إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عن الأثر الذي تركــوه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عن الأثر الذي تركــوه




    منذ أغسطس 2009 والتدوين يملأني دهشة كرحلة ..كسفر..في أول السفر كنت أدوّن ما أكون شاهدا عليه وما أسجله من وقائع وأحداث ثم لجأت إلى الحفر في مخيلتي فأستدعيت بعضا منها علقته هنا ولم أشأ أن أجلب كل شيء إذ لم أسافر إلى "البدعة" /بدعة الوادي (بئر في وسط الوادي) التي شربنا منها ذات ظهيرة,إلى المرعى الذي أمسك فيه جارنا بالأفعى من رأسها وهو في العاشرة,إلى نخلة "الخصاب"التي سقطت من أعلاها! وحماني ماء الساقية!,إلى أول يوم في المدرسة,إلى اختيارات المهن في كتاب العلوم ,إلى الطالب موسى مهندس البرامج الإذاعية في المدرسة,إلى حادثة كسر الكأس الوحيد في مدرستنا!,إلى دراجة الصيف التي كانت مرهونة بترتيبي بالصف إلى ............. إلى الطفل الذي كبر!
    وحين شاخت مخيلتي حضر الواقع فتمازج معها وضجت مدونتي بالمواضيع المتنوعة :مئة وستون تدوينة متنوعة بين السياسة والأدب وقضايا اجتماعية وتربوية مغلفة أحيانا بكوميديا ساخرة وأحيانا سوداوية تستسقي النور من السماء مع مئتي تعليق من أصدقاء ومجهولين وعابري مدونات وفضوليين ومعجبين وظلاميين وباحثين وتائهين!
    مساحة التعليقات عبرت عن رأي وعن حاجة وعن فكرة وعن اعجاب وصل أحيانا لدرجة الإعجاب المرضي! وعن خيال خبيث -صدقا حدث ذلك- وهي بحق مساحة فكرية لم تستغل لا من قبل القراء كمساحة تفاعلية و تلقائية مع الكاتب ومناقشته والوصول إلى فهم أعمق لما كتبه وليتهم رسموها في أذهانهم كنقطة تفتيش بوليسية تتطلب منهم ابراز شهادة توضح رأيهم في التدوينة! أو كصندوق اقتراحات لإصلاح ركاكة اسلوبه!,ولم تستغل حتى من قبل الكاتب أو المدون الذي لم يعط التعليقات مساحة الاهتمام التي تستحقه فلم يدرس مثلا من خلالها تأثير تدويناته على أفكار متابعيه ومعارفهم وخبراتهم السابقة ولم يستفزهم ليمتص كل هذا منهم. وربما لم يستفد منها حتى في تحسين لغته واسلوبه!,وأرىضرورة دراسة العلاقة بين المدون ومتابعيه فالرهانالحقيقيّ هو في ما تفعله هذه التدوينات بالقراء والمتابعين الذين من المفترض أن تغلف أرواحهم بياض هذه التدوينات مع قتامة ناقلة لمشاهد معاشة و جو ساخر تفرضه قوانين وممارسات أقل ما يقال عنها أنها فاضحة وغير مسؤولة,وأن تحوّل هذه التدوينات جفاف شريحة من القراء إلى منابع وتجعلهم أشخاصاً أكثر تسامحا مع الآخرين,أكثر قراءة لتصرفاتهم وتصرفات الآخرين,أكثر انفتاحا على التيارات والأفكار ولا يبدون كقوالب يعاد تشكيلها ,أكثر انتاجا,أكثر قوة وأكثر شجاعة تجاه الخوف الداخلي ,والخوف من الآخر,أكثر عدالة لا أن تكون مجرد أختام وشعارات على عجلات تدور وتدور وتدور!
    مع التأكيد على أهمية التركيز على خاصية وفرتها المنصات التي قدمت خدمة التدوين كالإحصائيات خاصة تلك التي تظهر عدد مرات مشاهدة المقال أو التدوينة وأوطانهم ومصادر حركة الزيارات/الوصول إلى التدوينة و المتابعين الدائمين والوسوم أو الكلمات المفتاحية التي ساهمت في الوصول إلى هذه التدوينة وخصائص أخرى ستوجد تؤكد أنهلم يعد من الصعب وضع صورة للعلاقة بين المدوّن والقرّاءو رصد تحركها.


    موسى البلوشي
    بركاء
    10/6/2012م


    http://moosa84.blogspot.com/2012/06/blog-post_10.html
يعمل...
X