طهران في 8 نوفمبر /العمانية/ في برد الشتاء وحر الصيف وعلى مدار الساعة، بإمكانك أن ترى عازفي الموسيقى وهم يقيمون حفلاتهم الارتجالية على أرصفة شوارع العاصمة الإيرانية طهران.
فمنذ سنوات عدة، أخذت ثقافة موسيقى الشوارع بالتزايد في طهران، إذ يقوم هواة الموسيقى بالتطوّع للعزف في الشوارع والأماكن العامّة ولا سيما في الحدائق المنتشرة في هذه المدينة مترامية الأطراف.
ويحمل بعض العازفين في شوارع طهران آلات موسيقية حديثة مثل البيانو والجيتار، بينما يحمل بعضهم الآخر آلات موسيقية تقليدية كالدف والطبل والساكسفون والكمان والفلوت فضلًا عن الآلات الشعبية والتراثية.
وتتنوع العروض الموسيقية في شوارع طهران بين الموسيقى الغربية والشرقية والمحلية، وهناك من يعزف وحده دون شركاء، وهناك من شكّل فرقة موسيقية للعزف بالأماكن العامة وحافلات النقل العام ومحطات مترو الأنفاق.
وتستحوذ موسيقى الشوارع على اهتمام المارين في الطرقات والأسواق، حيث توفر لهم فاصلًا إيقاعيًّا بين التسوق والراحة والاستجمام.
وبالرغم من أن بعضهم ينظر إلى موسيقى الشوارع وسيلة لكسب المال، إلا أن من بين العازفين الذين ينتشرون في شوارع طهران مَن درس الموسيقى في الجامعة.
وتتميز موسيقى الشوارع بالتواصل المباشر مع الجمهور، فتطرب أسماعهم، وترسم الابتسامة على وجوههم، وتبعث الحيوية في نفوسهم.
وفي تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، قال “حسين عبداللهي”، وهو خريج موسيقى من جامعة طهران للفنون ويعزف على آلة الكمان عند تقاطع “بارك وي” شمال العاصمة كلَّ يوم: “الموسيقى غذاء الروح، ومن دونها لا نستطيع العيش، وأنا آتي إلى هنا في بعض الأحيان كي يستمتع الناس بالموسيقى”.
بدورها، قالت “اندرة كاتوزيان” لوكالة الأنباء العُمانية: “الموسيقى المتنوعة التي نسمعها ونحن في طريقنا إلى العمل أو البيت رائعة، وتريحنا كثيرًا، وتنسينا الضغوط النفسية والمعيشية ولو لفترات قصيرة”.
ومع رواج ظاهرة موسيقى الشوارع التي باتت تشكّل جزءًا مهمًّا من ثقافة العاصمة الإيرانية المكتظة بالسكّان، دعمت بلدية طهران هذه الظاهرة بإقامة مهرجان سنوي يجمع رواد ومحبي موسيقى الشوارع وبحضور كبار الفنانين والمطربين الإيرانيين.
/العمانية/
ع م ر