إن البيوت مخازن حياتية بشتى ألوانها وأنواعها وصفحات دفترها مليئة بقصص الحياة الخاصة ولهذا ليس ممكنا أن تفتح أبوابها على مصراعيها للقاصي والداني لأنها ليست سوق للتبضع وإنما هي عبارة عن مصانع لأساليب الحياة التي تتلائم مع فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها جميعا وهي الاستقامة في كل شيئ في هذه الحياة وبالتالي فإن الإنسان القويم يأبى ظله في أن يفتح خزانته لسفهاء العقول والأحلام للسطو على جواهر حياته التي لا تقدر بأي ثمن.
لذلك فإن السناب شات والتوكتوك والفيسبوك وحتى الوآتساب في كثير من الأحيان ليست إلى صحون وأوعية وضعت من أجل املائها بكلما هو طيب وخبيث من أجل قضاء أوقات الفراغ والدفعة في بعض الأوقات في إنتهاش لحوم الغافلين من الناس بكلما هو مستقبح رؤيته وذكره وأنا في تصوري أن كل الوسائل التي ذكرتها آنفا هي بؤرة التجسس وتقصي أخبار البشر خصوصا تلك الأخبار التي تخدش الحياء وهي ملاذ للتشهير بأصحابها وإن كانت كاذبة ولها مرتاديها الذين لا يهدأ لهم بال ولايرتاح لهم ضمير إلا بإقتحام امزجة خلق الله وكأنهم يعلمون السرائر والعياذ بالله.
نعم هذا هو حالهم و إلا ما الذي يجعلهم يتقصون الأخبار بقضها وقضيضها؟! سوى الحرص على تجميع الأخبار وضبطها وتنقيحها وزخرفتها ومزجها ببعضها بطرق غريبة عجيبة! رهيبة لذيذة لأذن سامعها وبالتالي أقول : ” من لا يخاف على نفسه من العبث بها في مجالس السوء لن يخاف على أحوال الآخرين وخصوصياتهم نسأل الله السلامة والعافية ثم إن الهواتف النقالة ذات الموديلات الحديثة فيها من مواقع التجسس والتصنت الشيء العجاب الذي ينده له جبين المرء العاقل الذي يبرأ إلى الله تعالى من هذه الأفعال المخزية التي تفضح من يقوم بها على رؤوس المستمعين الذين اطاحوا به وفضحوه على رؤوس الملأ من الناس.
أن المرء ليبعد نفسه الطيبة وفكره النقي النظيف عن مواقع السوء فجهاز هاتفه وأن كان من آخر الموديلات الجديدة إلا إنه يجب عليه أن يتحاشى تلك البرامج التي وضعت فيه بشكل متعمد .. خوفا من أن تتكشف أسرار الآدميين وهناك من البلابل البشرية الحمراء التي تطرب لرؤية وسماع كلما هو سر مكشوف خادش للحياء وللأدب العام لايهمها معنى الحياء والإستحياء لأن ضمائرها ماتت واقفلت وختم عليها بشمع رانها الأسود وهيهات ان تتلامس مع الإحساس الذي يأنب الضمير الحي لذلك فاليحذر المرء من استخدام هذه الوسائل التي يتوجب علينا استخدامها الاستخدام الامثل الذي يفيدنا ويفيد مجتمعاتنا المسلمة لا الذي يهدم اركان القيم والأخلاق ومسارات الخير والصلاح.
فاضل بن سالمين الهدابي