الجزائر في 18 أكتوبر/العمانية/ يجمعُ الكاتبُ والإعلاميُّ لزهاري لبتر في كتابه الصادر باللُّغة الفرنسية تحت عنوان “الأغواط”، شهادات وانطباعات لكتّاب ورسّامين ومستكشفين ورحّالة زاروا مدينة الأغواط جنوب الجزائر، عبر أزمنة مختلفة، وتحدثوا عن هذه المدينة التي تتميّز بخصوصية سياحيّة وتاريخيّة وأثريّة. ومن الشهادات التي يتضمنها الكتاب، شهادة سجّلها المؤرّخ عبدالرحمن بن خلدون (1332- 1406) حول سكّان الأغواط بالقول: “لقد تميّزوا بشجاعتهم ومقاومتهم”.
ويعُجُّ الكتاب بشهادات وصور تُجمعُ على خصوصية هذه المدينة التي يبلغ عمرُها ألف عام، والتي كانت القلب النابض لإحدى أجمل الواحات في جنوب الجزائر، ومثّلت منطقة محورية لمرور قوافل التجارة عبر الصحراء، فضلًا عن وقوعها في مفترق طرق بين التل والصحراء. ومن الشهادات التي يوردُها مؤلّف الكتاب حول الأغواط، ذلك الوصف الذي تضمّنته رحلة أبو العباس أحمد بن ناصر الدرعي (1647-1717) الذي بدأ رحلته من المغرب للوصول إلى الحجاز في 8 سبتمبر 1096، مرورًا بالأغواط، وهي، بحسب هذا الرحّالة، مدينة “تغطّي مساحة شاسعة من الأراضي المزروعة جيّدًا وتنتج الفواكه والخضراوات”.
كما يتضمّن الكتابُ، بالإضافة إلى روايات السفر وانطباعات أصحابها، صورًا فوتوغرافية ونسخًا من لوحات شهيرة لفنانين مثل فرومنتين، وغوستاف غيوميت، وإتيان دينيه، ومارثي ليوس، تعبّرُ عن الدهشة التي تزرعها هذه المدينة في نفس من يزورها. ويذكر المؤلفُ أنّ صاحب كتاب “الأمير الصغير”، أنطوان دو سانت إكزوبيري، أقام عام 1943 بأحد فنادق مدينة الأغواط، كما استلهم الروائيّ المعروف ألبير كامو أحداث إحدى قصصه القصيرة من المدينة التي تزورُها “جانين”، بطلة القصّة، رفقة زوجها، وتتحدث عن طبيعتها الصحراوية وتضاريسها.
وفي الكتاب مقالاتٌ وانطباعاتٌ بأقلام كتّاب، على غرار بشير بديار، وأمين لطفي سوكهال، ومحمد شتيح، وأمال المهدي، وخيرة زيرق سوفاري، وأرزقي مترف، وعمار بلخوجة. ويتضمّن الكتابُ أيضًا لوحة للكاتب والرسّام الفرنسي أوجين فرومنتين (1820-1876)، استوحاها من الطبيعة الصحراوية في الأغواط، إضافة إلى أعمال فنيّة أخرى استلهمها أصحابُها من خصوصيات هذه المنطقة.
ويضع المؤلف القرّاء في صورة بيئة مدينة الأغواط الفلاحية التي عاش فيها صبيًّا، ويروي كيف كانت المياه توزّعُ على بساتين المشمش والخوخ والبرتقال، وواحات النخيل التي كانت ملاذ الفلاحين ومصدر عيشهم.
/العمانية/
178