بروكسل في 28 سبتمبر /العمانية/ يحتضن متحف /بلفي/ في بروكسل، معرضا حول
أعمال الفنان الراحل “ديديا كوميس”، أحد عمالقة مؤلفي الرسوم المتحركة في بلجيكا
والذي يوصف بـ”سيد الخيال والأبيض والأسود”.
ويمثل المعرض الذي يستمر حتى 3 يناير 2021، فرصة لإعادة اكتشاف أعمال “
كوميس” من خلال لوحات صامتة كليا مرفقة بالنسخ الأصلية لسلسلة الرسوم
المتحركة “كورتو مالتيز” لمؤلفها الإيطالي “هيغو برات”، بالإضافة إلى لوحات
لمؤلف الرسوم المتحركة الفرنسي “كريستوف شابوتيه” الذي يعدّ بمثابة الابن
الروحي لـ”كوميس”.
وكان “ديديا كوميس” وُلد سنة 1942 في إحدى القرى ببلجيكا، وأُجبر في المدرسة
على الكتابة بيده اليمنى رغم أنه أعسر، لكنه ظل طول حياته يرسم بيده اليسرى،
وكان مولعا بموسيقى الجازـ بل إنه مارس في فترةٍ من حياته قرع الطبل بصورة شبه
احترافية.
غير أن مشوار “كوميس” في كتابة السيناريو وتأليف الرسوم المتحركة لم يبلغ ذروته
إلّا في 1969 من خلال شخصية “هيرمان” المنشورة في صحيفة “المساء”. وفي
عام 1973، نشر “كوميس” في مجلة “الربان” سلسلة “مغامرات أرغون التائه”،
وهي نصوص تنتمي إلى الخيال العلمي، وقد تأثر فيها صاحبها بالروائي الأمريكي “
أدغار رايس بيوريغ” وبالفنانين الفرنسيين “فيليب دريا” و”جان-كلود ميزيير”.
وأصبح “كوميس” من مناصري اللون الذي اكتسب في رسمه الواقعي المفرط قوة
مجازية بالغة الأهمية. ثم تحول إلى الأفكار الحالمة من خلال “ظل الغراب”، وهو
رؤية مذهلة للحرب العالمية الأولى في منطقة “ليزاردين” شرق فرنسا.
لكن التكريم الحقيقي لهذا الفنان البلجيكي لم يأتِ إلّا في عام 1979 بفضل الصدور
المنتظم لسلسة الرسوم المتحركة “صمتا” في مجلة “يتبع”. وتعدّ هذه السلسلة بمثابة
رواية مصورة بالأبيض والأسود سمحت لـ”كوميس” في العام نفسه الذي صدرت فيه
(1980) بالحصول على “الجائزة الكبرى سان-ميشل” للرسوم المتحركة في
بروكسل، وجائزة “الوحش الذهبي” لأفضل ألبوم في مهرجان “آنجوليم” (فرنسا) في
عام 1981.
/العمانية/ 179
(انتهت النشرة)