عمّان في 30 سبتمبر /العمانية/ يطرح المخرج الإيطالي “جوناس
كارپينيانو” في فيلم /آ تشامبرا/ سؤالاً مفاده: ماذا يعني أن تكون في الرابعة
عشرة من عمرك؟ وبشكل خاص في بيئة وظروف كتلك التي تعيش فيها
شخصيات الفيلم.
فبطل الفيلم الذي عرضته لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان،
مراهق من الغجر الذين يقيمون في “آ تشامبرا” جنوب إيطاليا، ورُغم حداثة
سنه، إلّا أنَ له قدرة على التنقّل والحركة ما بين السكان وعائلات الغجر
والمهاجرين دونما عناء، يُلاحق أخاه الأكبر ليتعلّم منه، ويتبعه كما الظلّ في
أنحاء المدينة.
وتكشف الأحداث أن الشقيق الأكبر كان يعمل في السطو والسرقة ومعاونة
المافيا لينفق على أسرته الفقيرة. وفي أحد الأيام، يُقرّر البطل أن يقوم بخطوة
كبيرة وحده، فتقع الفجيعة، إذْ يدوس -دون علمٍ منه- على طرف أحد عرّابي
المافيا، الذين لا يغفرون لأحدٍ خطيئة تجاوز الخطوط الحمراء.
يبدأ الفيلم بمشهد من الماضي، حيث ثمة رجل يراقب من أعلى الريف
الإيطالي، برفقة عائلته في وقت استراحة مستقطَع من أعباء الترحال، بعدها
يقفز الفيلم إلى الزمن الحاضر، فندرك أن ذلك الرجل الذي رأيناه سابقا ما
هو إلا جد المراهق لحظةَ اتخاذه قرارا باستقرار العائلة في هذه المنطقة من
الريف الإيطالي، فوضع بذلك حدًّا لترحال العائلة.
ويبدو أن وصية الجد (تذكّر دائما أننا في مواجهة العالم) قد حفرت عميقا
في شخصية البطل/ الحفيد، وكانت حاضرة بقوة في لحظة قرار صعبة،
وذلك عندما كان عليه أن يختار بين أمرين كلاهما مُرّ، فإما أن يضحّي بأهله
أو أن يضحّي بصديقه المهاجر، فبمَن سيضحّي؟ هذا هو السؤال المركزي
في الفيلم.
يشار إلى أن “آ تشامبرا” الذي أُنتج في عام 2017 هو ثاني أفلام “جوناس
كاربيناينو”، وقد عُرض ضمن برنامج “نصف شهر المخرجين” في
مهرجان كان السينمائي (2017)، واختارته إيطاليا ليُمثّلها في التنافس على
جائزة “الأوسكار” في فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية (2018).
/العمانية/ 174