ترقب ومتابعة .. أنظار شاخصة على شاشات التلفاز .. وأذان تسمع التطورات .. تنبيه وتحذيرات بأقتراب إعصار ” شاهين ” إلى سواحل السلطنة ، مما جعل الجميع يستعد بالمواجهة التي تحمل بعض الهلع والخوف مما هو قادم ، تمر الساعات وتبدأ أجنحة شاهين تضرب عرض البحر بقوة ، وتهيج الأمواج وتعلو وتتطلاطم ، هيجان غير عادي .. تطورت تكوينات السحب القاتمة المرعبة .. تتحرك بصمت وبسرعة فائقة ، والكل يعيش في رعب فالسماء يكسوها السواد الحالك .. وفي لحظة تهب الرياح الشديدة وتنهمر الأمطار بغزارة وتيقن الجميع بأن شاهين قد وصل بشراسته ويضرب بالقوة التي أرادها الله .. تصاحبة الأدعية والتضرع إلى العزيز الجبار بأن يرحم ويلطف بالعباد .. غمرت المياه الأرض ، ودخلت الأودية المنازل مخلفة أضرارًا جسيمة في الممتلكات والأرواح ، مشاهد مرعبة طوال الليل ، ونداءات استغاثة لم يقدر أحدًا بتلبيتها من هول المشهد ، فكل شيء انقطع ، الطرق والكهرباء والمياه والاتصالات في لحظتها .. مخالب “شاهين” تجرح في كل بقعة من جسم ولايتي “الخابورة” والولايات المجاورة .. أسدل الليل ردائه الأسود لنشاهد شوارع مكسرة ومنازل مهدمة وأعمدة كهرباء قد تحطمت من ساسها وأشجار اقتلعت من جذورها .. البنية التحية أصابها الشلل الرباعي .. ولكن هيهات هيهات يا شاهين أن تقتل جمال ولايات السلطنة فهي تملك سواعيد فتية ورجال اعتصموا بحبل الله المتين للحفاظ على رونقها وجمالها ، فهم دائمًا على استعداد لتلبية نداء الوطن ، فيا شاهين أنت رأيت التحرك السريع فكانت كل الجهود الحكومية والخاصة والعسكرية والمدنية واقفة للتصدي على ساحة المعركة لتعيد ما خلفته من دمار بأبهى صورة وفي أقرب وقت ممكن ، إنك شاهدة الجهود الحثيثة من مختلف القطاعات لإعادة ما تركته من أضرار .. هكذا هو الشعب العماني كما عهدناه ثابتًا متماسكًا متحدًا متعاونًا في كل الظروف .. وهنا لسنا في تحدي مع قدرة الله فهو فوق كل شيء ، وهو علام الغيوب ، وهو الرحمن الرحيم ، لكننا نصارع صعوبات وتقلبات وظروف الحياة لأجل العيش بسلام فيما تبقى من العمر .. اللهم أحفظ عمان وأهلها وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ، وأحجب عنا الأعاصير ، اللهم وأرسل لنا أمطار الخير والبركة .. اللهم لا تؤاخذنا بتقصيرنا وأحفظنا برحمتك الواسعة وبعفوك وغفرانك ” فأنك الرحمن الرحيم ، العفو الكريم ، العزبز الغفور “
بقلم : خليفة البلوشي