لا أن يهمش ويحصر في مهرجانات سنوية و عروض موسمية,سيكون الربيع المسرحي حاضرا لو بعثوا مسرح الطفل من مرقده عبر دعم كتاب مسرحه وتطويرهم ولو تبنت وزارات الثقافة مهرجانات الفرق المحلية في مجال مسرح الطفل ودعموها وهنا أجد أنه من الواجب الاشادة بتجربة فرقة مزون ومعها فرقة الرستاق والدن وظفار في مهرجان مزون لمسرح الطفل الأول والثاني,ولو كثفت الورش التطبيقية في مجالات المسرح كالتأليف المسرحي والتمثيل والاخراج وصولا إلى السينوغرافيا وأن تترك الفرص للشباب لحضور مهرجانات عربية وعالمية لا أن تسجل نفس الأسماء حضورها فيعودون كمنظرين لا كناقلي فكر متجدد للمسرح ويكون بعيدين أشد البعد عن الخشبة إلى لجان التحكيم وتنظيم المهرجانات دونما تزاوج واندماج بين شباب المسرح وشيوخه وهذا لن يخلق مسرحا منسجما متجانسا ومتطورا.
    يجب أن يتعدى الاحتفال بيوم المسرح العالميّ هذا اليوم الوحيد ويجب أن يتعدى هذا اليوم مجرّد اصدار البيانات وتجسيد بضع عروض مسرحيّة ويتحول كعيد ميلاد رتيب فنخرج الشمع المتبقي من العام الفائت وننفخ ما تبقى من بالونات ونعلقّها بعد أن نستبعد المثقوبة منها,يجب أن تتحرر هذه الفكرة فنخرج بالمسرح من خشبة مظلمة تتراقص فيها أضواء واضاءات و توجيهات المخرج وحوارات ممثليه وخطوات طاقمه إلى ما هو أرحب,تنساب إلى الخارج كطائرة ورقية تمر الشوارع والأرصفة والحارات والزنقات والمدن والمدارس ورياض الأطفال والجامعات والمستشفيات.

    أخيرا أرى أن هذا اليوم يمثل فرصة لاستعادة أسماء كانت بيننا وحفرت أقدامها وشيّدت لها مقامات على الخشبة بمؤلفاتها وتمثيلها واخراجها ويجب أن تكرم أفضل تكريم.

    موسى البلوشي


    نشر هذا المقال بتاريخ 25/3/2012م في ملحق أشرعة -جريدة الوطن


    http://moosa84.blogspot.com/2012/03/blog-post_25.html
يعمل...
X