في غمرة مشاعر السعادة لدى المهندس حمدان بحلول (الخميس الونيس) وبعد توقيعه لإنصرافه من (الدوام) تأتيه رسالة من صديقه مازن يقول فيها : (باكر الجمعة أنا رايح الباطنة وبشل معي جهاز كمبيوتر الفحص عشان السيارات المتعطلة هناك وأباك ترابعني).
تجربة العمل التطوعي في المناطق المتضررة جراء إعصار شاهين لا زالت مستمرة وأنماطها لم تقتصر على مجرد توزيع المؤن الغذائية والتنظيف فهناك من تطوع في تعزيز الصحة النفسية للمتضررين وهناك من جالس الأطفال في برامج هادفة وهناك من تخصص في إصلاح كهرباء المنازل وغير ذلك من الممارسات التطوعية التي لم نفتقد فيها أهل الإختصاص من أبناء الوطن وفي خضم مشاعر الفخر لذلك نريد التأمل في كيفية استثمار تلك الطاقات لتعزيز المبادرات الشبابية التطوعية التي يمكن أن تنفذ في مجتمعاتنا المحلية من قبل الأفراد أو الفرق التطوعية.
الخبرات المتراكمة في مجتمعاتنا المحلية لتنفيذ المبادرات الشبابية التطوعية ليست بالهينة وهي تنطلق من مرتكزات إسلامية وقيمية وإجتماعية ولكنها تحتاج إلى المزيد من التنظيم فما حدث أبان الملحمة التطوعية المستمرة في الباطنة يؤكد على أن مجرد (الفزعة) لا تكفي لتحقيق الأثر الحقيقي في الميدان ولذلك ينبغي على كل من يشارك في المجال التطوعي أن يعيد النظر في ممارساته التطوعية والتي نريدها فاعلة في وقت الرخاء ووقت الشدة.
يستمر الإسناد الحكومي ممثلا في وزارة الثقافة والرياضة والشباب للمبادرات الشبابية التطوعية بنمط الدعم المعرفي من خلال المعنيين في الوزارة وميسري المبادرات الشبابية المتواجدون في مختلف محافظات السلطنة بالإضافة إلى تقديم الوزارة للدعم اللوجستي والمالي لكل مبادرة تحمل في طياتها مشروعا نوعيا يدعم الشباب العماني ويعزز الشراكة ببن مختلف القطاعات الشبابية ويقدم الحلول التنفيذية العصرية للتحديات المجتمعية وفق خطط إجرائية واضحة بأسلوب عصري ومبتكر ويمكن الشباب من تولي دور الريادة في خدمة المجتمع ويؤهلهم لإدارة مبادراتهم بمستوى عال من الإحترافية وبلا شك أن حصول المبادرات الشبابية التطوعية على ذلك الدعم مرهون بالنظم واللوائح التي تقرها الوزارة كما هو معلوم ومنشور عبر القنوات الرسمية.
إن الإستثمار الموجه في الطاقات الشبابية عند صديقنا مازن وغيره من أبناء الوطن له أثره الإيجابي مجتمعيا على المدى البعيد لما سيحققه من توجيه سليم لطاقات أفراد المجتمع بشكل صحي وهادف وتعزيز الوعي الحقيقي لمعاني التطوع ويقدم التكامل المأمول بين الحكومة والقطاع الخاص والقطاع الأهلي مما يسرع من وتيرة التنمية الشاملة في المجتمعات المحلية وكما جاءت هبة أبناء عمان متعددة المجالات والأطياف للباطنة العزيزة فنحن نريد أن يكون ذلك منهجا مستمرا من قبل أبناء الوطن لتكون تلك الجهود موحدة ودائمة تحت (المانشيت) العريض في صفحات البذل والعطاء بعنوان هبة عمان.
محمد بن عبدالله سيفان الشحي
٢٣ اكتوبر ٢٠٢١ م