تحتفل السلطنة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية غدًا بيوم اليتيم الإسلامي الذي يوافق الخامس عشر من شهر رمضان الفضيل، وقد أولتوزارة التنمية الاجتماعية اهتمامًا خاصًا بالأطفال الأيتام ومن في حكمهم انطلاقًا من المبادئ الإسلامية السمحاء التي تحث على رعاية هذهالفئة.
وتأتي فئة الأطفال الأيتام ومن في حكمهم كالأطفال مجهولي الأبوين أو الأب ضمن الأولويات التي تسعى وزارة التنمية الاجتماعية إلى تقديم مختلف أوجه الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية وغيرها لهم، وتعمل على اتخاذ كافه التدابير في سبيل حماية الطفل المحرومبصفة مؤقتة أو دائمة من بيئته العائلية ، ويكون له الحق في الحماية والمساعدة بحيث توفر الدولة – وفقا لقوانينها الوطنية – رعاية بديلة للطفلبحسب ما تتضمنه الحضانة أو الكفالة في الشريعة الإسلامية، أو الإقامة في مؤسسات مناسبة لرعاية الأطفال، كما دأبت على توفير كلسبل الرعاية والحماية وإصدار قوانين ولوائح تنظيمية تكفل سبل كفالتهم ورعايتهم من قبل الأسر العمانية.
ويعتبر مركز رعاية الطفولة أحد المؤسسات الاجتماعية التي أنشئت لتقديم الرعاية للأطفال الأيتام والمحتاجين للرعاية، وهو يعمل كأحد الدوائرالتابعة للمديرية العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، ويمارس اختصاصاته وفقاً لما ورد باللائحة التنظيمية الصادرة بالقرارالوزاري رقم 125 لسنة 2009م، حيث يقدم المركز مجموعة من الخدمات المتكاملة والشاملة بهدف مساعدة الأطفال على الاندماج في المجتمعوالعيش في حياة كريمة.
ويتبع المركز نظام القرى (sos) وهو نظام يتمثل في وجود عدد 24 من المنازل المتجاورة، وفي كل منزل عدد من الأطفال الأيتام يتراوح عددهمبين 4-6 أطفال من الجنسين من ذوي أعمار متباينة وتوجد امرأة ( تدعى الأم وتنيبها الخالة في حالة الإجازات وكلاهن بديلات) ترعى هؤلاءالأطفال بحيث تكون بمثابة الأم لهم، وتقوم بتربية الأطفال وخدمتهم كما لو كانوا أبناءها تماماً، كما تقوم فلسفة هذا المشروع الاجتماعيلرعاية الأيتام على الاقتراب من الحياة الأسرية والمجتمعية ، ويكون ذلك بأن تقوم كل أسرة بتنظيم شؤون منزلها وتعزيز التواصلبينهم وبين أطفال المجتمع وبالانتظام في المدارس الخارجية ينتقل بعدها الأطفال ممن تجاوزا 12 سنة إلى بيوت الشباب ليواصلوا تعليمهموالتحاقهم بسوق العمل وتكوين أسرهم الخاصة في حين تظل الفتيات في القرية.
وتطويرا للخدمات الاجتماعية التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية لتعويض الطفـل المحروم مـن العائلة الطبيعية بإعطائه الفرصة للعيش وفقمقومات حياة أساسية ومستقرة في جو اسري بديل يسوده احترام القيم والمبادئ تم إنشاء مركز رعاية الطفولة لتقديم خدمات الرعاية لهذهالفئة من الأطفال ، كما يتم توفير برامج الرعاية الصحية والعلاجية للأطفال بالمركز إذ يوجد عيادة مجهزة بإشراف ممرضتين للإسعافاتالأولية بالإضافة إلى التعاون مع المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة لتقديم الخدمات العلاجية.
ويتمتع الأطفال بخدمة تنمية الطفولة المبكرة من خلال وجود دار للحضانة يتم فيها تنمية قدرات الطفل بناء على احتياجاته المختلفة، ويتمإلحاق الأطفال بالخدمات التعليمية في المدارس الحكومية والخاصة مع توفير حصص تعزيزية ودورات تعليمية لهم في مختلف التخصصاتالعلمية بالمركز، كما يحظى بعض الأطفال من ذوي الإعاقة بالخدمات المقدمة لهم كإلحاقهم بمركز رعاية وتأهيل المعاقين وجمعية التدخل المبكرومدرسة التربية الفكرية.
ويهدف النشاط الثقافي والترفيهي في هذا المركز إلى إدخال البهجة والفرحة في نفوس الأطفال بالإضافة إلى تنميـة معارفهم والتعرف علىمنجزات وطنـهم مـع تعميـق الانتماء الوطني من خلال توفير البرامج والأنشطة الثقافية والترفيهية ، والتي تشمل الأنشطة الرياضية كالسباحةوالفروسية والإبحار الشراعي وكرة القدم وركوب الدراجات واللياقة البدنية ، والأنشطة الفنية منها: الرسم ، والموسيقي ، والتمثيل ، والأشغالاليدوية ، والأنشطة الثقافية والتعليمية كإقامة ندوات دينية وثقافية وأنشطة المكتبة ومسابقات ثقافية ودينية ودورات تدريبية للأطفال ورحلاتتعليمية والأنشطة الكشفية ، والأنشطة الترفيهية كالرحلات والمعسكرات، والاحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية وغيرها كعيدي الفطروالأضحى وشهر رمضان الكريم والعيد الوطني وعيد الأم ، يوم اليتيم العربي.
كما يوجد في مركز رعاية الطفولة مسجد يهدف إلى تعليم الصلاة والعادات والتقاليد حسب الشريعة الإسلامية، وتنظيم رحلات دينية للأطفالفوق سن 13 سنة لأداء مناسك العمرة ومن ثم أداء فريضة الحج عند بلوغهم السن القانوني.
ويعد مشروع كفالة يتيم دعم مالي تطوعي يقدم لليتيم في مركز رعاية الطفولة أو لدى أسرة بديلة لضمان مستقبله، ولوجود تعاون بينالقطاعين الأهلي والخاص مع الحكومي لكفالة اليتيم، كما يخصص لكل طفل حساب بالبنك يتم من خلاله إيداع تبرعات الكفلاء؛ وذلك لتدعيمومساعدة الطفل مالياً عند بلوغه السن القانونية وانفصاله عن المركز.
ويوفر المركز برامج الرعاية الاجتماعية والنفسية نتيجة طبيعة الظروف الاجتماعية التي ألحقت الطفل بالمركز، والتي تدعو إلى ضرورة التركيزعلى هذه البرامج المتمثلة بغرس القيم والعادات السليمة في الطفل لإتمام عملية التنشئة الاجتماعية، كما يتم من خلاله توفير برامج التوجيهالمهني والحرفي للأطفال، حيث توجد في المركز ورشة للتدريب على النجارة، وورشة ثانية للتدريب على الأعمال المعدنية، ورشة ثالثةللمشغولات الفنية والحياكة.
كما قامت الوزارة بتوفير برامج الرعاية اللاحقة للشباب من خلال افتتاح عدد من بيوت إدماج الشباب ، وهي عبارة عن منزل يمثل المؤسســةالاجتماعية التي تعنى بالأطفال تتبع مركز رعاية الطفولة، وتقوم برعايــة وتربية الأطفال ممن يتجاوز عمره من الذكور 12 سنة وتعمل علىتنمية شخصياتهم وقدراتهم وإعدادهم إعداداً سليمــاً يمكنهم من الاعتماد على أنفسهــم وخلق روح المبــادرة وتنميــة الشعــور بالانتماءوالمسئولية اتجاه المجتمع، حيث تم تعيين ( أب بديل ) لكل بيت من هذه البيوت يقوم بالإشراف عليهم ومتابعتهم ويظل الشاب في هذه البيوتحتى يتم توفير المنزل المناسب له من خلال برنامج الإسكان الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع وزارة الإسكان.
ويتم تقديم الخدمات التعليمية في المدارس الحكومية والخاصة مع المتابعة من قبل الأب البديل والأخصائيين الاجتماعين بالمركز بالإضافة إلىتقديم خدمات الدروس التعزيزية التي يحتاج لها كل طالب وبعد إتمام مرحلة التعليم العام يتم إلحاقهم بالكليات والجامعات الاكاديمية داخلالسلطنة وخارجها لاستكمال دراستهم ، وبعد إتمام مرحلة التعليم العام والتعليم الجامعي يتم التنسيق مع وزارة القوى العاملة لإيجاد فرصالتدريب المهني والتأهيل مما يساهم في التحاقهم بالعمل في مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص بما يتناسب وميولهم ومؤهلاتهم وبمايساعدهم على الاندماج في المجتمع ، ويتم إلحاق عدد من الشباب ببرامج التدريب العسكري في مختلف الوحدات العسكرية بالسلطنةبهدف تدريبهم على عدد من المهارات والقدرات التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وتحمل المسؤولية.
وتقوم الوزارة بالتنسيق مع وزارة الإسكان لتوفير قطع أراضي لهذه الفئة من الشباب، ويتم بعد ذلك وضع خطة يتم من خلالها بناء تلكالأراضي وتسليمها للشباب بهدف مساعدتهم على الاستقرار الاجتماعي والنفسي، كما تسعى الوزارة إلى مساعدة الشاب على اختيارشريكة الحياة، وذلك بعد التأكد من استعداده على تحمل المسؤولية اتجاه الحياة الزوجية، وتقدم له الدعم النفسي من خلال برنامج مشروعالإرشاد الزواجي بالإضافة إلى الدعم المالي الذي يعينه على تحمل تكاليف الزواج.