بينما كنت أتبادل الحديث عن بعض المعلومات التي تخص الصين في مطار مسقط الدولي مع مجموعة من الإناث اللواتي سأسافر بصحبتهن إلى الصين بلاد الكونفو وسور الصين العظيم ، ذكرت بأن هناك صفحة إنشئتها على الفيس بوك سنتبادل فيها الأحاديث عن المحطات التي سنتوقف عندها وبإمكان كل واحدة أن تضيف ما تراه مناسباً وجيداً للإضافة من من الصور والموضوعات إلا أن أحداهن قاطعت حديثنا قائلة : لكن لا يمكن الدخول إلى الفيس بوك في الصين فردت مجموعة أخرى بأن هذا مجرد كلام ليس إلا ، فلا يعقل بأن بلد كالصين بهذا التقدم والتطور الفكري والإقتصادي والثقافي تحظر موقع كالفيس بوك ، وما هي إلا دقائق وببحث بسيط في جوجل تم تأكيد الخبر، فكان هذا التأكيد كالصاعقة على البعض فأنحنت الرؤوس حزناً وتمتمت بعض الشفاه بكلمات بصوت منخفض تدل على الأستياء وعلا صوت أحداهن ولكني مدمنة فيس بوك فكيف ستكون حياتي خلال هذه الفترة بدونه .
(مدمنة)!؟ اخافتني هذه الكلمة لأن حالات الإدمان من الصعب التحكم فيها إلا تحت مراقبة أطباء متخصصين ولا يوجد من الأطباء من يرافقنا في تلك الرحلة إلا من بعض الأدوية للزكام والحمى والمسكنات التي أخذت تحسباً لأي طاريء ولكن لا يوجد أدوية أخذت لعلاج الإدمان من الفيس بوك ، فاعتقدت بأننا سنكون امام أزمة للسيطرة على من يعانون من الإدمان ، فحالة من الأستياء ظهرت على البعض من هذا الخبر وخاصة أن الفيس بوك لم يكن وحده المحظور بل يتبعه التويتر واليوتيوب ، إلا أن هناك فريق لم يكن يهمه كل هذا فالأيام معدودة في الصين وقد تكون الرحلة الأولى والأخيرة لذا كان هدفهن إستغلال كل دقيقة لإكتشاف تلك البلاد والتعرف على حضارة الصين العظيمة.
ما ان وطئت الأقدام مطار بكين وعلى الرغم من ان الجميع كان منهكاً من تلك الرحلة المتعبة إلا أن هناك املاً كان يراود بعضاً ممن يعيشون حالة الإدمان ، أستقلينا الحافلة بإتجاه المطعم الهندي لتناول العشاء وبدأت المرشدة السياحية بالحديث عن بلدها بإيجابية تامة وبلغة إنجليزية صينية لا تفهم كلماتها ولكن بالإمكان إستخراج المقصود بعد أن تتمم الجملة وتفهم المقصود من خلال السياق وذلك على عكس الصينيون الذين يتكلمون اللغة العربية ويتقنوها تحدثاً وكتابة كما هو الحال مع شادية التي رافقتنا أيضاً وأسمها الحقيقي (آن مياو) فجعلتنا نتحدث العربية الفصحى وكنا نضحك أحياناً مع بعضنا وكأننا نعيش ضمن أحداث فيلم عربي تاريخي وأحياناً نستخدم الكلمات العامية تعمداً إلا أنها تبدوا كالطلاسم بالنسبة لشادية .
عودة إلى الطريق إلى المطعم الهندي طرح السؤال الأول على المرشدة (هل صحيح أن الفيس بوك محظور في الصين؟) وكان شيئاً من الأمل يلوح في الأفق فقالت: نعم لا نستخدم الفيس بوك هنا وذلك لأسباب سياسية وأخرى إجتماعية بحيث لا يلتهي الشباب في هذه المواقع ويركزون لبناء مستقبلهم الواقعي وليس الإفتراضي كما أن الفيس بوك والتويتر واليوتيوب قد يؤثر على أفكار المراهقين والأطفال فمن خلال هذه المواقع يمكن أن تصلهم مواد غير أخلاقية ومن الصعب التحكم في عدم تلقيها من خلال هذه المواقع فنحن في بلد نهتم ببناء العقول الشابة وهناك أشياء مهمة يمكن أن يستفيد منها الشباب ، تم الإستسلام لهذا الواقع ولا أدري ما الذي حل بمن كانت تعيش حالة إدمان مع الفيس بوك إلا أن الجميع بدا طبيعياً في اليوم التالي وليس من علامات على الوجوه تدل بأن صراع نفسي حدث في الليلة الأولى للتغلب على حالة الإدمان ، وقد يكون الإنبهار بجمال الحضارة الصينية والثقافة المختلفة أشغل الذهون عن التفكير في الفيس بوك .
في اليوم الرابع ببكين كان هناك لقاء مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية الصداقة العُمانية الصينية وبكل حفاوة تم الترحيب بالوفد العُماني باللغة العربية الفصحى المتقنة والبعيدة عن اللهجة الصينية وكأننا نشاهد فيلم صيني مدبلج إلى العربية وكان من ضمن أعضاء مجلس الإدارة كبيرة الصحفيين في جريدة الصين اليوم والتي زارت عُمان مراراً فنهالت جمل المدح علينا كان الجميع فرح بما تقول إلا بعد أن ذكرت شيئاً يميز العُمانيين عن العرب وأعتقد أن أحاديث جانبية من قِبلنا وضحكات إنكار كانت كافية بأن ترد على عدم صحة كلامها عندما قالت أن العُمانيين شعب منضبط في الوقت إنضباط تام وهذا لم أشاهده في الشعوب العربية !!!! ، وتكلمت عن الديمقراطية المطلقة التي تتمتع بها الصين ، وأعتقد أن كلامها عن الديمقراطية الصينية جاء على نفس كفة كلامها عن العُمانيين والوقت ، فطُرح عليها سؤال حظر الفيس بوك وتويتر واليوتيوب فكانت الإجابة قريبة تقريباً من إجابة المرشدة السياحية مضيفة بأن هناك مواقع مشابهة للتواصل الإجتماعي ولكن بصبغة صينية ، إذن الصينيون لا يؤمنون كثيراً بفكرة الإستيراد ويفضلون المحلي وإن كان تقليداً .
أتخيل بأن هذه المواقع محظورة لدينا هُنا في عُمان لأسباب غير أسباب حكر حرية الكتابة أو لأسباب إجتماعية كما هو الحال في الصين ، أعتقد بأن الدنيا لن تهدأ حتى يتم إعادة هذه المواقع وستخرج التهم المنهالة على الحكومة وسيتم تعليقها ضمن شماعة حكر حرية الرأي والتعبير ، لست هنا بصدد الدفاع عن أي طرف فقط أتخيل ما لا يمكن تخيله .
(مدمنة)!؟ اخافتني هذه الكلمة لأن حالات الإدمان من الصعب التحكم فيها إلا تحت مراقبة أطباء متخصصين ولا يوجد من الأطباء من يرافقنا في تلك الرحلة إلا من بعض الأدوية للزكام والحمى والمسكنات التي أخذت تحسباً لأي طاريء ولكن لا يوجد أدوية أخذت لعلاج الإدمان من الفيس بوك ، فاعتقدت بأننا سنكون امام أزمة للسيطرة على من يعانون من الإدمان ، فحالة من الأستياء ظهرت على البعض من هذا الخبر وخاصة أن الفيس بوك لم يكن وحده المحظور بل يتبعه التويتر واليوتيوب ، إلا أن هناك فريق لم يكن يهمه كل هذا فالأيام معدودة في الصين وقد تكون الرحلة الأولى والأخيرة لذا كان هدفهن إستغلال كل دقيقة لإكتشاف تلك البلاد والتعرف على حضارة الصين العظيمة.
ما ان وطئت الأقدام مطار بكين وعلى الرغم من ان الجميع كان منهكاً من تلك الرحلة المتعبة إلا أن هناك املاً كان يراود بعضاً ممن يعيشون حالة الإدمان ، أستقلينا الحافلة بإتجاه المطعم الهندي لتناول العشاء وبدأت المرشدة السياحية بالحديث عن بلدها بإيجابية تامة وبلغة إنجليزية صينية لا تفهم كلماتها ولكن بالإمكان إستخراج المقصود بعد أن تتمم الجملة وتفهم المقصود من خلال السياق وذلك على عكس الصينيون الذين يتكلمون اللغة العربية ويتقنوها تحدثاً وكتابة كما هو الحال مع شادية التي رافقتنا أيضاً وأسمها الحقيقي (آن مياو) فجعلتنا نتحدث العربية الفصحى وكنا نضحك أحياناً مع بعضنا وكأننا نعيش ضمن أحداث فيلم عربي تاريخي وأحياناً نستخدم الكلمات العامية تعمداً إلا أنها تبدوا كالطلاسم بالنسبة لشادية .
عودة إلى الطريق إلى المطعم الهندي طرح السؤال الأول على المرشدة (هل صحيح أن الفيس بوك محظور في الصين؟) وكان شيئاً من الأمل يلوح في الأفق فقالت: نعم لا نستخدم الفيس بوك هنا وذلك لأسباب سياسية وأخرى إجتماعية بحيث لا يلتهي الشباب في هذه المواقع ويركزون لبناء مستقبلهم الواقعي وليس الإفتراضي كما أن الفيس بوك والتويتر واليوتيوب قد يؤثر على أفكار المراهقين والأطفال فمن خلال هذه المواقع يمكن أن تصلهم مواد غير أخلاقية ومن الصعب التحكم في عدم تلقيها من خلال هذه المواقع فنحن في بلد نهتم ببناء العقول الشابة وهناك أشياء مهمة يمكن أن يستفيد منها الشباب ، تم الإستسلام لهذا الواقع ولا أدري ما الذي حل بمن كانت تعيش حالة إدمان مع الفيس بوك إلا أن الجميع بدا طبيعياً في اليوم التالي وليس من علامات على الوجوه تدل بأن صراع نفسي حدث في الليلة الأولى للتغلب على حالة الإدمان ، وقد يكون الإنبهار بجمال الحضارة الصينية والثقافة المختلفة أشغل الذهون عن التفكير في الفيس بوك .
في اليوم الرابع ببكين كان هناك لقاء مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية الصداقة العُمانية الصينية وبكل حفاوة تم الترحيب بالوفد العُماني باللغة العربية الفصحى المتقنة والبعيدة عن اللهجة الصينية وكأننا نشاهد فيلم صيني مدبلج إلى العربية وكان من ضمن أعضاء مجلس الإدارة كبيرة الصحفيين في جريدة الصين اليوم والتي زارت عُمان مراراً فنهالت جمل المدح علينا كان الجميع فرح بما تقول إلا بعد أن ذكرت شيئاً يميز العُمانيين عن العرب وأعتقد أن أحاديث جانبية من قِبلنا وضحكات إنكار كانت كافية بأن ترد على عدم صحة كلامها عندما قالت أن العُمانيين شعب منضبط في الوقت إنضباط تام وهذا لم أشاهده في الشعوب العربية !!!! ، وتكلمت عن الديمقراطية المطلقة التي تتمتع بها الصين ، وأعتقد أن كلامها عن الديمقراطية الصينية جاء على نفس كفة كلامها عن العُمانيين والوقت ، فطُرح عليها سؤال حظر الفيس بوك وتويتر واليوتيوب فكانت الإجابة قريبة تقريباً من إجابة المرشدة السياحية مضيفة بأن هناك مواقع مشابهة للتواصل الإجتماعي ولكن بصبغة صينية ، إذن الصينيون لا يؤمنون كثيراً بفكرة الإستيراد ويفضلون المحلي وإن كان تقليداً .
أتخيل بأن هذه المواقع محظورة لدينا هُنا في عُمان لأسباب غير أسباب حكر حرية الكتابة أو لأسباب إجتماعية كما هو الحال في الصين ، أعتقد بأن الدنيا لن تهدأ حتى يتم إعادة هذه المواقع وستخرج التهم المنهالة على الحكومة وسيتم تعليقها ضمن شماعة حكر حرية الرأي والتعبير ، لست هنا بصدد الدفاع عن أي طرف فقط أتخيل ما لا يمكن تخيله .