في هذه الأيام وفي ظل تزايد الأرقام والإصابات من جائحة كورونا التي داهمت العالم أجمع ، وحيث ان المواطنة ليست شعارا نتغنى به بل هي افعال وواجبات وحقوق نقوم بها وطبع أصيل يزيد لمعانه وتاثيره كلما استدعى الظرف والوقت والحاجة،
وحيث قال تعالى: “ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين” صدق الله العظيم،
وقال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام : لا ضرر ولا ضرار.
ويقول الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه:
صبرك على المُصيبة يُخفّف الرّزية ويجزل المثوبة.
والتزاما بالخلق الديني والواجب الانساني والانتماء الصادق والمواطنة الصحيحة علينا أن نكون على قدر المسؤولية تجاه بلدنا الغالي وأن نكون سندا للكوادر والطاقات التي تعمل جاهدة بدون كلل او ملل وان نكون عونا للاجراءات والقرارات والتوجيهات في مواجهة الجائحة صحيا واقتصاديا، والله نحمد أن منّ على السلطنة بقيادة ّحكيمة متمثلة في جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث أصدر جلالته التعليمات والتوجيهات والأوامر السامية لتخفيف اثار الجائحة صحيا والتحفيز اقتصاديا، ويضيق المجال في هذا المقال لذكرها.
وما أود أن أقوله: اننا جميعا مطالبون وعلينا واجبات وحقوق يجب ان نؤديها:
١. عدم التردد باجراء الفحص ومراجعة الجهات الصحية في حال الشعور باعراض فيروس كورونا، والمرض ابتلاء من المولى عز وجل وليس عيبا او حراما.
٢. أن درهم الوقاية خير من قنطار علاج، ولذلك يجب الالتزام التام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة والحرص على التباعد الاجتماعي في اللقاءات وزيادته او تعويضه في وسائل التواصل الاخرى وذلك يشكل دليل انتماء ووعي حقيقي وفكر سليم.
٣. الابتعاد عن التسابق في نشر اي مقطع فيديو او خبر سلبي أو غير حقيقي أو مفبرك؛ لأن ذلك ليس سبقا صحفي او عمل خير نتسابق عليه بل الواجب ان نقطع الطريق على المتربصين بالسلطنة والامة و بعدم النشر نحارب اصحاب النفوس المريضة والمندسين ومطلقي الاشاعات الهادمة،
علما ان كل المعلومات متاحة للجميع ومن المصدر الصحيح والجهة المخولة بذلك.
٤. من الواجب علينا ايضا نشر كل ما هو إيجابي وتعظيمه ومحاولة تصويب وتلافي السلبية ان وجدت.
٥. المسؤولية الوطنية تقتضي التبليغ للجهات المختصة عن كل من يستغل الاوضاع لرفع سعر منتج او خدمة مع الاستمرار بنشر التوعية الايجابية والتثقيف الضروري ودعم جهود منظمات المجتمع المدني وخاصة في مجالات الصحة وحماية المستهلك ومساعدة من تعسرت ظروفهم وتاثرت دخولهم والتبرع لصندوق الصحة وصناديق وجهات الخير، ومن هنا فإن كل مواطن أو مقيم عليه المساهمة والبذل والعطاء بما يستطيع وكل في مجالة وحسب طاقته وإمكانياته.
نعم كل مواطن ومقيم، وكل كاتب، صحفي، فنان، رياضي، سياسي، رجل مال، اقتصادي، أو عالم دين …..الخ عليه دور يجب ان يؤديه لتحقيق التكاملية والتشاركية بتقديم الفكر التوعوي والابداع الخلاق والافكار الرائدة والمساهمة المالية ……الخ فنحن مجتمع الجسد الواحد والبنيان المرصوص.
واخيرا فانه مهما اشتدت الظروف ومهما عصفت رياح الصعاب في العالم في ظل جائحة كورونا فإن الأمل والثقة بالمولى عز وجل أن يرفع الوباء عن الامة والانسانية وان شاء الله القادم افضل والخيرة فيما اختاره الله.
وحفظ الله عماننا شعبا وقيادة وحكومة واطال الله عمر مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ‘حفظه الله ورعاه-، ورحم الله وأسكن فسيح الجنان الأب الراحل المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه- .
حسان عمر ملكاوي