أثناء متابعته للأخبار في منصة (تويتر) يظهر إشعار (جروب واتس آب) فجأة في هاتف فيصل بإشراف أحد أصدقائه ولتكون أفتتاحية الرسائل فيه : من يلبي النداء.
مشاعر النخوة تتصدر الساحة العمانية بما عهد لدى العمانيين من مواقف مساندة في مصاب أهلنا في المناطق المتضررة من إعصار (شاهين) والحقيقة أن ذلك ليس باللامعهود من أبناء عمان منذ القدم وإستمرارها هو ضمان قيمي وإجتماعي وتعليم لأجيال عمان الناشئة لتصبو مقام من كان قبلهم وهذا هو المكسب الأكبر المستدام.
إن التلاحم الذي نراه في الميدان بين الحكومة – بكافة تقسيماتها – والمواطن ليعد نموذجا حضاريا يعزز قيمة البناء والتعمير وخدمة هذا الوطن ويعزز من ثقافة ترك التذمر والتحجج بأن ذلك الأمر (الفلاني) مسؤولية (فلان أو علان) لأنه بإختصار ليس وقتا مناسبا لذلك.
شاهدنا تدفق المتطوعين من مختلف الولايات نحو المحافظات المتأثرة وتدفق سيل المساعدات – بكافة أشكالها – من كافة الجهات في عمل منظم رغم أن القطاع الأهلي هو المحرك لها ويجري التنسيق بشأنها من قبل مكاتب أصحاب السعادة الولاة واللجان الإجتماعية المعتمدة وهذا مؤشر إيجابي في أن ثقافة العمل التطوعي المنظم ماضية في ترسخها مع التأكيد أنها بحاجة إلى دفعة أكبر وهذا الأمر سيأتي مع مرور الوقت حتما.
عهدنا من القطاع الخاص وقفاته في مثل هذه المناسبات وبدأت فعلا بعض شركات القطاع ذاك في تقديم – ما تقره مجالس إداراتهم – لتعزيز العمل الإغاثي في المحافظات المتضررة ونرجو أن يكون العطاء هذه المرة مضاعفا أضعافا كثيره وأن يحسب لهم وقفة تاريخية مرتبطة بقيم حب الوطن والمواطنة الحقيقية أولا وردا لجميل هذه الأرض التي نمت تلك الشركات في جنباتها وأن يكون هدف ذلك العطاء فعلا تحقيق الأثر وليس اللحاق بسراب الزخم الإعلامي.
بقدر الحزن على ما مره أهلنا في المحافظات المتضررة – مع الإيمان بقضاء الله – فإن في ذلك خيرا تقتضيه حكمة المولى عزوجل فالتأمل والتفكر في ما مضى لن يرجع اللبن المسكوب بقدر ما أنه يعطينا دروسا مجانية نستند عليها في قادمات السنين وسيظل النداء في (جروب واتس آب) صديقنا فيصل قائما وستظل عماننا الحبيبة دائما تلهمنا الدروس.
محمد بن عبدالله سيفان الشحي
٥ اكتوبر ٢٠٢١ م