بعدما صليت المغرب منفردا في بيتنا لأنني لم أذهب إلى المسجد في ذلك المساء جلست مع المصحف أقرأ ماتيسر من سورة المآئدة الى وصلت إلى قول الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} إلى آخر الآيات ثم توقفت وقلت – صدق الله العظيم -.
ثم تركت المصحف ونهضت على الفور وذهبت إلى خارج البيت وبإصطحاب أحد الإخوة ذهبنا إلى السوق تحديدا إلى مجمع نيستو التجاري وهناك تبضع الأخ الذي كنت معه ثم أخذ حاجياته إلى طاولة الكاشير (المحاسبة) وتمت عملية دفع الحساب وذهبنا إلى السيارة وفي طريق السوق الداخلي مررنا على كافيتيريا ووقفنا عندها فأتى أحد أصحابها ولديه قلم ودفتر صغير لتسجيل الطلبات الصغيرة فطلب صاحبي إحتياجاته من الفطائر والساندويتشات والعصير ثم جاء دوري لأطلب أنا الآخر فقلت أريد فقط عصير الليمون المنعنع فقط بدون الفطائر فذهب البائع ليحضر لنا ماطلبنا وهنا نزلت لأطلب المرحاض وأنا خارج منه مررت على صاحب الشاورما وهو يشتغل في تحضير الساندويتش وإذا بعرقه يتصبب على اللحم والطماطم المشوي مع قوالب البصل المشوية أيضا هي الأخرى فقلت له بلغة التفاهم المكسرة التي بيننا : سديق مو هذا ! ، هذا مافيه زين هذا نمونة أقولك هذا حرام – فرد عليّ قائلا : كل نفر مافي كلام سيم سيم انتي فقلت له كل نفر مافي شوف انتي كيف ترتيب منشان ساندويتش فضحكت ضحكة مدوية ثم ذهبت إلى صاحبي فقلت أسمع لا تأكل من الطلبات التي طلبتها فأجابني لماذا؟! فقلت : رأيت العامل الآسيوي يتصبب عرقه فوق لحم الشاورما والطماطم والبصل ثم يضعه في الخبز ثم يتعمد تغليفه بأوراق الشاش الأبيض ومن ثم يناوله للناس ليأكلونه وهم لا يعلمون عن الكيفية التي يستخدمها ويتعامل بها لسم وتمريض الآدميين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وما إن سمع الأخير كلامي حتى استشاط غضبا ونزل من السيارة ذاهب إليه قائلا :- (خلاص سديق مايريد ساندويتش) فرد العامل بنبرة غضب كيف مايريد ؟! انتي خبر أريد ساندويتش بس خلاص مافي كلام زيادة فذهبت لأحتوي ذلك النزاع بينهما وإذا بعامل آخر يحمل لحم مثلج فسألته فأجابني بأنه يحمل لحم مثلج فقلت له لحم ماذا ؟! فأجابني مافيه معلوم فقلت له كيف مافي معلوم وأنت تشرف على تقطيعه فأحتدم الكلام واشتد بيننا ولكن الذي فهمته منه بأن ذلك اللحم تأتي به شركات هندية لتغرق به السوق في السلطنة – والله أعلم – ما إذا كان ذلك اللحم لحم ماعز أو لحم ضأن أم أنه لحم حيوانات ميتة في الأصل أم أنه لحم حيوانات محرم أكلها إسلاميا !.
لذلك فأنني أحذر مجتمعي العماني بشكل عام وفئات الشباب بشكل خاص من التعاطي مع هذه المطاعم والكافتيريات لتناول أطعمتها خصوصا اللحوم بشتى أنواعها لأنها ذات مصادر غير معروفة وبالتالي غير موثوق بها من الناحية الصحية وبالتالي يتعين على جهات الإختصاص مثل وزارة الصحة والبلديات وحماية المستهلك القيام بالتفتيش المستمر وبشكل دوري للإطمئنان على مدى سلامة الأطعمة وصحيتها ومدى تلائمها مع تعاليم الشريعة الإسلامية التي تتعلق بهذا الشأن – حفظنا الله وإياكم من الأمراض والأسقام والعلل – آمين إنه سميع الدعاء مجيب الرجاء.
الكاتب / فاضل بن سالمين الهدابي