كثيراً ما نسمع هذا الكلام في مجتمع العمل ، يوجه للشخص الذي يجتهد في عمله ، يكدح بكل ما أوتي من قدرات وكفاءات ، يحب التطور ويسعي لعملية الاصلاح وابتكار كل جديد؛ لخلق جو جذاب، فهو بطبيعته يحب الإنتاجية ، يستمتع بالعمل ويشعر براحة الضمير في هذا الإداء، فجانب الأمانة والمسؤولية مرتفع لديه، لكن بعض الأشخاص لا يتقبلون هذا الشخص ويعتبرونه مصدر لجلب الشقاء لهم من خلال الأعمال التي قد يكلفوا بها والذي سوف يتطلب منهم أن يقوموا بأعمال لم يكونوا يؤدوها.
فهم ينظرون إلى العمل على إنه مجرد أداء مهمة محدد في معاييرها وإن كان البعض لا يعرف للأسف حتى توصيف عمله والأشياء الأساسية المطلوبة منه ولا يكلف نفسه بالإطلاع عليها ، والبعض من الذين يطلعون على مهامهم يستعمل ذلك في تضيق قدراته ويأبى أن يقوم بأكثر من تلك الحدود فلا يسمح لقدراته المكنونة ولعقله بإبتكار الجديد للأسف ولا ننكر وجود فئة مطلعة تحب التطوير وتسعى لكل جديد وهذه الفئة التي يقوم عليها أغلب العمل ويعتمد عليها وللأسف تكون الفئة المضغوط عليها في العمل .
فلا بد من استشعار أهمية العمل وقيمته قال تعالى “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” التوبة الآية 105، فالعمل عبادة يؤجر عليها الإنسان ويحاسب لأي تقصير فيه ، فهو مسائل عن كل لحظة قضاءها في العمل بدون إنتاجية ، ومن الحقائق التي لابد أن يكون كل موظف يعرفها أنه إذا كان لا يحق له القيام بأعمال النوافل أثناء فترة عمله إن كانت تؤثر على عمله، وكان هناك واجب يجب عليه القيام به ، فكيف بالذين يقضون ساعات طويلة في الكلام الفارغ والمواضيع الخارجة عن العمل ، ويديرون أعمالهم الخاصة في فترات الزمن المخصص بأعمال وظائفهم ، بحجة أنه لا يوجد عمل ، وهذا غير صحيح البتة – فالعمر كما يقال يخلص والشغل ما يخلص-.
فالمعرفة متجددة في كل لحظة وكذلك العمل والذي يهوى العمل يجده ، فأنا لا أقصد هنا أن تشقى نفسك – لا و لله – ولكن أقصد أن تعطي العمل حقة حتى لا يتعلق شيء من ذنبه في رقبتك ليوم الدين . أنت مطالب بتنمية خبراتك الوظيفية وإذا كان لديك متسع من الوقت فلماذا لا تستغل ذلك ، أنا شخصيا عانيت من كثر ما سمعت – ما حد بيفيدك بعدين – الكلام كثير ويطول ، لكن نظرتي للعمل إنه أمانة وأني محاسبة عنه أمام الله كان هو الدافع للعطاء لا يهمني ما يقوله الآخرين ، الأهم أن أكون قد درست قرارتي وأنها تنصب في مصلحة العمل ، ولولا تجاهلي لهذه السلبيات لكنت ركنت للكسل من أول يوم عملت به.
فالعمل من النعم التي وهبنا الله إياها وأكرمنا بها ، لترتقي الأمم والحضارات والشعوب التي لا تبني إلا بكفاح أبنائها المخلصين في العمل ، والعمل بما يمليه ضميره وما يكلفه به واجبه الوظيفي ، لابد أن يسعى الانسان للإخلاص في العمل ، وأن يحاول أن يذلل التحديات في العمل ، فإذا كنت لا تبني فلا تكن هداماً ، فقل خيرا أو اصمت ، وترك المجتهد يسير في طريقه ، وقد يكون سبب نظرة بعض هؤلاء الذين يقتصرون على الأدنى من الأداء لقلة الحوافز المقدمة من العمل والتي لا ينكر أحد دورها في التحفيز والإنتاجية ، لكن مع ذلك لا بد أن لا نضع هذا الجانب هو العائق ولابد أن ننظر للجوانب الإيجابية والفرص الموجودة لدينا وأن نعمل على تحفيز أنفسنا بأنفسنا، فالحوافز الداخلية أقوى من الحوافز الخارجية.
وهنا لا بد من التطرق إلى أهمية النظر في موضوع تعريف الموظف بمهامه الوظيفية ، وجعل مادة الولاء الوظيفي والانتماء المهني من ضمن مقررات كليات التعليم العالي التدريسية وبيان معاييره وأهميته ربطه بالجانب الديني التعبدي ، لما لهذا من أثر على زرع التحفيز الداخلي للموظف .
كاذبة بنت علي البيمانية