غادرنا قبل ساعات للقاء وجه ربه المناضل والمثقف الوطني والعروبي والتقدمي الكبير الأستاذ عبد الغفار شكر عن 86 عاما ملأها بالعطاء لمصر وأمته العربية ولعموم الإنسانية، منذ ان كان في ستينات القرن الفائت أميناً للتثقيف في منظمة الشباب الاشتراكي وعضواً في التنظيم الطليعي الذي أسّسه الزعيم الخالد الذكر جمال عبد الناصر ثم في السبعينات عضوا في أمانة حزب التجمع إلى جانب مؤسسه أحد الضباط الأحرار الراحل خالد محيي الدين والذي كان من أبرز معارضي معاهدة كمب ديفيد، الى ان تولى بعد ثورة 25 يناير ،وكان من قادتها، منصب نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان إلى جانب رئيسه السابق الشخصية الوطنية المعروفة الأستاذ محمد فائق، مرورا بتاسيسه وترؤسه قبل مرضه لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي(٢٠١١-٢٠١٤)
وخلال عمله في المجلس القومي أعدّ مع إخوانه في المجلس مقترحاً لعفو رئاسي يتضمن اسماء كل المعتقلين غير المتورطين بأعمال عنف للإفراج عنهم تجسيدا لايمانه كعروبي اصيل بالحرية وحقوق الانسان رغم اعتراضه على تقارير بعض المنظمات الدولية لحقوق إلانسان غير الموضوعية عن مصر.
وقبل مرضه الذي اقعده لسنوات، لم يكن الراحل الكبير يتأخر عن المشاركة بأي دورة من دورات المؤتمر القومي العربي، أو في أي من ملتقياتنا الدولية من أجل فلسطين وقضايا الامة ،وكم كان يهاتفني- متأثرا- حين لا تسمح ظروفه الصحية بالمشاركة في مؤتمر أو ملتقى، فيعتذر ويقدّم أفكاراً ومقترحات .
كان عبد الغفار شكر السياسي والباحث المميز ،صاحب مؤلفات في التثقيف والتنظيم ووحدة القوى التقدمية، والمناضل المبدئي عنواناً للعلاقة العميقة بين النضال الوطني والقومي وبين النضال الاجتماعي، بين الاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعة، بين الوطنية المصرية والعروبة والإنسانية ،وهو ما عبّر عنه بوضوح في آخر مرة التقيته في مهرجان تكريم المناضل الكبير الراحل عبد العظيم المغربي في خريف 2014، حيث ألقى كلمة جامعة مانعة تشكّل خارطة طريق لمواجهة التحديات في مصر والأمة العربية.
رحم الله كبيرنا عبد الغفار شكر، والعزاء لعائلته ولرفاقه وللشعب المصري والأمة العربية.
معن بشور
30 / 10 / 2021 م