خبراء يوصون بوضع تشريعات للحد من قرصنة الكتب
الشارقة في 4 من نوفمبر/ العمانية / اختَتم مؤتمر الناشرين فعاليات دورته
العاشرة التي نظّمتها هيئة الشارقة للكتاب بدولة الإمارات العربية المتحدة ،
موصياً بضرورة حماية حقوق المؤلف، ومقاضاة قراصنة الكتب، إلى جانب
الدعوة للاهتمام بالكتب الصوتية التي فرضت نفسها خلال زمن جائحة
كورونا.
واستضافت الجلسة الأولى في اليوم الثالث للمؤتمر: عادل الزيني،
المؤسس والرئيس التنفيذي لدار الخيال في لبنان؛ و”لورانس الاديسويي”،
مدير مطبعة جامعة كامبريدج في نيجيريا؛ وأدارها بيل كينيدي، مؤسس
شركة “أفيسينا بارتنرشيب المحدودة” في المملكة المتحدة.
وأشار الزيني في مستهلّ حديثه خلال الجلسة التي حملت عنوان “السرقة
الأدبية للكتب (القرصنة): ما الذي يمكن فعله حيال هذه المشكلة؟”، إلى أن
قرصنة الأعمال الأدبية جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون، لافتاً إلى أن
الناشرين الذين يسرقون من دور نشر أخرى هم على دراية بما يفعلونه،
ومَن يقدم على هذا الفعل يتجاوز أخلاقيات وأصول المهنة.
وتابع: “للقرصنة أشكال كثيرة، والرائج منها أن يستهدف المقرصن الكتب
الناجحة التي تتطلب أشهراً وسنوات لإنتاجها من قِبل ناشرها الأصلي، ليقوم
بطرحها في السوق وحرمان مالك حقوقها من حقوقه”، مشيراً إلى أن محرك
البحث (غوغل) شريك في عمليات القرصنة، لكونه يسمح بعرض الكثير
من الكتب المزوّرة، وهو ما تقوم به العديد من المواقع التي تتيح بشكل
مجاني كتباً متنوعة.
ولفت الزيني إلى أن غالبية الدول العربية ليس لديها أنظمة وقوانين مستقلة
فيما يخص قرصنة الكتب، موضحاً أن هناك دولاً تطبق القانون، وأخرى
تتعامل مع هذه المسألة بلا مبالاة، وقال: “لا يوجد لدينا سياسة تحدد مسألة
القرصة، والموجود هو ميثاق شرف بين الناشرين يشدد على ضرورة عدم
التزوير وممارسته، والناشرون في المنطقة يتبعون سياسة اتحاد الناشرين
العرب التي تنص على محاربة القرصنة بشكل كامل، وليس أمامنا سوى
المعارض العربية كوسيلة من أجل تنظيم عملية البيع”.
بدوره، أوضح لورنس الاديسويي أن هناك العديد من حالات السرقة الأدبية،
وأنهم عندما يكون هناك كتب تبدأ في الانتشار يبحثون عن المستفيدين منها،
ويسألون عن الإجراءات التي يتخذها هؤلاء لحماية إصداراتهم”، مضيفاً: “لا
يمكننا إنكار وجود قوانين محلية تحدّ من هذه السرقات، لكنها ليست كافية”.
وأكد أن أصحاب الكتب الإلكترونية التي تقدَّم عبر الإنترنت ينبغي أن تكون
حقوقهم واضحة من هذه العملية، وأن المؤلفات التي تباع عبر الإنترنت هي
الأكثر أمناً على صعيد القرصنة.
وناقشت الجلسة الثانية ظاهرة الكتاب المسموع وأهميتها، وحضورها اللافت
في ظلّ الظروف التي فرضها انتشار فيروس كورونا، مستضيفة “ناثان
هال”، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية/ بيت تكنولوجي في المملكة المتحدة؛
و”سيباستيان بوند”، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “كتاب
صوتي” في السويد؛ و”ستايسي كريمر”، نائب الرئيس، لشركة اكتساب
المحتوى المسموع وتطويره في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وأدارها دانيال
ميسينو، المرشد الأدبي والمحرر الخارجي لـ”هاربر كولنز”، من المكسيك.
وتناول هال في حديثه، الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة
الإنترنت في نشر الكتب الصوتية، لافتاً إلى أن هذا النوع من الكتب يزداد
حضوره يوماً بعد آخر نظراً للثورة التقنية، ما يفتح مجالاً فريداً لإيصال
الإصدارات الأدبية لجميع القرّاء.
وقال: “بحثنا كثيراً من خيارات الاستمرارية والاستفادة من الجائحة لتحقيق
النجاحات، لأننا نعلم حجم المنافسة وتأثير المواقع الخاصة بالكتب الصوتية
على الواقع الاقتصادي العالمي، لهذا شاركنا بنحو 50% من الإصدارات
في الأسواق التكنولوجية الإلكترونية”، وأضاف: “الكتب الصوتية اليوم لها
الكثير من المقومات والإمكانيات، ونسعى لأن نستثمر في المنصات الكبرى
التي تتيح هذا النوع من الكتب لنوفر أعمالنا لجميع القرّاء، كما نحاول
السيطرة على الأعمال المقرصنة ودخول السوق الأوروبي وإيجاد مجالات
جديدة لتوزيع أعمالنا”.
بدوره، قال “سيباستيان بوند”: “دخلنا السوق العربية منذ عام 2016، ونعمل
لإيصال المؤلفات النوعية للقرّاء، ونحرص على بناء سوق مشتركة
للمهتمين بهذا النوع من الكتب وتعزيز حضورها لما تمتلكه من مميزات
وخيارات”.
من جانبها، قالت “ستايسي كريمر”: “الجائحة أثّرت كثيراً على ما ننتجه في
الدار، وواجهنا العديد من التحديات التي تطلّبت منا أن نتكيّف معها، وبالفعل
تجاوزناها بصعوبة، واليوم تحظى الكتب المسموعة باهتمام كبير، ما يتطلب
منا العنابة بهذه الإصدارات وأن نكون مسؤولين عن تقديم أعمال جيدة،
خاصة الموجهة للأطفال، ونعمل على جذب انتباه القراء للارتقاء بفكرهم
وثقافتهم”.
وأكدت “كريمر” ضرورة حماية الأعمال الإلكترونية، ووضع حقوق
المؤلفين والناشرين والمترجمين في صدارة الاهتمامات، لافتة إلى أن هذه
الصناعة تتطلب من الجميع الوقوف ووضع الخطط والاستراتيجيات
للاستفادة من الفرص المتاحة للنهوض بها وتطويرها نحو الأفضل.
/العمانية /
ط. ل