تبدو هذه الفكرة غير مقبولة من البعض بل لنقل من الكثيرين خاصة أولئك الذين يرون ليس في تطبيق الانستجرام فقط إنما في حتى في الشبكات الاجتماعية –بل يرون أن البحث في إمكانيات توظيفها في مجال التعليم ضربا من الترف والمثالية وأن المتخصصين أو الذين يرون أنفسهم خبراء فيها قد بالغوا في إظهار قدراتها!,لكن آخر الاحصائيات تؤكد أن هناك أربعين مليون صورة ترفع يوميا على الانستجرام,وثمانية آلاف وخمسمائة إعجاب (LIKE)وألف تعليق كل ثانية! (المصدر موقع الانستجرام على الانترنت) وهو ما يستدعي التأمل في هذه الأرقام الضخمة و الحاجة إلى إعادة توجيه هذا الاستخدام والبحث اكثر في امكانيات وقدرات هذا التطبيق وتوظيفه في مجال التعليم والأخذ بآراء المستخدمين حول هذا الاتجاه لتوظيفه,و قياس المهارات التي يمكن اكتسابها بالفعل من وراء استخدام هذا التطبيق.
عند الحديث عن توظيف الانستجرام في التعليم نلاحظ أن مواد العلوم والجغرافيا والفنون التشكيلية هي أكثر المواد التي ممن الممكن أن تستفيد من تطبيق الانستجرام ,وهناك تعليم اللغات التي قد تستفيد من الصور الملتقطة وكمثال:يطلب المعلم من طلابه كتابة قصة قصيرة جدا حول الصورة مستخدما خياله وحصيلته اللغوية وتفكيكه لتكوينات وعناصر الصور.
لكن هناك ما هو أهم من هذه المواد وهي التصوير الفوتوغرافي فيمكن استغلال هذا التطبيق لمساعدة الطلاب على تعلم أساسيات التصوير باستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وحتى الكاميرات ,والتركيز على عناصر الإضاءة وتكوينات الصورة وتفاصيلها بدقة والهيئة التي يتخذونها أثناء التقاط الصور,كما يمكن اقامة مسابقات بين الطلاب واختيار الصور الأكثر جمالية حسبب معايير يتم وضعها ,واستغلاله لعرض هذه الصور في الغرفة الصفية وفتح نقاش -شفوي أو عبر ميزة التعليقات -حول الصورة أو الحدث أو الظاهرة التي تم التقاطها والتي من الممكن أن تكون ظاهرة فلكية أو أنواء مناخية أو سلوك خاطىء أو فكرة مختلفة أواعلان في مكان ما أو حتى صورة قد تساعد على فهم معادلة أو قانون رياضي ..إلخ.
كما أن المعلم قد يطلب من طلابه أن يلتقطوا عدة صور ورفعها في الانستجرام وإجراء بتر أو تشويه بعض معالم الصورة أو اضافة مؤثر/تصفية (FILTER) ومن ثم يخمن كل طالب حول ماهية الصورة الاصلية .
كما يشمل هذا التوظيف تفسير الظواهر والعلاقات بين الكائنات والحساسية تجاه الخطوط والأشكال والألوان والفراغات في الصور الملتقطة وهو ما يدخل ضمن نظرية الذكاء المكاني وهي احدى جوانب نظرية الذكاءات المتعددة وهذا الذكاء يتحقق بالاستجابة للصور والرسومات والأشكال أكثر من مجرد كتابتها على السبورة على شكل ممارسات لغوية –وهو أغلب ما يحدث لدينا للأسف-.
إتاحة الانستجرام ميزة مشاركة الصورة مع بقية الشبكات الاجتماعية الاخرى كالفيس بوك و تويتر و وموقع فليكر -الذي ظل لفترة مجتمع المصورين الأول وجمع معارضهم قبل بروز الانستجرام -ومنصة التدوين تمبلر ,هذه الميزة يمكن استغلالها لنشر الصورة على نطاق واسع وجذب أكبر عدد من المتابعين وتوسيع دائرة النقاش.
قيمة هذه الأداة ليست في الغرفة الصفية بل هي أكثر خارجه وذلك حين يواجه الطالب حدثا متعلقا بموضوع ذا صلة بدراسته فيعمد إلى التقاط صور له ومن ثم رفعها على تطبيق الانستجرام ووضع تعليق عليها وإشعار زملاءه ومعلمه عبر الإشارة إليهم (MENTION) أو وضع وسم/هاشتاق حول موضوع الدرس ليتفاعل معه البقية,كما أنه قد يمكنه معرفة ما يثير انتباه واهتمام زملاءه عن طريق متابعة الصور التي أثارت اعجابهم أو علقوا عليها,كما أن هناك العديد من التطبيقات التي تتيح خاصية الدردشة مع الأصدقاء في الانستجرام والتي يمكن استغلالها أيضا,إضافة إلى تطبيقات دمج الصور و إضافة النصوص عليها ,وهناك إمكانية السماح بعرض صورك حسب الموقع الجغرافي الذي تم التقاطها فيه وخاصية اضافة الموقع تتيح إمكانية إعلام الآخرين بالموقع مما سيشجعهم على زيارته أو بناء تصور عنه,وتستطيع إيقاف خيار تحديد الموقع عبر إلغاء تفعيله من الإعدادات الخاصة به,أخيرا من المهم بمكان توضيح نقطة تتعلق بسياسة هذا التطبيق وهي أنها لا تسمح للأطفال من هم دون 13 سنة من امتلاك حساب في الانستجرام.
http://moosa84.blogspot.com/2013/04/blog-post.html