اليوم :- يوم الثامن عشر من نوفمبر الذي ظل يتردد علينا منذ عام أربعين وتسعمائة والف بعد الميلاد ١٩٤٠م أي منذ حوالى واحد وثمانون عاما وكأن القدر يقول لنا لن تنتهي هذه العلاقة الحميمة بينكم أنتم يا أهل عمان ويا شعبها وبين الثامن عشر من نوفمبر من كل عام وبشكل سنوي دوري و بالتالي فإن عمان الحالية و محتوياتها المنجزاتية هي نتاج الثامن عشر من نوفمبر المجيدة العزيزة على قلوب العمانيين ولم لا ؟!.
وقدر الله تعالى بأن يأتي عام سبعون وتسعمائة و ألف ميلادية ١٩٧٠م ليزداد أنوار الثامن عشر من نوفمبر أكثر إشراقا وأجمل تنويرا وأن يكون جلالة السلطان قابوس بن سعيد – عليه سحائب رحمات الله – هو المشعل والموقد لمشاعل النور التي لاتزال تتوقد أنوراها عطاءات قابوسية ماثلة للعيان ولا يستطيع الحيد عنها أولا يستطيع انكارها العالم بأسره وهي زائدة بل ماضية في دروب استكمال حداثة البناء والعمران والتطوير واستحداث آخر ماتوصل إليه العالم من التكنولوجيا في عمان موائمة ومواكبة لمسيرة مستجدات التحديث في مجمل نواحي الحياة إبتكاراتها الجديدة أو الحديثة من تقدم ورفاهة الإنسان العماني أينما كان !.
إن الثامن عشر من نوفمبر بمروره الزمني على العمانيين خلال الإحدى والخمسون عاما ليست مجرد شعار نرفعه لنهتف ونغني ونهزج ونلقي قصائد الشعر بشقيه الفصيح والشعبي بشتى أنواعه فيه ومن خلاله فحسب وإنما هو توهج في سماء العمل وبذل الجهد والتنافس والتفاني من أجل الرقي بعمان وأهلها إلى آفاق التقدم والإزدهار وهذا الحال هو حق لكل شعب من شعوب العالم ونحن العمانيين نؤمن بذلك إيمانا حقيقيا ملئه الصدق ولذلك كان قابوس – رحمه الله – قد مد يده الكريمة بالخير والصداقة لمعظم شعوب هذا العالم المترامي الأطراف إن لم تكن بأجمعها.
إن العماني اليوم يتوجب عليه بأن يقف مرفوع الهامة شامخا معتزا فخورا بما تحقق لوطنه من عطاءات ذهبية وعلى خمسة عقود من الزمان انبهر بها الصديق قبل القريب والشقيق وعلى المستوى العالمي !. إن هذه النهضة العمانية الحديثة لمن الواجب الوطني والأخلاقي والديني المحافظة عليها بل يتحتم علينا التشبث بالمحافظة عليها وأن من نعمة الله – سبحانه وتعالى – رسخ فينا مبدأ صون الوطن والحفاظ على أمنه وأمانه بالتالي فإن الذي أنجز خلال واحد وخمسون عاما لم يأتي هكذا محض صدفة وإنما أتى بجهد وفي وخطط نهضوية مدروسة من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثرا ه- وبدماء أولئك الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأعز وأغلى مايملكون من أجل عزة ورفعة حياة عمان والعمانيين.
ولهذا أضحت سلطنة عمان حمامة للسلم والأمن للعالم بمبادئها الأصيلة المنبثقة من مبادئ الدين والقرآن التي أرسى دعائمها الراحل صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم رحمه الله تعالى – رحمة تسع عنان السماء والأرض – وأطال الله وأمد في عمر صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وحفظ شخص جلالته قائدا مظفرا بالنصر والخير والسؤدد – فتحية جلى عزيزة ليوم الثامن عشر من نوفمبر المجيدة التي إعادة لعمان هيبتها ومكانتها بين دول العالم وللعمانيين عزهم ومجدهم ورفعة شأنهم بين شعوب الأرض قاطبة.
الكاتب الأستاذ/ فاضل بن سالمين الهدابي