أقرَّ مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في برنامجه الانتخابي، طباعة (12) كتاباً هذا العام، في مختلف المجالات الأدبية والثقافية، وهو واحد من المشاريع المتنوعة التي تعمد الجمعية على تنفيذها هذا العام. الكتب الـ 12 المطبوعة ستكون متوفرةً بجناح الجمعية في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الثامنة عشرة العام المقبل.
وضعت الجمعية ضوابط عامة للنشر، من أهمها؛ أن الجمعية لا تنشر إلا لأعضائها الفاعلين الذين يجددون اشتراكاتهم، كما أنها غير ملزمة بإعادة "نُسخ" الأعمال المقدمة للنشر في حالة عدم الموافقة عليها، عوضاً عن أن الإدارة الحالية للجمعية لم يسبق لها نشر عملٍ للكاتب أو الأديب، مع الموازنة بين المجالات الأدبية والفكرية في نشر الأعمال المقدمة، كل ذلك يأتي عبر لجنةٍ سنوية تشكّل لتقييم الأعمال المقدمة، وتحديد الصالح للنشر منها، ورفع تصور بشأنها إلى إدارة الجمعية.
فيما يخص معايير اختيار الكتاب، فإن الجمعية قامت بتأطيرها في خمسة معايير رئيسية، إذ يأتي في مقدمتها ألا يكون العمل قد سبق نشره من قبل أية جهةٍ كانت؛ سواءً من قبل المؤلف أو أية مؤسسة أخرى، وأن لا يكون الإصدار عبارةً عن رسالة جامعية، وأن يكون جيداً في موضوعه وسليماً في لغته، وألا يكون موضوعاً مطروقاً بكثرة ما لم يضف جديداً، على أن تقدم المواضيع التي لم تنشر فيها الجمعية من قبل على غيرها بقدر الإمكان، ما لم تكن هناك محددات موضوعية لتقديم أي عمل على غيره.
يقدم العمل عبر ثلاث نسخ؛ نسخة ورقية مرقمة ومغلفة، ونسخة رقمية في ملف ببريد الجمعية الإلكتروني، ونسخة رقمية في قرص، مع التركيز على أن يكون الإنتاج مكتوباً بخط Arial أو أي خط قريب منه مستعمل عادة، في حين يكون حجم الخط 16، مع تقديم ملخص في نصف صفحة عن الموضوع. مشفوعاً برسالة من صاحبه إلى رئيس الجمعية بطلب نشره. تسلّم الأعمال في مقر الجمعية بالخوير.
دعم الكاتب العماني
حول هذا المشروع يقول عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء القاص الخطاب المزروعي: "يأتي مشروع نشر الإصدارات العمانية الـ 12، ضمن خطة الجمعية للمساهمة في دعم الكاتب العماني، وإثراء الحركة الثقافية في السلطنة، وهو ما سيلقي بظلاله في تنشيط الإنتاج الأدبي والثقافي، كما أنه سيسهم في التعريف بالأقلام العمانية من خلال انتشارها داخل السلطنة، أو حتى عبر المواقع الإلكترونية التي أصبحت اليوم تختزل المسافات وتلغي الحواجز والحدود، وهو ما قد تبادر الجمعية مستقبلاً إلى تفعيل موقعها الإلكتروني ورفده بنسخٍ إلكترونية متكاملة لجميع إصدارات الجمعية، إن لم يتعارض ذلك مع مصلحة الكاتب من خلال التسويق والمبيعات، إلا أن ثمة تحديثاتٍ جديدة ستشهدها الجمعية في مختلف المجالات. الجمعية وهي تتابع عملية تنفيذ مشروع طباعة الكتب عبر اللجنة العلمية المشكلة لاختيار المجموعة التي ستحظى بالطبع، فإنها تدعو جميع الكتاب إلى مواصلة رحلة الكتاب؛ الوجدانية السردية منها، أو الشعرية المتنوعة، بالإضافة إلى الدراسات والبحوث والتوثيق والتاريخ وشتى منابع المعرفة وفنون الكتابة، وهي دعوةٌ كذلك إلى الجيل الجديد الذي انتسب إلى الجمعية حديثاً، ولم يحظَ بفرصة النشر بعد، إلى متابعة الكتابة بانتشاء، فمن لم يحلفه الحظ هذه المرة، فإن عوده في الكتابة سيكون أقوى في المرة المقبلة، فالكاتب يجد لذة الحياة في الكتابة، ولا يستطيع العيش من دونها، إنها الشغف الأبدي الخالد، الذي يزيح عن النفس عناء السنين ووصب الأيام ونصب الحوادث، هي روحٌ لها "حضرتها" الخاصة التي تنمو من خلالها وتتقافز إلى فضاءات وعوالم أخرى عبرها".
الإصدارات الستة
جدير بالذكر أن الجمعية أصدرت عددا من بينها: ديوان "أنشد معي" للشاعر الراحل علي بن شنين الكحالي، وهو الأثر المطبوع من المنجز الكتابي للشاعر الراحل العام 1996 برغم أنّ له عدداّ كبيراً من القصائد التي تنتظر الطباعة وبحثاّ عن علماء صحار وأعمالاً أخرى موجهة للأطفال أيضاً، يضم الديوان 45 نصاً شعرياً يغلب عليها طابع البساطة في الطرح والأسلوب. وكتاب "الترجمة الأدبية في عمان: قضايا وآراء" وهو حصاد الندوة التي أقامتها الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء بجامعة السلطان قابوس يومي 21- 22 مارس 2010م.
قام بتحرير وقائعها د. رحمة المحروقية وبدر الجهوري. الكتاب يحتوي على 8 أوراق عمل باللغتين العربية والإنجليزية. وكتاب "سفر" للكاتب محمد الطويل، وهو ثالث إصدار له بعد إصدار أدبي بعنوان "وجع على خد الغروب" وإصدار شعري بعنوان "مطر في الداخل". ضم الكتاب بين دفتيه 45 نصاً، حملت عنوانين متفاوة الطول فبعضها عنون بكلمة واحدة مثل "سفر" الذي حمله الكتاب عنواناً له، وبعضها يمتد ليكون جملة مثل "مسافر عكس اتجاه الريح". وكتاب "لسرب اليمام أكثر من أغنية" للباحث خميس بن راشد العدوي، وهو قراءة في ديوان محمد الحضرمي في السهل يشدو اليمام، حيث لا يركن العدوي في هذا الكتاب إلى منهج نقدي محدد سلفا بل إنه يقف في قراءته تلك وجها لوجه مع القصيدة وتشكلاتها الصورية "على صفحة الماء البيضاء".
وكذلك كتاب "نحو كتابة جديدة: قراءة في الادب العماني المعاصر" للدكتور محمد الشحات، عبر ثمرة اشتغاله ومعايشته للأدب العماني في الخمس السنوات الاخيرة من إقامته في السلطنة. فالكتاب هو في حد ذاته اقتراب نقدي من الأدب العماني المعاصر. يحوي الكتاب بين ضفتيه "سبع وحدات، أو مداخل نقدية متنوعة، كتبت في سياقات مختلفة". الرابط الواصل والموحد لهذه الوحدات في كتاب واحد يعود إلى ثلاثة عوامل تتعلق بطبيعة نصوص الوحدات بحسب رأي الناقد: أنها نصوص نقدية معنية بالادب والثقافة في عمان خلال السنوات الاخيرة فضلاً عن كونها كتبت من داخل عمان وليس من خارجها. فشرط "المعاينة" هنا يلقي بظلاله على رؤية أي باحث أو دارس أو محلل ثقافي، ويضفي عليها الكثير من العمق والموضوعية والابتكار، وأنها نصوص تحاول تقديم قراءات نقدية مغايرة، بمعنى أنها تسعى سعيا محموما، ومشروعا في الآن نفسه، إلى أن تختط لنفسها مجرى خاص يجمع بين الطابع الأكاديمي الصارم وطابع النقد الثقافي الذي يمزج ما هو ذاتي بما هو موضوعي في الكتابة النقدية المعاصرة، وأنها نصوص نقدية تلتف جميعا، رغم تنوعها، حول الاحتفاء بمفهوم الهامش، الذي لا ينطوي على أي بعد تراتبي أو قيمي، أو أخلاقي مسبق، بل يعني توصيفاً للمكتوب الذي يتغيا وجهة نظر بعينها دون أخرى. كما طبع مؤخرا كتاب "في أروقة الحداثة: بين متاهات الفهم ومحاولات الوصول: دراسات للإبداع الشعري العربي في سلطنة عمان" لهشام مصطفى، يمهد من خلاله الطريق للقارئ لفهم ظاهرة الحداثة الشعرية ليس فقط على المستوى الإيقاعي بل على المستويات الأخرى التي ظلت مغيبة، مما أفقد النص الحداثي قبول متلقيه المفترضين.